حاويات الأدوية ملابسات الشحن والتفريغ

قبل ثلاثة أيام ضجّت وسائل التواصل الإجتماعي بمشهد فيديو مؤسف وحديث العشرات من سائقي شاحنات الأدوية المكُدّسة بشارع الهواء جنوب الخرطوم مأساتهم، ومبيتهم في العراء لأسابيع في انتظار تفريغ حاويات أدوية عجزت الامدادت الطبية عن استلامها بحجة امتلاء مخازنها، في ظل أزمة الدواء الحادة التي تعم السودان كما ذكر بعض السائقين،

عمر مانيس يطالب الإمدادات الطبية بتقديم تصور حول الدواء خلال ” 24 ” ساعة

وأظهر مقطع الفيديو عشرات الشاحنات من الأدوية المخزنة في ظروف سيئة داخل حاويات في درجة حرارة عالية تقف لأسابيع حسب قولهم تحت أشعة الشمس في انتظار تفريغها. (السوداني) قامت بجولة واسعة بـ (شارع الهواء) صبيحة تداول الفيديو وطافت الشارع الرئيسي والشوارع الفرعية وأزِّقتها للوقوف على تلك الحاويات على أرض الواقع ونقل الحقيقة للقارئ الكريم لتعلم فيما أن الامدادات الطبية فور ظهور الفيديو على وسائط التواصل الاجتماعي تم تفريغها على جناح السرعة.. معاً للتفاصيل.

إحصائية حاويات :
وقال أحد السائقين في الفيديو المصور والمتداول، إن عدد شاحنات الادوية تصل إلى (65) شاحنة، وظلت قابعة في العراء لأكثر من أسبوع للتفريغ دون تحرك أي جهة نحوهم في ظل تخوف السائقين من السرقات بهذه المنطقة، منوهين إلى أن المخازن ملأى بالأدوية في ظل ندرة وانعدام تواجدها بأرفف المستشفيات والصيدليات.

قصور الإمدادات :
قالت مصادر عليمة لـ(السوداني) إن حاويات الأدوية التي قبعت بـ(حوش) الحاويات بسوبا لعدَّة أيام، تتبعُ للإمدادات الطبية وهي عبارة عن محاليل وريدية تمَّ استيرداها من المملكة العربية السعودية (مصنع المحاليل بجدة)، منذ شهر أغسطس الماضي، لكنها لم تصل إلى الخرطوم إلا قبل أيام بسبب قصور مُتعلِّق بإدارة الإمدادات الطبية، لتظل تحت أشعة الشمس بـ(حوش) الحاويات، وأكَّدت المصادر أن عددها يفوق الـ(40) حاوية.

توجيه عاجل:
وزير شؤون مجلس الوزراء عمر مانيس خلال زيارته المفاجئة للصندوق القومي للإمدادات الطبية نهار الأربعاء الماضي للوقوف على موقف الإمداد الدوائي بالبلاد والاشكالات التي تواجه الصندوق في توفير الأدوية وجّه بتقديم تصوُّر عاجل خلال (24) ساعة، بوضع جداول زمنية وتحديد العملية اللوجستية التي تتم في توزيع الأدوية ليصل الدواء الى مُستحقيه من مرضى المستشفيات، وطالب بتحديد الأولويات في توفير أصناف الدواء والأدوية المنقذة للحياة، وأعرب عن أسفه لما تُعانيه الأدوية في عملية التفريغ بالحاويات، وشدّد على ضرورة وضع خُطة لتوفير أدوية الطوارئ بالمُستشفيات.

بيان توضيحي
شكا الصندوق القومي للإمدادات الطبية في بيان صبيحة أمس الأول الخميس من استمرار ترويج الإشاعات خلال الفترة السابقة من خلال الأسافير ومنصات التواصل الاجتماعي وتوضيحاً للحقائق يؤكد الصندوق القومي للإمدادات الطبية أنه كان ومازال يُراعى كل المتطلبات العالمية التي تضبط اشتراطات حفظ وترحيل وتخزين الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية بالبلاد، وأشار البيان إلى أنه في بداية العام الجاري قام الصندوق القومى للإمدادات الطبية بموجب اعتذار الشركة صاحبة التعاقد طويل الأجل الخاص بالمحاليل الوريدية مما اضطر الصندوق لطلب هذه المحاليل لأهميتها وضمان عدم انقطاعها من مورد آخر، وكشف عن وصولها خلال الاسبوع المنصرم على متن عدد من الحاويات بما فيها اصناف المورد الأول، الأمر الذي أدى الى ازدحامها بالمخازن ليقوم الصندوق بوضع خطة طارئة لتفريغها واضعاً في الاعتبار محدودية المساحات التخزينية، ووجه جزء منها مباشرة لمخازن الولايات لتغطية حاجتها العاجلة وتوزيع المتبقي على مخازن الصندوق المختلفة، ونوه البيان أن الصندوق ظل يواصل عمليات التفريغ بطاقته القصوى بحيث يتم تفريغ اي شحنة تصل خلال (24) ساعة فقط كأقصى فترة زمنية، وقال البيان إن الصندوق القومي للإمدادات الطبية هو المصدر لإمداد البلاد بكل احتياجاتها للأدوية المنقذة للحياة والمحاليل الوريدية ويتم التوزيع لكل ولايات السودان فور وصول الشحنات مع مراعاة واتباع كافة اشتراطات الترحيل مع احتفاظه بكل حقوقه القانونية في مقاضاة كل من يعمل علي نشر معلومات كاذبة وتشويه سمعته.

إعفاء مدير :
أمس الأول أصدر رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، قراراً بإعفاء د. صيدلي عفاف شاكر الزين النحاس من وظيفة المدير لعام للصندوق القومي للإمدادات الطبية المكلف، وأكد مجلس الوزراء أنّ القرارا استناداً على أحكام الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية لسنة ٢٠١٩م وبناءً على توصية وزير الصحة الاتحادية المكلف، وتم تكليف د. بدر الدين محمد أحمد الجزولي بتسيير مهام الصندوق القومي للإمدادات الطبية لحين تعيين مدير جديد.

ووجه القرار، وزارات المالية والتخطيط الاقتصادي والصحة والعمل والتنمية الاجتماعية والجهات المعنية الأخرى باتخاذ إجراءات تنفيذ القرار.

المصدر: صحيفة السوداني


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.