تستأنف اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مفاوضات السلام بين وفدي الحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية في شمال البلاد، ويفترض أن يرد الطرفان على المقترحات التي قدمتها الآلية رفيعة المستوى برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي حول إعلان مبادئ كمدخل للحوار، في وقت دعا فيه الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي إلى نقل المفاوضات إلى الخرطوم بدلا من أديس أبابا ودمجها في إطار الحوار الشامل.
ويدخل وفد الحكومة برئاسة مساعد الرئيس الدكتور إبراهيم غندور، ووفد الحركة الشعبية بقيادة أمينها العام ياسر عرمان، جولة التفاوض التي جرى رفعها لمدة عشرة أيام لكي يراجع الوفدان قياداتهما العليا حول المقترحات التي قدمتها الوساطة.
ويتوقع أن تكون هذه الجولة حاسمة بين الطرفين لإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من سنتين في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن قيادة الجبهة الثورية، التي تقود المعارضة المسلحة وتضم الحركة الشعبية والعدل والمساواة وفصيلي تحرير السودان، عقدت اجتماعات مطولة للتنسيق فيما بينها بعد أن ظهرت اختلافات داخلية حول التفاوض مع الخرطوم. وقالت المصادر إن الاجتماع الذي استمر لساعات طويلة الهدف منه تنسيق الرؤية بين فصائل الجبهة.
من جهته، دعا الترابي إلى نقل مفاوضات الحكومة والحركة الشعبية التي تجري في أديس أبابا إلى الخرطوم، ودمجها داخل إطار الحوار الشامل الذي يجمع كل القوى السياسية بالبلاد، وقال إن «قضايا البلاد يجري حلها عبر الحوار الجامع الذي تتراضى عليه كل الأطراف».
وأوضح الترابي، في تصريحات صحافية عقب لقائه أمس كلا من ثامبو مبيكي رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، ومحمد بن شمباس رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لإقليم دارفور (يوناميد)، في الخرطوم أمس، إن الضمانات للحوار مع الحركات المسلحة داخل البلاد تأتي انطلاقا من وعود القانون الدولي والمجتمع الدولي وإعلان الحكومة لها.
وأضاف أن «السودان ابتلي بالكثير من الأزمات التي تصاعدت وتفاقمت وأصبحت مثار قلق إقليمي ودولي». وأكد الترابي أنه أطلع مبيكي وبن شمباس على رؤية حزبه في قضية الحوار الوطني الشامل وقراءته للحوار مع الحركات المسلحة.
وفي سياق متصل، قال الترابي إن مسألة تحديد اللقاء بين المؤتمر الشعبي والوطني لا يجري إلا باتفاق الطرفين، وأضاف أن الحوار سيجري بين مجموعة من قيادات الحزبين.
من جهته، أكد مبيكي أن الآلية تسعى للقاء قيادات الحركات المسلحة الدارفورية كافة في الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن موعد الجلوس معهم ومكانه لم يحددا بعد. وأكد أن لقاءه بالترابي كان حول قضية الحوار الوطني.
في غضون ذلك، أكد السفير رحمة الله محمد عثمان، ممثل السودان لدى الأمم المتحدة، أن الحراك السياسي الواسع داخل السودان حول الحوار الوطني الشامل أدى إلى توجه لرفع ملف السودان من جدول أعمال مجلس الأمن، واصفا ما يحدث من حراك سياسي بالـ«إيجابي» ويساعد السودان لإخراج ملفه السياسي نهائيا من المجلس والتركيز على الجانب التنموي.
التغيير