التحركات الأرترية بالحدود.. (لمن تدق الأجراس)؟؟

يسود الغموض المشهد السياسي والعسكري بين السودان وإثيوبيا بعد اندلاع المعارك العسكرية الأخيرة في الفشقة الكبرى والصغرى، بعد تقدم الجيش السوداني نحو الحدود الدولية التي وضعها ميجر جوين، الا ان استمرار التعزيزات العسكرية بين الطرفين وتمركز القوات الإثيوببة في عدد من المواقع والمدن المواجهة للخطوط الأمامية تجاه الجيش في اقليم الامهرا، وضع كثيراً من التساؤلات بعد اتهام آبي احمد عدداً من الجهات لإشعال الحرب بين الشعبين الشقيقين.

تحركات مرصودة
وبحسب المصادر العسكرية التي رصدت تحركات لبعض القوات من إحدى دول الجوار كانت مشاركة في حرب التقراي الأخيرة وتمركز القوات الاريترية التي كانت تسند الجيش الفيدرالي بحسب المصادر في منطقة حلاقيم بالقرب من نهر ستيت غرب مدينة أم حجر الاريترية، وكانت هنالك قوات أخرى تقاتل في دا تشاء وأخرى في نبات بالقرب من عبد الرافع، فإن هذه القوات القتالية المتمرسة أكدت المصادر العسكرية أنها استقرت بالقرب من منطقة عبد الرافع الحدودية المحاذية لمحلية القريشة بعد ان جاءت عبر حلاقيم بأسلحة ثقيلة، ووجود هذه القوات ترك عدة تساؤلات بجانب المناورات العسكرية للقوات الاثيوبية مما ينذر بتجدد المواجهات.

استرداد مليوني فدان
بعد سيطرة القوات المسلحة ووضعت يدها على أكثر من مليوني فدان من الأراضي السودانية بعد تم الاستيلاء عليها في الفشقة الكبرى والصغرى، فإن ذلك دفع الجانب الاثيوبي للاعتراض وتأخر عمليات حسم التفلتات من قبل مليشياتها، وتقدم الجيش بعد أن جرت مياه كثيرة تحت الجسر للفعل السياسي في السودان عقب اندلاع ثورة ديسمبر التي مكنت الجيش من بسط السيادة على الاراضي المغتصبة.

ويرى الباحث والمهتم بالصراع في دول القرن الإفريقي صديق حسن فريني أن هنالك جهات تريد تضخيم إنجازاتها في ظل تماسك القوات المسلحة واسناد الشعب لها بعد أن تصدت لكل هجمات المليشيات المنظمة لتوازن الكفة باسترداد الفشقتين. وأضاف فريني أن وجود قوات عسكرية في دفاعات المواجهة ببن الطرفين يؤكد أن هنالك مخططاً وفعلاً عسكرياً وتحالفاً سياسياً قادماً ما بين اثيوبيا واحدى دول الجوار. ويرى فريني أحقية الجانب السوداني وتمركزه في أراضيه واستعادتها، فيما أعلن الفريق ركن خالد عابدين الشامي نائب رئيس هيئة الاركان عمليات عن استمرار عمليات تحرير كل الأراضي حتى الحدود الدولية، مبيناً أن القوات المسلحة طوال مسيرتها لم تعتد على أية دولة جارة، وقال: (استطعنا استرداد أرض مسلوبة لعقود من الزمن، وقدمنا الدماء والأرواح من أجل الوطن)، وأضاف الشامي أن عودة نظام المناطق العسكرية عزز الدفاعات القتالية واغلق المنافذ في وجه الأعداء، مبيناً أن انشغال القوات المسلحة بحرب الجنوب وقتها ترك الفرصة لاستغلال ثروات وأراضي الفشقة، وقال: (مضوا فيها حتى عدنا أكثر قوة وعزيمة لإغلاق البوابات وإقامة الدفاعات، وسوف نمضي حتى حدودنا المرسومة، ونسعى للاهتمام بتاريخ وتراث المنطقة الشرقية، بعد أن خلد تاريخها في القتال بكرن والقلابات منذ أن كانت اورطة العرب الشرقية).

حرب مؤجلة
وتعتبر المعارك الدائرة الآن فى الحدود بين المليشيات الاثيوبية المدعومة بالجيش الاثيوبى حرباً مؤجلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، والدليل على ذلك هذا الاجماع الوطنى العريض من السودانيين المساندين للقوات المسلحة السودانية، علاوة على انها استجابة لمطلب ملح لمزارعى ولايتى القضارف وكسلا الذين ظلوا يجأرون بالشكوى منذ تمدد الاثيوبيين فى مزارعهم بلا رد فعل مقنع من السلطات الوطنية السودانية آنذاك، ويبقى من المهم الانتباه الى ان اثيوبيا لن تركن الى التفاوض وحدها بعد ان تمتعت بخيرات الارض السودانية، حيث اقامت تسعة غرابيل للسمسم فى الحمراء وحدها.
القبض على الزناد

ويبقى القول وفي ظل الراهن وتعقيداته أنه يتوجب على الحكومة السودانية الاستعداد لحرب طويلة فى الحدود، ومن هنا تأتى الاهمية الاستراتيجية للقضارف عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً، نسبة لمحدودية الموارد في إثيوبيا مع الكثافة السكانية العالية فى الأقاليم التي تحادد ولايات السودان فى الشرق

المصدر: الانتباهة أون لاين


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.