التفاصيل الكاملة لقصة اختفاء طالبة الطب ..أين مكثت الطالبة في الجنينة، وما سر رقم الهاتف الجديد ؟

بعد أسبوع من اختفائها …
تفاصيل العثور على طالبة الطب من الألف إلى الياء
*أين مكثت الطالبة في الجنينة، وما سر رقم الهاتف الجديد ؟
*صديقها اعترف في اللحظات الأخيرة، وصديقتها كانت تعلم بعض الحقائق
*جهاز الأمن : لابد من الحفاظ على الشباب والطلاب وحمايتهم من الاكتئاب والأفكار الضالة
*والدها ترك عمله في السعودية وجاء ليبحث عنها واستقبلها أمس في المطار
///////////////
أسبوع كامل مضى على اختفاء طالبة كلية الطب جامعة الزعيم الأزهري صفاء عمر زين العابدين طالبة المستوى الثاني التي اتسمت بالذكاء والأفق المتفتح والمداومة على الاطلاع على كتب الفلسفة، وكانت الطالبة قد خرجت من منزل أسرتها الخميس الماضي صباحاً بحجة ذهابها إلى الجامعة للجلوس لأحد الامتحانات ولكنها اختفت ولم يعثر عليها إلا الأمس بالجنينة بواسطة قوات جهاز الأمن والمخابرات الوطني التي أحضرتها إلى الخرطوم على متن طائرة وصلت إلى مطار الخرطوم وكان في انتظارها إلى جانب قوات الأمن والدها الذي حضر من السعودية وقطع رحلة عمله بحثاً عن ابنته.

تقرير : هاجر سليمان
ما قبل الاختفاء ..
يبدو أن الاختفاء كان مخططاً له وبدأت (صفاء) في التخطيط له منذ مدة تصل إلى نحو شهرين ولم يتم التنفيذ إلا في الخميس الذي شهد الاختفاء المحير.
في اليوم الذي سبق اختفائها وهو يوم الأربعاء مساءً حضر اصدقاؤها إلى جامعة الزعيم الأزهري وهم صديقتها المقربة وكاتمة أسرارها (ي) طالبة كلية الطب جامعة الخرطوم وصديقتاها الأخريان (م) و(ب) وصديقها المميز طالب جامعة السودان الذي يكبرها بعام واحد (ح) وأحضروا معهم (تورتة) وعليها شموع وأقاموا احتفالاً لصديقتهم وسط فرح وضحكات بأصوات عالية وهم يهنئون رفيقتهم بمناسبة عيد ميلادها الثامن عشر فهي من مواليد السادس من أغسطس 1998م .
بعد ذلك الاحتفال الرائع تفرق الأصدقاء وودعوا صديقتهم وكان هنالك أمل لقاء وطلبت من صديقها (ح) أن يحضر لها كتباً بعينها شريطة أن يحضرها لها في الصباح الباكر قبل سفرها الذي أوشت به لأصدقائها، علماً بأن صفاء تقيم بحي أبو آدم مربع (5) بينما يقيم صديقها بحي الحلفايا ببحري ولكنه ليكون قريباً منها ذهب إلى منزل أسرته وخرج متوجهاً إلى منطقة جبرة حيث نام مع بعض أصدقائه ليكون قريباً من أبو آدم.
اللقاء الأخير..
كانت الساعة تشير إلى الرابعة وعدة دقائق من فجر يوم الخميس حينما تلقت (صفاء) مكالمة هاتفية من صديقها (ح) وبعدما ارتدت ملابسها كاملة وأجرت اتصالاً هاتفياً بصديقها الذي كان قد وصل من جبرة وينتظرها في طريقها الذي يخرجها إلى محطة المواصلات وظلت تتحدث معه إلى أن وصلت إلى حيث ينتظرها بشارع الاستخارة وهنالك قام بتسليمها مجموعة كتب وسلمها شريحة هاتفية ورقماً وطنياً كانت قد أعطتهما له صديقتها (ي) وطلبت منه إيصالهما لها وبعدها ودعها وسألها عن وجهتها فأكدت له أنها ستتجه إلى مدينة القضارف وستبدأ حياة جديدة بعيداً عن أسرتها وقبل أن تغادر أغلقت هاتفها نهائياً وودعته، ثم توجهت نحو الميناء البري.
اتفاق مسبق ..
كان هنالك اتفاق مسبق بين الطالبة المختفية وصديقتها (ي) على أن تقوم بإرسال رسالة لأفراد أسرتها بعد أن تغادر الخرطوم وأعلمتها بأنها ستصل إلى وجهتها الأخيرة قبيل الغروب وأنه بإمكانها أن ترسل الرسالة الأولى وكان فحوى الرسالة الأولى التي وجهتها للأسرة أنها أعلمت والدتها بأنها قامت بأخذ مجوهرات ومبالغ مالية تخص والدتها لأن لا شيء يمكن أن يتم بدون مال وهي بحاجة للمال، لمواصلة مسيرتها وقالت لأسرتها في رسالتها إنها خرجت بمحض إرادتها ولا أحد مسؤول عن خروجها وأنها تنوي بدء حياة جديدة وأوصت أفراد عائلتها بأن يحبوا بعضهم بعضاً وأوصتهم على شقيقها (خ) وهو أحب اشقائها إليها كما حوت رسالتها بعض هواياتها حينما صرحت بأنها تحب الموسيقى وحديثاً مطولاً وكانت رسالتها حزينة ومؤلمة .
رسائل بالشفرات..
ما لا يعرفه الجميع أن تلك الفتاة تتسم بالذكاء الخارق ولديها ملكة كتابية لا تتوفر عند أحد فى سنها وأنها استقت تلك الملكة من كثرة القراءة والاطلاع فكتبت رسائل مبهمة ذات معانٍ قريبة وبعيدة عجز كل من قرأها عن تفسير معانيها فهي تكتب بلغة رفيعة وأرسلت كل تلك الرسائل في إيميل يخصها أعطت كلمة السر الخاصة به لصديقتها (ي) كاتمة أسرارها وأيضاً بعض الرسائل أرسلتها في واتساب صديقتها بلغت في مجملها أكثر من (34) ورقة (A4)، رسائل مبهمة عجز كل من قرأها عن تفسيرها فضلاً عن أن الكثير من الرسائل التي تمت بينها وبين صديقتها كانت بلغة خاصة وشفرات لا يستطيع أحد فكها سواها هي أو كاتمة أسرارها.
إجراءات قانونية ..
في حوالي الثانية عشرة مساءً أرسلت صديقتها (ي) الرسالة الأولى المتفق عليها لأفراد عائلتها فقرأت العائلة الرسالة وبعدها تيقنت أن ابنتها خرجت ولن تعود ومكثت الأسرة يوم الخميس بأكمله وفى يوم الجمعة قام شقيقها بتدوين بلاغ بقسم شرطة الكلاكلة شمال تحت المادة 44 إجراءات حول اختفاء شقيقته، وقامت الشرطة بعمل تحرياتها حيث توصلت من خلال المتابعات أن آخر مكالمة هاتفية تمت بين المختفية والشاب (ح) فى حوالي الخامسة وبضع دقائق فجراً وبعدها أغلق الهاتف نهائياً، سارعت الشرطة والقت القبض على الشاب (ح) والذى مكث بحراسة الكلاكلة لنحو سبعة أيام.
بلاغ جنائي..
طيلة الفترة التي مكثها الشاب في الحراسة لم يكن يعرف ما هي تهمته خاصة وأن صديقته خرجت بمحض إرادتها، وظلت الشرطة تستجوب صديقاتها وعلى رأسهن كاتمة أسرارها (ي) فكانت تروح وتجيء ويتم التحري معها، دون جدوى، وظل الحال هكذا إلى أن أكملت الشرطة تحرياتها واطلاعها على الرسائل التي كانت بين الصديقتين ويوم أمس الأول مساءً دونت بلاغاً فى مواجهة الشابة (ي) ووجهت لها تهماً تتعلق بالمادتين 163/174 ق. ج المتعلقة بالسخرة والسرقة، السرقة للمجوهرات والأموال التي أخذتها الفتاة، وألقي القبض على (ي) وأودعت بالحراسة، في نفس أمسية أمس الأول قرر الشاب (ح) من داخل الحراسة أن يروي ماكتمه بداخله.
وبالفعل يوم أمس صباحاً روى للشرطة وأعطاها رقم الهاتف الذي استخرجته الصديقة وأعطته له لتسليمه للمختفية إلا أن الرقم لم يكن يعمل ولم يدخل الخدمة مما يشير إلى أن المختفية ضللت أصدقاءها وفي الوقت الذي أكد فيه الشاب بأن صديقته أكدت له أنها في طريقها إلى القضارف كانت كل الدلائل تشير إلى عدم صحة ما ذهبت إليه، ولكن يبدو أنها ضللت رفيقها لأنها كانت تنوي إنجاح خطتها وحتى لا يتوصل إليها أي شخص.
رحلة إلى الجنينة ..
غفلت الشابة أصدقاءها واتجهت إلى مدينة الجنينة ولاية غرب دارفور وهنالك تعرفت على إحدى الفتيات وذهبت معها إلى منزل أسرتها وأبلغتهم بأنها تعمل بإحدى المنظمات وأنها حضرت إلى الجنينة في رحلة عمل وأنها تنوي المكوث معهم بالمنزل إلى حين انتهاء عطلة عيد الأضحى وبعدها ستغادر ومكثت معهم إلى أن شعر المقربون بوجودها وقارنوا صورتها بالصورة التي عممت بمواقع التواصل الاجتماعي وأخطروا السلطات الأمنية وتوصلت قوات الأمن إلى مخبأها وضبطتها وقامت بإحضارها إلى الخرطوم هي وبعض أفراد العائلة التي أقامت عندها وسلموا لرئاسة جهاز الأمن والمخابرات الوطني.
ملاحظات عامة ..
كانت الشرطة قد عثرت على شريحة هاتفية بطرف الشاب (ح) مستخرجة باسم شقيقتها (م) كان يستعملها فى الاتصال بصديقاتها ويبدو أنها أحد تعليماتها. كانت الشابة في إفاداتها تقول بأنها خرجت من أسرتها بغرض تغيير مجتمعها إلى مجتمع آخر وأنها تنوي أن تعيش حياة جديدة، كما أن فكرة الهجرة إلى النمسا كانت إحدى أمنياتها قبل نحو عام ولكن يبدو أنها تخلت عن الفكرة وقبل فترة قامت بتجديد جواز سفرها مرة أخرى، وكانت آخر تأشيرة دخول لها العام الماضي حين حضرت من السعودية.
والدها حضر من المملكة العربية السعودية قبل يومين بعد أن فجع بنبأ اختفاء ابنته حيث يقيم والدها هنالك بينما تقيم هي وأسرتها المتمثلة في والدتها وشقيقتها واشقائها بمنزلهم بأبو آدم وعرف عن الأم أنها ملتزمة وصارمة وكانت تعمل على أن تكون أماً وأباً لأبنائها واحتوائهم والخوف عليهم ومتابعتهم متابعة دقيقة.
جهاز الأمن..
كانت قوات الأمن قد لاحظت أن هاتفاً تردد عدة مرات على رقم هاتف أحد أصدقائها وأن آخر اتصال تم بين الرقمين كان بمدينة الأبيض وبعدها انقطع الاتصال تم إحضار صاحبة الهاتف وأكدت بأنها لا تحمل الرقم ويحمله شقيقها وبإحضار شقيقها أكد بأنه أعطى الرقم للفتاة، وجاء في بيان أصدره جهاز الأمن والمخابرات الوطني أمس أن قواته تمكنت من التوصل لمكان الطالبة (ع . ع . ز) التي اختفت عن أسرتها منذ التاسع من أغسطس الجاري وأغلقت هاتفها المحمول وكشف مدير إدارة الإعلام أنه وبمجرد توفر معلومات حول اختفاء الطالبة المذكورة، وهي طالبة طب المستوى الثاني، تم الشروع في التحري والتقصي والمتابعة للقضية، وبناء على ما جُمع واستُخلص من معلومات وإفادات تم اعتقال عدد من المشتبه في ارتباطهم بقضية الاختفاء، وانتهى الأمر إلى الوصول لمكان اختفاء المذكورة بمدينة الجنينة حيث وصلت للخرطوم عصر امس ولم تتأكد بعد أسباب اختفاء المذكورة وسفرها إلى ولاية غرب دارفور، وهل يعود ذلك لأسباب أسرية أم نوايا بالسفر إلى إحدى دول الجوار لكن المذكورة بحسب مدير الإعلام ستخضع للمزيد من التحقيقات وللإجراءات القانونية اللازمة. وأكد مدير الإعلام أهمية الدور المجتمعي في الحفاظ على الشباب والطلاب وحمايتهم من الاكتئاب والأفكار الضالة، مشيراً إلى أن الشباب هم عماد النهضة ومعاول البناء.

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.