بعد إطلاق سراحه مؤخراً.. (موسى هلال)…  النسخة الجديدة ..!!

لم يكن إطلاق سراح الزعيم القبلي البارز موسى هلال مفاجئاً للكثيرين نسبة للتقاطعات العديدة التي تحيط بإعتقاله كقائد لفصيل قبلي مؤثر في  دارفور، ولصلات القربى القوية التي تربطه بقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو ونائب رئيس مجلس السيادة ، ونسبة لتداعيات الإعتقال الذي نفذته تلك القوات عبر معركة حامية بين الطرفين إنتهت بأسر موسى هلال وترحيله بطائرة للخرطوم وإيداعه أحد السجون العسكرية ، والمعروف أن هلال رفض تسليم سلاح قواته للجنة جمع السلاح التي كونتها سلطات العهد البائد آنذاك

وما كانت الحكومة آنذاك تنزع سلاحه لولا إنتهاء شهر العسل بين الطرفين حين رفض هلال منصب مستشار الحكم الإتحادي الذي كان يمثل منصباً ديكورياً منزوع الصلاحيات أو ربما حتى العمل الروتيني غير المهم، وهو ما جعل هلال يغادره مغاضباً إلى منطقته ، وهنا تلمست الحكومة المطامح السياسة الجامحة للزعيم القبلي الذي يمتلك مليشيا  تمتلك السلاح والعلاقات الجيدة بدولة حدودية مؤثرة من النواحي الأمنية القومية للبلاد ، فسارعت لتقليم أظافرة بمحاولة نزع سلاحه ثم موافقتها على عملية إعتقاله وحجر نشاطه ومن  ثم  الشروع في تفكيك منظومته بالعديد من عمليات الاستقطاب عبر محاور عديدة وهو من الأمور (البرغماتية) غير النظيفة التي إعتاد النظام القيام بها إزاء كل التيارات السياسية المعارضة له .

مطامح سياسية
ربما يقفز السؤال الملح الآن عما إذا كان موسى هلال سيدخل دنيا السياسية مجدداً أم يكتفي بجوانب الزعامة القبلية بعيداً عن تعرجات السياسة ودهاليزها المتعرجة ؟ ربما لأي مراقب للإجابة على السؤال ينبغي عليه أن يعيد شريطاً من تصريحات هلال الصحفية التي عبر فيها عن إهتمامه بخوض غمار اللعبة السياسية كعضو فاعل وبرفض التقوقع في جلباب القبلية الضيقة، ففي أحد الحوارات الصحفية في العهد البائد مع صحيفة (الجريدة) قال هلال : (وجودي مهم لأنني أمثل قاعدة، في الشارع العام .) ثم يستطرد قائلاً (هذا شأن الحكومة إذا كانت لا ترغب في تمثيلي، لكني أحسب أن وجودي مهم في حل مشاكل وقضايا الوطن)، بل أعلن رفضه بتصنيفه شيخ قبيلة فقط  حيث قال (  دارفور هي جزء من السودان وقضايا السودان لاتنفك عن بعضها وهي تتشابه إلى حد كبير ، أضف إلى ذلك الحديث عن كوني أناقش قضايا دارفور لوحدها دون غيرها من مناطق السودان حديثاً يجافي الواقع وهو أمر مقصود بأن يطلق على موسى هلال زعيم قبيلة المحاميد ، والزعيم القبلي موسى)  ،لهذا فإن تلك الأشواق السياسية الجامحة في تلك الفترة ترجمها هلال بإعلانه إنشاء كيان سياسي باسم مجلس الصحوة  معلناً  إنشقاقه من المؤتمر الوطني منتتقداً باسم متحدثه الرسمي التعديلات الدستورية التي قام بها النظام البائد  ثم توج هلال تلك التوجهات السياسية  بتوقيعه على وثيقة نداء السودان الذي وقع عليه حزب الأمة وقوى الإجماع الوطني .

بيد أن هلال حاول أن يطمئن الحكومة قبل محاولة نزع سلاحه إنه لا ينوي حمل السلاح ضد الحكومة وإنما يريد حصصاً عادلة في المشاركة السياسية، عندما قال في حوار صحفي (أنا كل ما يهمني أن تكون هناك موازنات بالنسبة للنظام ، وأن تعطي الحكومة كل ذي حق حقه في التمثيل وهذا لا يعني أنني سأقود تمرداً عن طريق معارضة مسلحة يمكنني أن أوصل صوتي عبر المنطق الحر وحرية الرأي والشورى ).

صراع
ويعتقد كثير من المراقبين أن صراع  موسى هلال العنيف مع والي شمال دارفور في العهد البائد يوسف كبر كانت دوافعه سياسية، متهمين هلال بأنه يطمح في حكم ولاية شمال دارفور وأن الخلاف  أكثر من كونه صراعاً على الثروة التي يتهم هلال (كبر) بأنه يمتلك منجماً للذهب في جبل عامر، وطالب هلال بعزل الوالي وهو أمر لم تلتفت إليه الحكومة بل كافأته بترفيعه إلى منصب رفيع في سدة الحكم  لاحقاً.

هلال نسخة جديدة
ربما ليس بعيداً أن يتبلور ترتيب الأوراق التي أفضت إلى إطلاق موسى هلال من معتقله العسكري إلى مرحلة سياسية جديدة ، فمن المتوقع أن يدخل هلال دائرة التفاوض ضمن منظومة الحركات المسلحة بعد إنضمام الحركات الرافضة للمشاركة في المفاوضات فربما تكون له حصة في المنظومة الولائية باسم مجموعة الصحوة وأن تخضع قواته للترتيبات الأمنية ضمن الحركات المسلحة ، وهو أمر إذا حدث فهو أمر سيسدل الستار على مسلسل لم يؤرق فقط حكومة العهد البائد ولكن الآن ربما سيجعل تيارات أخرى تتنفس الصعداء وتغلق ملف طالما سبب لها طويلاً العديد من المتاعب والأرق الشديد .

المصدر: الانتباهة أون لاين


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.