غوغل ومايكروسوفت تحذران من “غباء “الذكاء الاصطناعي

حذرت ألفابت، الشركة الأم لغوغل، المستثمرين من المشاكل الأخلاقية والقانونية التي تسببها تقنيات الذكاء الاصطناعي لأنشطة الشركة، وقالت إن منتجات وخدمات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يمكن أن تثير أو تعمق بعض التحديات الأخلاقية والتقنية والقانونية.

 

وسبقت مايكروسوفت شركة غوغل في التحذير من المخاطر ذاتها، وأشارت قبل حوالي ستة أشهر إلى المشاكل الأخلاقية المرافقة لهذه التقنيات، ورفضت التعليق على التوقيت الذي اختارته للكشف عن مختلف الانحرافات التي تتعرض لها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

 

ولعبت مايكروسوفت وألفابت دورا بارزا في إثارة النقاش والمخاوف، وتشجيع الأبحاث حول التحديات الأخلاقية التي يطرحها الذكاء الاصطناعي بعد أن واجهتا هذه التحديات بشكل مباشر في السنوات الأخيرة.
وذكر التقرير السنوي لألفابت -المقدم لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أن المشاكل التي تسببها تقنيات الذكاء الاصطناعي تؤثر سلبا على العلامة التجارية للشركة وعلى الإقبال على منتجاتها وخدماتها و إيراداتها.

 

ويشار إلى أن احتجاجات الموظفين في غوغل أجبرت الشركة على انسحاب من عقد يربطها بالبنتاغون ومنعت مستخدمي خدمة الصور من البحث عن القردة بعد وقوع حادث غريب تمثل في خلط هذه الخدمة بين السود والغوريلا.

كما اكتشف الباحثون العام الماضي أن خدمة التخزين السحابي من مايكروسوفت كانت أقل دقة في كشف جنس النساء السود مقارنة بالرجال البيض في الصور وأن الشركة اضطرت إلى تقديم اعتذارها وأكدت أنها قامت بمعالجة المشكل.

 

مخاطر مرافقة
ويؤكد ديفيد لاركر مدير مبادرة ستانفورد لأبحاث وحوكمة الشركات أن اعترافات الشركتين بالمخاطر المرافقة لتطور الذكاء الاصطناعي تبدو واضحة للجميع إلى درجة أن الناس العاديين بات بإمكانهم الانتباه إليها.

ويشير إلى أن الأمر الأكثر فائدة وأهمية الوارد في هذه التقارير يتعلق بالعناصر غير المألوفة وغير المتكررة مثل التحديات الأخلاقية التي يوا جهها الذكاء الاصطناعي.

 

ويضيف أنه يتوجب على الشركات الاعتماد على قسم عوامل الخطر في تقاريرها السنوية للكشف عن كل المشاكل المحتملة أمام المستثمرين، وأنه من المفترض أن يحافظ هذا المبدأ على طبيعة نشاط السوق الحرة ويوفر للشركات حلا لتجنب الدعاوى القضائية التي قد ترفع ضدها بتهمة إخفاء المشاكل المحتملة.

 

ويرى لاركر أن هذه الشركات باتت أكثر حرصا على توضيح المخاطر التي تواجهها في الوقت الذي اكتست فيه تقنيات وممارسات الشركات التجارية أهمية أكبر.

ولعبت مايكروسوفت وألفابت دورا بارزا في إثارة النقاش والمخاوف، وتشجيع الأبحاث حول التحديات الأخلاقية التي يطرحها الذكاء الاصطناعي بعد أن واجهتا هذه التحديات بشكل مباشر السنوات الأخيرة.

 

تحذير المستثمرين
ويقول لاركر إن ألفابت تفضل دائما وضع نفسها في موقع القائد لأبحاث الذكاء الاصطناعي، إلا أنها بدت متخلفة بحوالي ستة أشهر مقارنة بخصمها شركة مايكروسوفت فيما يتعلق بتحذير المستثمرين من المخاطر الأخلاقية المرافقة لهذه التقنيات.

وكانت غوغل قد رفضت سابقا التعليق على مشاكل الآلات الذكية، في وقت بدأت فيه في اختبار السيارات ذاتية القيادة على الطرقات العامة سنة 2009 رغم نشرها أبحاثا حول الجوانب الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي منذ سنوات عديدة.

 

وتعمل مايكروسوفت على ضخ استثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي منذ سنوات عديدة، وشكلت سنة 2016 لجنة داخلية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي تمكنت من تعليق بعض العقود لمخالفتها الاستخدام السليم للتقنية.

وكانت الإشارة إلى مخاطر الأمن السيبراني أمرا نادرا بالتقارير المقدمة لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، غير أن الإشارة إلى هذه النقطة باتت الآن أمرا وجوبيا وثابتا، ومن المحتمل أن ينطبق الأمر على الذكاء الاصطناعي مستقبلا.

الجزيرة.


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.