أناقة المسؤولين والسياسيين .. للصورة أكثر من عنوان

تعتبر الإطلالة بالنسبة للمسؤولين والسياسيين أهم عوامل القبول والنجاح لذلك يحرص الكثير منهم على الاهتمام بمظهره، لكن بالمقابل يوجد الكثير منهم من ليس لهم اهتمام بذاته فمثل ذلك خصماً عليهم وأدخلهم في مواقف محرجة، ويبدو أن المظهر الجميل والإطلالة الرائعة باتت ليست حكراً على الفنانين ونجوم الفن وإنما على السياسيين أيضاً، ونجد هذا الاهتمام متعاظماً ومتعارفاً عليه في كافة الدول عدا السودان، لكن هناك سياسيين تاريخيين اشتهروا بأناقتهم واهتمامهم بأنفسهم، مثل “محمد أحمد المحجوب” والدبلوماسي “مبارك زروق”، كما هنالك وزراء عرفوا بالبهدلة وتواضع الذوق في اختياراتهم،
ويحتوي محرك قوقل عشرات الصور لسياسيين معروفين، لكن جلها غير مناسبة والتقطت في أوضاع غير متوافقة، مثلاً على طاولة الطعام أو في حالات العطس والضحك بقهقهة أو التجهم والغضب، ومن الصعب السيطرة على هذه الصور، لأنها ملأت الأسافير وتحولت إلى مواد للتهكم والتندر بين الناس، ولكن أيضاً هنالك من اشتهروا بتمسكهم بحُسن المظهر من خلال الزي السوداني، مثل “نافع علي نافع” “الطيب مصطفى” و”راشد دياب”، الذي يصمم جلباباته بنفسه.
مصور سياسيين: بعض الوزراء مشاترين
وطرحنا السؤال على المصور الصحفي المعروف (محمد عبد الله تركي) باعتباره صاحب أميز العدسات، ويسعى دائماً إلى التقاط صورة جميلة، حيث يضطر أحياناً إلى تنبيه المسؤولين بتعديل جلساتهم أو مظهرهم قبل التقاط الصورة، ويقول (تركي) إن بعض المسؤولين لا يعرفون كيف يلبسون ويختارون زيهم، وأشار إلى أن الأناقة تعتبر مهمة جداً لكل من السياسيين والوزراء والشخصيات المعروفة، ومضى قائلا: “بعض الشخصيات المعروفة في بعض دول العالم تعقد جلسات تصوير سواء كانت في المكاتب أو منازلهم لإخراج أروع الصور ليتم توزيعها لوسائل الإعلام” ورأى “تركي” أن هذه الثقافة منعدمة لدينا، كما أن السياسيين غير مدربين في كيفية الظهور في اللقاءات الجماهيرية وعلى المنصات والمقابلات التلفزيونية أيضاً.
وبحسب تصنيف السياسيين الأكثر أناقة وحرصاً على مظهرهم، نجد أن إمام الأنصار يعتبر الأول في ذلك، حيث لم تلتقط له أي صور غير متناسقة مع موقعه كرئيس سابق وسياسي مخضرم، ويطل الإمام دائما في كامل هندامه بجلبابه المعروف أو الصديري ونادرا ما يظهر من دون عمامة أو طاقية، حتى في لقاءاته العادية في منزله فإنه يلتقي الناس بكامل أناقته.
ويعتبر رئيس الجمهورية، المشير “البشير”، يهتم بأناقته كثيراً وبما أنه يظهر في الكثير من المناسبات إلا أنه غالباً ما يكرر الأزياء التي يظهر بها، وفي مؤتمر الشباب الأفريقي الذي عقد بالخرطوم مؤخراً بدا زي الرئيس متناسقاً مع المناسبة حيث ارتدى (جاكت بلون كحلي وبنطال عصري زاهي اللون)، كما أن الرئيس “البشير” يختار دائماً في المناسبات المسائية الظهور بالجلابية السودانية ناصعة البياض.
يشير الصحفي (محمد الأقرع) أن بعض المسؤولين يستحقون الشفقة بسبب مظهرهم، وأضاف “شاهدت مسؤولاً ينتعل جزمة مركوب مع زي (فل سوت)، وأيضاً بعض منهم يرتدي اللبسة المعروفة بالاشتراكية بقميص ويترك الزر مفتوحاً رغم أنها معروفة تلبس بتشيرت وتغلق الزر، ويضيف أن مظهر المسؤول ليس في ملبسه فقط وإنما في تصرفاته ، وينبغي على المسؤولين أن يدربوا على فن الإتكيت، لأن الكثير منهم يجهلون كيفية التعامل مع البوفيهات المفتوحة، ويضيف “شاهدت بعيني مسؤولاً في أحد الفنادق لا يستخدم الشوك والسكين والملاعق وهو بحضرة ضيوف أجانب.
المذيعة “أنسام رستم”: صورة بدلة “الهد” مفبركة
من المشاهد التي اعتبرت غير لائقة لسياسيين ومسؤولين، نذكر الصورة المزعومة لوزير السياحة السابق “محمد الهد” الذي ظهر ببدلة دبست أزرارها في غير مكانها فكانت مثار سخرية وتعليقات كثيرة، وكشفت المذيعة بتلفزيون السودان “أنسام رستم”، التي أجرت الحوار مع الوزير وقتها، كشفت ملابسات تلك الصورة الشهيرة قائلة “إن الصورة مفبركة وغير حقيقية، مبينة أن الصورة التي بثت في التلفزيون كانت غير ذلك، وأكدت أنهم كمذيعين حريصون على أن يظهر ضيوف البرامج بشكل لائق، مضيفة أن صورة الوزير التي تم تداولها على نطاق واسع تأكدت من عدم صحتها إدارة التلفزيون، من خلال الرجوع للفيديو الذي سجل مع الوزير في الولاية الشمالية، وقالت إن وزير السياحة كان حريصاً على شكله قبل التسجيل، وطلب منا إبداء أي ملاحظة قبل بداية التصوير فيكف نقع في خطأ، ونوهت “أنسام” الى أن حضور الشكل مهم بالنسبة للمسؤول أو أي شخص، وقالت إنهم كمذيعين أحياناً ينبهون الضيوف لقفل الزرارة أو تعديل الجلوس وعدم الإتكاءة على الكرسي، وعندما تكون الضيفة سيدة أقوم بنفسي بمساعدتها في كيفية اللبس، أما الضيوف الرجال فلا نتردد في تنبيههم بتسريح شعرهم أو ملاحظات غيرها، وتشير “أنسام” الى أن تلفزيون السودان لا يتوفر فيه خبراء الأزياء والمكياج بعدد كافٍ، لذلك يلجأ المذيعون بعمل مكياجهم بأنفسهم، وأيضاً الضيوف، وشددت على ضرورة أن يكون المسؤول حريصاً على نفسه أكثر من أي شخص آخر، وليست هذه مسؤولية مديري المكاتب لأن لبسه جزء مكمل لشخصيته، ولابد للوزير أن يختار ما يتناسب مع بروتوكول الفعالية، وما يتناسق مع جسمه وانتقدت المذيعة سلوك بعض الصحفيين في البوفيهات المفتوحة، ورأت أنهم يحتاجون إلى تدريب وتثقيف، لأن بعض منهم يتعامل مع البوفيه المفتوح بطريقة غير حضارية وغير صحية وذوقياً.
وكشف مدير سابق لمكتب شخصية سياسية بارزة أنهم في إحدى الرحلات الخارجية، اضطروا إلى الذهاب إلى السوق وشراء احتياجات جديدة للمسؤول بعد أن اتضح أن حقيبته كانت تحوي ملابس غير مناسبة مع الرحلة من حيث المناخ والمناسبة، ونوه إلى أن الجلباب السوداني ربما يمكن ارتداءه داخل السودان، لكن في الخارج لا يتناسب في كل أيام مؤتمر يستغرق (5) أيام مثلاً.

المجهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.