الرئيس البشير يتعهد بتمزيق أي قرار من مجلس الأمن بشأن الحوار الوطني
تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بتمزيق أي قرار يصدر من مجلس الأمن الدولي بشأن الحوار الوطني، ورفض أي اتجاه للتنازل عن رئاسة لجنة الحوار لصالح أي جهة أخرى وجدد تمسكه بعدم نقل العملية للخارج.
وطالب مجلس السلم والأمن الأفريقي، في أغسطس الماضي، بوقف إطلاق النار في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وإقليم دارفور، ودعا الحكومة والمعارضة إلى لقاء تحضيري بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا برعاية الآلية الأفريقية تمهيدا لبدء حوار وطني شامل.
وجدد البشير لدى مخاطبته الجالية السودانية في بكين، الجمعة، دعوته لحاملي السلاح للعودة الى طاولة الحوار، مشيرا إلى مرتكزات الحوار التي يجب الالتزام بها.
وأكد الرئيس أنه “لا مجال لتحويل مسار الحوار الى خارج السودان وسيكون الحوار سودانيا بالكامل”، ووعد بأن تقدم الحكومة الضمانات الكافية لمن يرغب في المشاركة في الحوار بالخرطوم من الحركات المتمردة.
وتوقع أن يحيل مجلس السلم والأمن الأفريقي قراره بشأن عملية الحوار الوطني الى مجلس الأمن الدولي، متعهدا برفض مخرجاته، وزاد “إذا أصدر مجلس الأمن أي قرار بشأن الحوار سنشرطه كما شرطنا غيره من القرارات”.
وتابع “أنا رئيس لجنة الحوار ولن يأتي شخص ليترأس الحوار ويكون رئيسا لي سواء كان من الاتحاد الأفريقي أو أي جهة ثانية”.
وتوترت العلاقات بين الخرطوم والاتحاد الأفريقي عقب استماع مجلس السلم والأمن الأفريقي، الشهر الماضي، لتحالف قوى “نداء السودان” المعارض، في سابقة نادرة باستقبال جهة غير حكومية، ما أثار حفيظة الخرطوم التي لوحت بأنها ستحتج رسميا على الخطوة بوصفها تجاوزا خطيرا للوائح وأعراف الاتحاد الأفريقي.
وقالت آلية الحوار الوطني “7+7″، الخميس، إن لجانها فرغت من دراسة بيان مجلس السلم والأمن الأفريقي بشأن الحوار، وينتظر أن تصدر بياناً خلال ساعات لتوضح موقفها الرسمي.
وأطلق البشير دعوة للحوار الوطني في يناير 2014، لكن دعوته واجهت تعثرا بعد نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المسلحة وقوى اليسار التجاوب معها من الأساس، إلى جانب انسحاب حركة “الإصلاح الآن”.
وقال الرئيس البشير إن دارفور الآن آمنة ولا وجود للحركات فيها بعد أن فقدت قوتها العسكرية جراء الضربات التي وجهتها لها القوات المسلحة.
وأوضح أن حركة مناوي خارج السودان وتوجد قواتها على الأراضي الليبية تقاتل الى جانب قوات حفتر نظير مبالغ مالية وحركة عبد الواحد نور محاصرة في منطقة جبل مرة وحركة العدل والمساواة لا تملك أي قوة بعد تدميرها أخيرا.
وأضاف أن التمرد في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان في أسوء حالاته نتيجة لما يدور في جنوب السودان، وأكد أن 2016 هو عام السلام الذي يحتاج لكثير من التضحيات.
ونبه إلى أنه بعد نهاية فصل الخريف ستتجه الحكومة لنزع السلاح غير المصرح به من أيدي المواطنين في مناطق انتشار الأسلحة في دارفور.
وتقاتل الحكومة السودانية، متمردي الحركة الشعبية ـ شمال، في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ العام 2011، فضلا عن مجموعة حركات مسلحة بإقليم دارفور منذ 12 عاما.
إلى ذلك اعتبر البشير أن الجالية السودانية متقدمة إذا ما قورنت بنظيراتها ووعد بحل المشكلات المتعلقة بالتعليم بتقديم المناهج الدراسية والمعلمين لقيام مدرسة سودانية بالصين.
وأكد وجود مساعٍ لحل مشكلات التحويلات المالية بين السودان والصين عبر التعامل باليوان والجنيه والذي قطعت المباحثات حوله مراحل متقدمة ـ حسب تعبيره ـ.
وحول ردود الفعل الأميركية وامتعاضها من زيارة البشير للمشاركة في احتفالات الصين بالانتصار على “الفاشستية” قال وزير الخارجية السوداني بروفيسور إبراهيم غندور إن الحكومة اعتادت على مثل هذه الأحداث وكانت تتوقع حدوثها وتتحسب لها، ودعا الولايات المتحدة لتغيير سياساتها تجاه السودان
سودان تربيون