أسرار تنشر لأول مرة .. أخطر عمليات الموساد الإسرائيلي في السودان
لم يعد خفياً أن كل ما يجري في المنطقة من مشاريع سياسية، واتفاقيات تطبيع بين الاحتلال وبعض الأنظمة العربية، هو في الحقيقة عملية فرز واصطفاف بين من يقف في المحور الامريكي الاسرائيلي، وبين من يرفض التنازل عن الحقوق العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ويعلم الجميع ان هدف الولايات المتحدة من وراء تلك المخططات والمشاريع هو تصفية القضية الفلسطينية وافقادها كل عناصر قوتها، وقتل اي محاولة لبناء مشروع مقاوم لإسرائيل، ومحاربة كل من يفكر في قتالهم ولو ببندقية، من أجل ضمان امن اسرائيل.
ومن هذا المنطلق، لم يكن خفيا اصرار الولايات المتحدة ودول التطبيع العربي، على جر السودان الى التطبيع مع الاحتلال، فامريكا واسرائيل ودول التطبيع العربي ترى في السودان فريسة يمكن التهام وحصد مواردها، وبمثابة الشريان المهم الذي يجب قطعه، كونه الشريان الاهم في نقل السلاح الى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة طيلة السنوات الماضية.
ونشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية تفاصيل مثيرة حول الطريقة التي كان يجري بها نقل الأسلحة من إيران للمقاومة في قطاع غزة، والتي علمت بها استخبارات إسرائيل بعد اعوام طويلة من البحث.
وبحسب يديعوت أحرونوت فإن حركة حماس بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين عام ٢٠٠٤ وافقت على الحصول على أسلحة ومعدات عسكرية من إيران، وقام عناصر الحركة بالتدرب داخل مصانع عسكرية سورية حول كيفية تصنيع الصواريخ، وان الجانبين لم يعتقدان أنه بالإمكان نقل الأسلحة من إيران لقطاع غزة، ولكن هذا أصبح ممكناً بعد قيام إيران بإنشاء علاقات مع الرئيس السوداني عمر البشير.
وذكرت أن معلومات استخباراتية بدأت تصل لإسرائيل بأن هنالك صواريخ غراد تصل بشكل مستمر ومنظم عبر الأنفاق الواحد والثلاثين بين قطاع غزة وسيناء. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في الموساد أن الموساد و”أمان” استمرا بالتحقيق على مدار ونصف لمعرفة كيفية وصول هذه الأسلحة عبر السودان من إيران، فاكتشف الاحتلال أن إيران تقوم بتزويد السودان بمشتقات النفط مقابل السماح لإيران ببناء منشآت ضخمة في السودان لتخزين شحنات الأسلحة والمعدات العسكرية القادمة من إيران لصالح حركة حماس.
وأشارت الصحيفة إلى أن شحنات الأسلحة كانت تصل للخرطوم من إيران عبر الجو أو البحر، وبعد تنظميها مجدداً يقوم المهربون بتهريبها من السودان لمصر، وبعدها تصل سيناء ثم إلى قطاع غزة. وأضاف مسؤول الموساد السابق “حاييم تومير” أن قوافل من 30 40 مركبة كانت تعبر الصحراء لنقل الاسلحة. وبحسب الصحيفة فإن قوافل الأسلحة إلى غزة دفعت إسرائيل لشن عدوان على المقاومة في القطاع عام 2008، وقد بدأ هذا العدوان لقصف مخازن صواريخ المقاومة في غزة، وبعد انتهاء هذه الحرب بدأت حركة حماس بقيادة من الشهيد محمود المبحوح بعملية تهدف لتجديد مخزون الحركة من الأسلحة عبر السودان، وقد قام جهاز “الموساد” بمراقبة قوافل الأسلحة وقام باستهدافها جوياً في شهر يناير عام 2009.
وقالت “يديعوت أحرونوت” إن تقارير أجنبية تحدثت عن قصف جوي إسرائيلي في 24 من شهر أكتوبر عام 2012 استهدف موقع للحرس الثوري الإيراني في السودان. وينهي مسؤول الموساد السابق قوله بأنه رغم معارضة مسؤولين مقربين من عمر البشير لعمليات نقل الأسلحة عبر السودان إلا أنها استمرت، وقد نجحت إيران بإدخال كميات هائلة من الأسلحة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة عبر نقلها عن طريق السودان. ولعل ما كشفته الصحيفة ليس سرا، فعند العودة الى الوراء، فقد قال اسماعيل هنية عام 2013 أن السودان شريك في انتصار المقاومة بغزة على إسرائيل في الحرب الأخيرة، في إشارة إلى إعلان الخرطوم عقب قصف إسرائيل لمصنع اليرموك للأسلحة بأنها لن تتوقف عن دعم القضية الفلسطينية. وعاد هنية مؤخرا ومن خلال تحقيق صحفي ليكشف ان السلاح كان يصل الى قطاع غزة من السودان التي كانت خط الامداد للسلاح، ما يوضح الاهتمام الامريكي الاسرائيلي والخليجي في جر السودان الى التطبيع. وفي هذا الاطار نقل موقع ميدل ايست اي البريطاني عن مصادر في حركة حماس قولها أن علاقات الحركة مع السودان في عهد البشير تجاوزت البعد السياسي، حيث شملت الدعم العسكري والأمني على حد سواء.
الانتباهة