الحج الاقتصادي ملاذ المصريين بعد ارتفاع تكاليف أداء الفريضة

وقبيل موسم الحج شهدت أسعار الوقود ارتفاعا جديدا ما أدى لرفع تكاليف الحج، والتي كانت قد ارتفعت من قبل بسب تحرير سعر الصرف، وتضاعف أسعار الريال السعودي مقابل الجنيه المصري.
السعودية تطلق مبادرة جديدة بشأن الحج… وتطلق توجيهات هامة لكل الحجاج
لم يؤد الارتفاع في تكلفة الحج لانخفاض إقبال المصريين على قضاء الفريضة، ولكنه دفع غالبية الحجاج لخفض التكلفة بقدر الإمكان، سواء عبر قصد فنادق منخفضة الأسعار، أو التوجه للحج البري بدلا من الطيران.
عضو اللجنة العليا المصرية للحج، ناصر ترك، تحدث لوكالة “سبوتنيك”، قائلا “الحج فريضة والشعب المصري متدين، ولم يحدث أبدا في أي ظرف أن تراجع إقبال المصريين على الحج، حتى مع الارتفاع الشديد في أسعار وتكاليف الحج، لم يتراجع الإقبال”.

ويضيف ترك “عدد تأشيرات الحج لمصر 80 ألف تأشيرة، وهو رقم متواضع للغاية في بلد به مائة مليون، لذلك مهما كانت الظروف الاقتصادية والتكاليف فإن الحج لن يتأثر على المستوى الكمي”.

ويوضح ترك “أثر الأوضاع الاقتصادية يظهر أكثر على الإقبال على المستويات المنخفضة التكلفة للحج، فنجد أن 80 % من الحجاج يقبلون على الحج الاقتصادي منخفض التكاليف، وتتكلف الرحلة ما بين 8 إلى 10 آلاف ريال سعودي، فضلا عن 16 ألف جنيه مصري سعر تذاكر الطيران، أي أن متوسط التكلفة يصبح 60 ألف جنيه مصري أي نحو 3400 دولار. أما الحج السياحي، ذو التكلفة المرتفعة فتصل تكاليفه إلى 150 ألف جنيه، نحو 8500 دولار أمريكي، شامل تذكرة الطيران أي أكثر من ضعف تكلفة الحج الاقتصادي”.

ويضيف ترك “تكليف الحج ارتفعت بشدة خلال العامين الماضيين، فكانت قبل عامين تساوي 20 ألف جنيه فقط، أي نحو 2200 دولار وفقا لأسعار الصرف وقتها، عندما كانت قيمة الريال جنيهان فقط، واليوم أصبح الريال بخمسة جنيهات، كما أن ارتفاع أسعار الوقود رفع تكلفة تذاكر الطيران وكذلك تكلفة السفر البري، فالرحلة البرية تكلف اليوم 10 ألاف جنيه، أي ما يقرب من 560 دولار، وهو سعر مرتفع بالنسبة لمشقة السفر البري”.

واحتل الحج وزيارة الأماكن المقدسة مكانة خاصة لدى المصريين دائما، ولا يزال المصريون يتفاخرون بالموكب التاريخي الذي كان يخرج من مصر حاملا كسوة الكعبة في احتفال شعبي ورسمي أطلق عليه وقتها (طلعة المحمل) عندما كانت مصر تابعة للخلافة العثمانية.

وإلى الآن لا يزال لقب (حاج) أو (حاجة) يطلق على من أدى فريضة الحج. كما اعتاد المصريون تزيين بيوت الحجاج عند استقبالهم بعد عودتهم من الحج، ولا زالت بيوت الحجاج في المناطق الشعبية يرسم عليها الكعبة تمييزا لها واحتفالا بأداء فريضة الحج.

ومع ارتفاع تكلفة الحج، لم يتزحزح حلم زيارة الكعبة والطواف حولها لدى المصريين، وبدلا من التراجع عن الرغبة في أداء فريضة الحج، اتجه المصريون لأداء الفريضة بأقل تكلفة ممكنة.

سيوتنك

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.