شبح المجاعة يهدد أربعة ملايين سوداني في مناطق النزاعات الشهر المقبل

يواجه قرابة 3.3 مليون سوداني بالفعل احتمالات التعرض للمجاعة، ويتوقع أن يرتفع العدد إلى أربعة ملايين مع بداية موسم الجفاف شهري مارس وأبريل القادمين. وكشف مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السودان «أوتشا»، في نشرته الدورية، أن 3.3 مليون شخص في السودان يواجهون «مستويات الإجهاد» من انعدام الأمن الغذائي، و«المرحلة الثانية من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي»، و«مستويات الأزمة» المرحلة الثالثة من التصنيف ذاته.

وذكرت «أوتشا» في نشرة حصلت عليها «الشرق الأوسط» أن تلك المهددات تستند إلى توقعات الأمن الغذائي في البلاد، للفترة من يناير إلى يونيو 2014، الصادرة عن شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة الصادرة أوائل فبراير الحالي.

وتوقعت شبكة نظام الإنذار المبكر أن يرتفع عدد السودانيين الذين تتهددهم المجاعة إلى أربعة ملايين شخص، لا سيما مع بدء ما أطلقت عليه «البداية المبكرة» لموسم الجفاف في شهري مارس وأبريل القادمين.

وأرجعت شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة، احتمالات حدوث المجاعة إلى النزاعات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وإلى «الحصاد المتوسط» لموسم 2013 / 2014، وإلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وذكرت الشبكة أن 71 في المائة من الذين يواجهون مخاطر المجاعة يعيشون في ولايات دارفور الخمسة، وأن 20 في المائة منهم في ولاية جنوب كردفان، وستة في المائة في ولاية النيل الأزرق، وثلاثة في المائة في منطقة أبيي المتنازعة بين دولتي السودان.

وتبلغ الأزمة مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد، أو مرحلة الأزمة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، ذروتها بين النازحين الجدد في ولايات دارفور الخمسة، وبين النازحين والأسر الفقيرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة الشعبية – الشمال في جنوب كردفان.

وذكرت شبكة نظام الإنذار المبكر أن ما لا يقل عن 30 في المائة من النازحين الجدد في دارفور غير قادرين على الزراعة، ويعتمدون في معيشتهم على المساعدات الغذائية والإنسانية، وتوقعت أن يواجهوا مستويات الأزمة بسبب انعدام الأمن الغذائي، خلال الفترة من يناير حتى يونيو 2014.

وأوضحت الشبكة أن 50 في المائة من تجمعات النازحين لفترات طويلة يعتمدون على توزيع الغذاء العام أو قسائم الأغذية، وأن تلك الحصة جرى تعديلها إلى 25 في المائة بسبب القيود اللوجيستية، وعدم استتباب الأمن، وعدم توفر المساعدات الإنسانية، مما يعني تراجع الأمن الغذائي لهؤلاء النازحين إلى «مرحلة الإجهاد»، خلال الفترة من يناير حتى يونيو من العام الحالي.

فيما يتوقع أن يواجه النازحون والأسر الفقيرة في ولاية جنوب كردفان خصوصا في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية «مرحلة الأزمة» المرحلة الثالثة من انعدام الأمن الغذائي خلال شهر مارس المقبل، ويحتمل أن تتدهور الأوضاع هناك إلى المرحلة الرابعة «مرحلة الطوارئ»، خلال شهر مارس وبحلول أبريل القادمين، بسبب ضعف الحصاد في تلك المناطق، وعدم إتاحة السبل لوصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وتدهور الحيازات والأصول عند هؤلاء السكان «الثروة الحيوانية»، والحركة التجارية المحدودة في تلك المناطق.

فيما يتوقع أن يواجه 80 في المائة من النازحين والأسر الفقيرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السودانية، في جنوب كردفان من الذين يتلقون مساعدات منتظمة من الحكومة وبرنامج الغذاء العالمي «مستوى الإجهاد» أو المرحلة الثانية من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي خلال أقل من شهر.

أما في ولاية النيل الأزرق، فإن النازحين والأسر الفقيرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة الشعبية – الشمال فسيواجهون احتمال بلوغ «مرحلة الأزمة» المرحلة الثالثة من انعدام الأمن الغذائي، خلال مارس المقبل، ويتوقع أن يتدهور الوضع في أبريل عند استنفاد السكان لمخزونهم من المحاصيل، ليعتمدوا على الأغذية البرية والشراء من الأسواق. وتوقع الشبكة بلوغ الأوضاع «مرحلة الطوارئ» في ولاية النيل الأزرق وجنوب كردفان خلال أشهر قليلة.

التغيير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.