الذهب يبرق مجددا مستفيدا من ضعف الدولار

استفادت أسعار الذهب، خلال تعاملات الجلسات، من هبوط الدولار، لتسجِّل الأوقية مزيداً من الارتفاع فوق مستوى 1900 دولار. إذ زاد في المعاملات الفورية 0.91 في المئة، أو 17 دولاراً إلى 1932.5 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما نزل عن مستوى 1900 دولار للأوقية في معاملات متقلبة، وكانت الأسعار قد سجّلت ارتفاعاً قياسيّاً بلغ 2072.50 دولار للأوقية الجمعة.

وانخفض مؤشر الدولار 0.35 في المئة، مقابل بقية العملات إلى مستوى 93.073، وهو ما جعل الذهب أقل ثمناً لحائزي العملات الأخرى.

وكان المعدن الأصفر قد سجّل انخفاضاً في التداولات الآسيوية صباح الخميس، مع متابعة المستثمرين عوائد السندات الآخذة في الارتفاع، وضعف الدولار، إضافة إلى تزايد الآمال حول العقار الروسي المحتمل لعلاج فيروس كورونا المستجد.

وعانى الذهب أكبر نسبة انخفاض في يوم واحد في أكثر من سبع سنوات الثلاثاء، بأكثر من خمسة في المئة، إذ ارتفعت الأسهم وصعد الدولار. لكن تنامي الضبابية بشأن اتفاق تحفيز أميركي أثر سلباً في الأسهم الآسيوية بتعاملات اليوم الأربعاء.

محرك رئيس

وفي هذا الصدد، قال رجب حامد، المدير الشريك بمجموعة “سبائك”، إن ضعف الدولار الأميركي هو المحرّك الرئيس لارتفاع الذهب خلال الفترة الماضية، ووصوله إلى مستويات مرتفعة.

وذكر حامد أن توجّه الفيدرالي الأميركي إلى خطة تحفيز من اثنين إلى ثلاثة تريليونات دولار، يُلقي مزيداً من الضغوط على العملة الأميركية ويزيد التضخم، ويدعم القوى الشرائية للأصول الآمنة، في مقدمتها الذهب.

ويتلقّى المعدن النفيس الدعم من رهانات مزيد من تدابير التحفيز الرامية إلى تعافي الاقتصاد المنهك من الوباء، إذ لا تزال مفاوضات صفقة تحفيز جديدة بقيمة تريليون دولار جارية، بينما تستمر حالات الإصابة الجديدة بالوباء في الزيادة داخل الولايات المتحدة، كما أنّ عشرات الولايات الأميركية أجبرت على وقف أو تعليق خطط إعادة فتح الاقتصاد.

ورجّح حامد أن يستكمل الذهب ارتفاعه إلى مستوى 2100 دولار للأونصة، مع انتهاء عملية التصحيح التي قد تختبر أدنى مستوى 1900 دولار، بينما تحوّلت التوقعات المستقبلية بعد تجاوز مستوى الألفين إلى استهداف 2300 و2500 دولار للأونصة. وأوضح أن هناك تكالباً من المستثمرين لزيادة حيازتهم من الذهب، ما جعل الأسعار تسجّل مستويات قياسية.

تداولات مستقرة

من جهته، قال محمد زيدان، محلل السلع لدى “ثينك ماركتس” البريطانية، إن تداولات الذهب مستقرة بين مستويات 1910 و1935 للأوقية، وعلى الرغم من أن الاتجاه المقبل للمعدن الأصفر تحيطه الضبابية فإنه يرى أن سيناريو الصعود هو المفضّل ما دامت الأسعار مستقرة أعلى 1907.

ورجّح أن التوقعات بأن يصل التضخم إلى أعلى مستوياته تدعم ارتفاعات الذهب على المدى المتوسط، وقد نرى استهدافاً لمستويات المقاومة 1977 – 1980 للأوقية.

في المقابل، أوضح زيدان أنه على الجانب الآخر إذ جرى كسر مستوى 1907 دولارات للأوقية والاستقرار أدناه قد يدفع ذلك السعر إلى اختبار أقل مستوى حققه من يوم الأربعاء عند 1865 دولاراً للأوقية.

وقال المحللون إن الذهب يميل إلى الاستفادة من تدابير التحفيز الواسعة النطاق من البنوك المركزية، إذ إنه يُعتبر تحوطاً في مواجهة التضخم وانخفاض العملة، متوقعين استقرار الذهب وانخفاضه قليلاً، قبل أن يستأنف الصعود مرة أخرى.

ووفقاً لتحليل سابق، ذكر بنك غولدمان ساكس، أن الذهب أصبح منذ بداية العام الحالي الأداة المالية الأكثر ربحية وموثوقية، وليس فقط مقارنة بسندات الخزانة الأميركية، إنما مع أسهم شركات مثل “مايكروسوفت” و”آبل” و”أمازون” و”ألفابت”، و”بيركشاير هاثاواي”، و”فيسبوك”.

إندبندنت


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.