ميناء بورتسودان مهدد بالشلل وخبراء يحذرون الحكومة

يقترب ميناء بورتسودان إلى مرحلة الشلل التام جراء عطل متكرر لـ الرافعات الجسرية بمنطقة تفريغ البواخر إلى جانب قلة المتحركات البرية للعمل بين منطقة التخليص الجمركي والأرصفة.

وهناك خمسة رافعات جسرية صينية “رديئة الصنع” تعمل بشكل متفاوت لتفريغ باخرتين في ثلاثة أيام بينما المعايير المتبعة في الموانئ عادة يتم إدخال خمسة بواخر في وقت واحد إذا كانت الرافعات تعمل بكفاءة عالية في وقت واحد طبقًا لخبراء في الموانئ البحرية.

وذكر الخبير في هيئة الموانئ بدري عبده أن “11 باخرة محملة بالقمح والوقود والسلع المستوردة تنتظر خارج الميناء وتجد صعوبة في الاقتراب من منطقة التفريغ لبطء العمل”.

عاما بعد عام تدهور العمل في هيئة الموانئ البحرية وضربت الخلافات الهيئة الحكومية إلى جانب تراجع الإرادة الحكومية للنهوض بالميناء الرئيسي للبلاد بسبب الأزمة الاقتصادية والخلافات السياسية التي باتت تسيطر على الفترة الانتقالية.

ويحذر رئيس نقابة عمال الموانئ صلاح الشربيني في تصريح (للتغيير الالكترونية) من توقف الميناء خلال وقت وجيز إذا ما استمر الوضع بشكله الحالي.

وتبدو أزمة هيئة الموانئ البحرية مركبة ما بين الخلافات الإدارية والقانونية.

فقد أرسل عضو لجنة التفكيك صلاح مناع خطابا قضى بتجميد نقابة العمال التي حصلت على (10)آلاف صوت من العاملين الأمر الذي عقد الأزمة.

ويتهم الشربيني صلاح مناع بعرقلة النقابة وزيادة سخط العمال جراء عدم اعتراف الهيئة ووزارة البنى التحتية بهم بناء على خطاب التجميد الصادر من مناع ما عطل حضور ممثلها لاجتماع الهيئة الخاص بإجازة الأجور والحوافز.

كما أن استمرار خروج الرافعات الجسرية بالميناء من الخدمة بين الفينة والأخرى بسبب الأعطال يجعل من المستحيل تفريغ باخرة في ثلاثة أيام حيث استغرق تفريغ باخرة مطلع هذا الأسبوع 27 يومًا بحسب الشربيني.

وكانت اللجنة العليا للطوارئ الاقتصادية أكدت تنفيذ خطة إنعاش الميناء في مايو الماضي وصيانة الرافعات الجسرية وتشكيل لجنة حكومية لمتابعة الملف وعندما اتصلت (التغيير الالكترونية) بوزير البنى التحتية والنقل هاشم بن عوف لم تجد الرد على الاتصالات الهاتفية.

لكن الخبير في حركة الموانئ بدري عبده يشير في تصريح ـ(للتغيير الالكترونية) أن التدهور الذي طال الميناء يتفاوت مابين توقف الرافعات الجسرية والمتحركات البرية بين منطقة الرصيف “التفريغ” والتخليص الجمركي والكشف الرسمي.

وأضاف بدري : “الرافعات الجسرية مهتمها التفريغ من الباخرة إلى الرصيف والمتحركات البرية مهمتها نقل السلع الواردة إلى التخليص والكشف الجمركي، من جميع هذه المعدات تعمل ما بين اثنين الى ثلاثة آليات فقط في العادة، والحل في استيراد رافعات من ألمانيا وبريطانيا على وجه السرعة وهو الحل الجذري”.

ورغم أن الشربيني يعترف بتأثر الميناء بقلة الرافعات الجسرية القديمة التي لاتزال تحت الخدمة لكن يشدد على أن الأجور التي صرفت لعمال الموانئ وهم حوالي (13)ألف عامل وهي حافز ثلاثة شهور غير منصفة موضحًا أن العمال عبروا عن استيائهم من تدني الحوافز بالتالي لابد من تأثر حركة الميناء الجنوبي المركز الرئيسي لتفريغ الواردات.

ويرهن الخبير في هيئة الموانئ البحرية بدري عبده تسريع حركة التفريغ والشحن في الميناء باستيراد معدات جديدة فورا أو انتظار خروج الميناء من الخدمة إذا ما استمر الوضع هكذا.

ويتابع : “المستوردون يدفعون خسائر الأرضيات وغرامات البواخر وكل هذه الأعباء تقع على عاتق المواطن الذي يشتري السلع”.

وشهدت مدن السودان في الأسابيع الماضية أزمة خانقة في الوقود والخبز وارتفاعا مطردا في الأسعار ، وبدأت هذه الأزمات منذ عهد الرئيس المخلوع عمر البشير إلا أنها استمرت بعد سقوطه خلال الفترة الانتقالية إذ لا تنفرج إلا مؤقتا لتعود من جديد. وأصبحت صفوف الخبز والبنزين جزء من حياة العاصمة والولايات

ورفعت الحكومة الدعم عن الوقود الذي تضاعف سعره لثلاثة أضعاف.

التغيير نت


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.