الشاعرة والكاتبة الصحفية المثيرة للجدل داليا الياس: أنا محسودة وهنالك أزمة مروءة وأخلاق لدى بعض الرجال

داليا إلياس كاتبة صحفية، وشاعرة تتنفس الشعر، تكتب الخواطر الشعرية والنثرية، وتحتشد نصوصها بالمعاني البسيطة والألفاظ الجميلة البعيدة عن الترهل القريبة من الابتكار، لها عدد من الدواوين الشعرية أبرزها (متاسفة) و(ممكن جداً).
في الآونة الأخيرة أصبحت داليا الياس مثيرة للجدل بالقضايا التي تفجرها والآراء التي تكتبها مماجعلها عرضة للهجوم المجتمعي والتنمر الأسفيري.. (السوداني) التقتها وطرحت عليها ما يدور حولها من إتهامات… فإلى مضابط الحوار.

 

  • حدثينا عن مسيرتك في الكتابة _متى شعرت بعصافير الشعر تنقر نافذتك؟
    كان ذلك منذ وقت مبكر، وانا على مقاعد الدراسة الإبتدائية.. إنفعلت يوماً بالقضية الفلسطينية وتضامنت مع أطفال الحجارة… فخرجت قصاصة لا أجزم بكونها كانت شعراً ولكنها قطعاً مشاعر صادقة بحسب العمر والموقف.

  • البعض يكتب القصيدة والاخر تكتبه القصيدة_كيف تولد القصيدة لديك؟
    كل ضروب الكتابة التى أمارسها هي التي تكتبني.. أنا لا أستطيع أن أنأى بكتاباتي عن تفاصيلي الداخلية وأحوالي الشخصية وظروفي المحيطة.. أنا أنقل الانفجارات الوجدانية التي تحدث بداخلي كما هي وحسب.

 

*ماذا تعني لك الكتابة؟
محاولة مستمرة لإحداث التغيير.. متنفس عظيم.. ومتكأ ألوذ إليه كلما ناوشتني الحياة بسهامها.. الكتابة هي سيدة عمري.

  • هل استخدمتِ خيالك الشعري لمعالجة بعض قضايا المجتمع المهمة؟
    كثيراً، لا سيما القضايا الإجتماعية.. وأنا على قناعة مطلقة بأن المجتمع هو الحاضنة الأولى لكل القضايا السياسية والاقتصادية.. أصلحوا المجتمع، وستنصلح سائر الأمور.

  • غالبية قصائدك تعبر عن وقائع شخصية، هل هي طريقة لاستفزاز المتلقي للإقبال على قراءة نصوصك؛ أم هي تعبير عن دواخلك الموجعة؟
    فى الغالب أكتب وقائعي الداخلية وأعبر عن أزماتي.. لم أتعامل مع القصيدة يوماً بشكل إحترافى. والاستفزاز الحقيقى للمتلقي يأتي تلقائياً حين يجد نفسه في النص.. نحن نشبه بعضنا في الأوجاع بشكل كبير.

 

  • يقول أحد الشعراء : وهبني القدر هذا الشقاء الناعم أن أكون شاعرا _ الى أي حد مسكونة أنتِ بشقاء الشعر وعذابه؟
    الشقاء الحقيقى هو أن تكون شديد الحساسية فى التعاطي مع الحياة.
    الشعر في إعتقادي هو المنقذ من براثن الحيرة والأسى… فهو يسمح لك بإفراغ معاناتك وغسل روحك.. وأنا مسكونة بشغف البوح كيفما كان.

  • الحب ابحار ضد التيار عند نزار، ما هو الحب عندك؟
    مربٍ فاضل… وأستاذ كريم قد يتحول بغتة لطفلٍ عنيد أو تلميذ متمرد.

 

  • هل الحب كذبة كبرى عند الرجل السوداني أم حقيقة معاشة؟
    حقيقة معاشة.. ولكن البعض يعاني من خلل في القدرة على التعبير.

  • كم عدد (الشواكيش) التي تعرضت لها؟
    لم أتعرض يوماً لشاكوش عاطفي.. علاقاتي العاطفية محدودة ومميزة انتهت فى الغالب باحترام واتفاق عن قناعة.. المؤلم حقاً هو شعورك بالخذلان.. خذلانك لهذه العاطفة النبيلة على الأقل.

  • في قصيدتك (بيوت بيوت) تطواف على جميع البيوت السودانية_هل بالفعل هنالك بيوت لا بتعرف الجيران لا بتستطلع الاخبار؟
    طبعاً.. والمؤسف أنها تتمدد في جميع الاتجاهات.. لم تعد علاقات الجوار على ذات الحميمية القديمة.. إغتالت العلب الأسمنتية الكثير من التفاصيل التى كنا نعيشها في الأحياء.

 

  • داليا في حالة بحث دائم عن إثارة الجدل لتبقى في الأضواء؟
    الجدل هو الذي يطاردني في الحقيقة بسبب انطباعات مغلوطة.. أنا لا أفعل إلا مايمليه علي المنطق، ولا أقول إلا مايتسم بالواقعية والموضوعية.. التطرف الحقيقي يأتي من ردود الأفعال لدى بعض الناس.

  • هل ما تزال داليا الياس تطرح أسئلة الفحولة؟
    لا.. فقد وصلت لإجابات شافية، وعرفت أن الأمر أسوأ مما كنت أعتقد.. وأن الأزمة طالت حتى المروءة والأخلاق لدى بعض الرجال.. فأصبحت أكتفى بمشاعر الرثاء والشفقة على ما يذهب إليه ذلك البعض من سلوك يحسب على الجميع للأسف.

 

  • رايك في الرجل السوداني بكل صراحة؟
    أصله طيب، ودواخله عامرة بالخير والنبل.. ولكنه في بعض الأحيان لا يحسن التعبير عن نفسه بشكل لائق.
    أما على الصعيد الشخصى فمعظم الذين قدموا لي الدعم والمواقف العظيمة في حياتي كانوا من الرجال… لهم التحية والتقدير.

  • البعض يعتقد أنك مصابة بأمراض الشهرة؟
    قد أكون بدأت من حيث انتهى الآخرون.. وحققت الشهرة المعنية عن جدارة وبفضل من الله.. لا ينكرها إلا حاسد أو مكابر ولكني لست مهووسة بالأمر.. وأمارس حياتي بشكل تلقائي وبسيط ولا تعنيني الشهرة بقدر ما تعني أعداء النجاح المريضين بملاحقة أخباري.

  • هل أنتِ محسودة؟
    نعم… كل صاحب نعمة محسود وأنا والحمد لله في زحمة من نعم الله لا تحصى ولا تعد.

  • يتهمونك (بالكوزنة).. ماهي طبيعة علاقتك بالنظام البائد؟
    مثلها مثل علاقة كل المبدعين فى كل المجالات، يحددها عطاءك وتميزك.. فتنهال عليك الدعوات وفرص المشاركة هنا وهناك.. وبما أن سبيلك الوحيد لكسب العيش هو ممارستك للإعلام والشعر فمن الطبيعى أن تكون متواجداً في كل المحافل بكامل قناعاتك الشخصية وفي حدود نشاطك المهني.

 

لم أكن صاحبة منصب أو وظيفة.. وليس لي أي إنتماء سياسي لأي حزب.. أنا داليا الياس وهذا في حد ذاته يكفيني في أي زمان وأي مكان.
أعتقد أنه اتهام ساذج وتفكير قاصر ليس إلا.

  • علاقتك بالفنانين والفنانات أقوى من علاقاتك بأهل الإعلام، هل لديك رأي في المجتمع الإعلامي؟
    التحفظات تنسحب على كل المجتمعات.. ليس هناك مجتمع فاضل في المطلق.. ولكن بعض الإعلاميين يتعاملون معى بأعتباري دخيلة على الوسط لا أستحق ما وصلت إليه.. ويفتقرون لأدب الزمالة.. لهذا تجد علاقاتي محدودة ومحصورة.. أما مجتمع الفن الذي أتعامل معه كشاعرة قدم لي الكثير من التقدير والحفاوة والعلاقات الجميلة.. ومن الطبيعي أن تميل النفس البشرية نحو المكان الذى يوفر لها الإحترام والإهتمام.

 

  • ندخل إلى الصحافة _ داليا دخلت الصحافة (بالشباك) فهل منحتك عطايا من دخلوا بالباب؟
    نعم.ط.. وهذا عبارة أستخدمها بنفسى، لقد دخلت المجال الصحفي من الباب الخلفي.. لا أجزم بكوني صحفية.. أنا كاتبة رأي وفرت لى الصحيفة منبر للقاء القراء… وقد منحتني والحمد لله عطاء من هبطوا من السماء وليس من دخلوا من الباب فحسب.

  • افل نجم داليا الصحفي فتحولت إلى ناشطة مزعجة في الأسافير.. ماتعليقك؟
    قررت الإقلاع عن ممارسة الصحافة الورقية لأنها لم تعد على تأثيرها القديم، وتفرغت للتواجد الإسفيري من باب المواكبة وهو بالمقابل يوفر لى تفاعل أكبر ويحقق لي مكاسب مادية ومعنوية أعظم.. لست ناشطة بالمعنى المتعارف.. ولكني ذات الكاتبة التي تعبر عن قناعاتها بصدق.. أما كوني مزعجة أم لا فهذه تختلف من متلقي لآخر بحسب إختلاف وجهات النظر.. عموماً أنا سعيدة بحراكي الإسفيري وحققت الكثير.

  • هل صحيح انك حولت صفحة الشخصية على (فيس بوك) لصفحة للدعايا والإعلان؟
    نعم.. عدد المتابعين كبير ومتزايد.. وقد حصلت مؤخراً على شارة العلامة الزرقاء من إدارة الفيس بوك وأصبحت متواجده هناك بشكل رسمى وقانوني.. فمالذى يمنع أن أسعى لتحقيق مكاسب مادية تعيننى على تكاليف حياتى الأسرية فى ظل هذه الظروف الطاحنة طالما لا يتجاوز الأمر حدود المبادئ الأساسية للمهنة والمجتمع؟!!

 

  • مارايك في تمدد الصحافة الإلكترونية على حساب الورقية؟
    هذا أمر طبيعي يحدث في كل العالم بحسب تطور الحياة وتسارع عجلاتها.. وقد يأتي علينا زمان تطغى فيه مستجدات قادمة على الصحافة الإلكترونية وهكذا.. وبكل واقعية وصدق وحياد، لم تعد الصحافة الورقية قادرة على المنافسة أو الصمود، والحل الوحيد تعزيزها إلكترونياً.

  • هل أصبح الإعلام مهنة من لامهنة له؟
    بعض النماذج تشير لذلك بوضوح.. الأمر لا يتجزأ بأي حال (ود الناس المتربي صاح، حيكون برضو صحفي ود ناس) والعكس صحيح.

 

السوداني


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.