عضو المجلس السيادي الطاهر حجر لـ(الانتباهة) : تمديد الفترة الانتقالية قرار مؤسسات دولة وليس أفراد

يمثل الطاهر حجر رمزاًمن  رموز اتفاق سلام جوبا مسار دارفور، ويعد من أكثر المطلعين على القضايا والتفاصيل الخاصة باتفاق جوبا للسلام، وتم اختياره مؤخراً ضمن المجلس السيادي.

(الانتباهة)  جلست معه لأكثر من ساعة وناقشت معه استحقاقات اتفاقية السلام  والمشهد العام بالبلاد، عبر الحوار التالى:

] الكثيرون يتساءلون عن مدى تأثير مفاوضات جوبا ومخرجاتها عن الواقع في دارفور حيث مازال العنف يتسيد المنطقة ويُنتظر منكم دور في تحقيق الأمن والسلام فماهي رؤيتكم لمثل هذا الدور؟
– تأسس اتفاق جوبا على أن يكون صالحاً لكل السودان رغم أن الناس ينظرون لمسارات دارفور  والمنطقتين وغيرها لكن هناك مسار القضايا القومية الاهم وصحيح ان هناك اضطراباً في دارفور.

ونرى أن الإطار الشامل ان دارفور  لا تتميز عن بقية مناطق السودان والتمييز الإيجابي لا يعنى الأفضلية لانه يكون للمناطق الاقل نمواً والمناطق المتضررة بالحرب لالحاقهابالمناطق الأخرى وبالتالي ستستمر مجهوداتنا مع مجهودات الحكومة التنفيذية واجهزة الفترة الانتقالية ودارفور من ضمن المنظومة الكلية بالبلاد ونجتهد على اساس أن نعالج كل مشاكل السودان في الإطار القومي.

] لكن بعض الأصوات من أطراف السلام بدأت تتحدث عن عدم التزام الحكومة بالاتفاق؟
– أرى أن الاتفاق مدخل جيد لتصحيح الاخطاء في البلاد ومناقشة جذور الأزمة السودانية وقد اسس لعمل جيد ولا أرى أن هنالك شخصاً له مصلحة في عدم تنفيذ اتفاق جوبا لانه يمثل مدخلاً صحيحاً لمعالجة القضايا السودانية لان معظمها نوقشت وتركت القضايا الأخرى وفق الاتفاق نفسه للمؤتمر الدستوري ومؤتمر الحكم وبقية آليات تنفيذ اتفاقية السلام، و صحيح انه يوجد تأخير في الجداول الزمنية لتنفيذ اتفاق السلام لظروف مختلفة لكن لا اعتقد أن هناك جهة بعينها حكومية رسمية ضد تنفيذ اتفاق السلام.

] لماذا في تقديرك لم يلتحق عبدالواحد والحلو بالمفاوضات حتى الآن، وهل تتوقعون انضمامهما قريباً لطاولة التفاوض؟
– أولا نشيد برأيهما الإيجابي في اتجاه السلام، وعبدالعزيز أحد الأطراف الأصيلة الموجودة باعتباره من الموقعين على اعلان جوبا ، وهناك جهود متواصلة وآخر لقاء بين رئيس مجلس السيادة والحلو لامس قضايا في إطار فك الجمود في مسار التفاوض وهذا يختلف عن موقف عبدالواحد الذى لديه رأي في طريقة المفاوضات ويرى انه من المفترض أن يكون هناك حوار شامل في السودان.

موقف حركة جيش تحرير السودان عبدالواحد  والحركة الشعبية الحلو يمثلان اضافة لاتفاق السلام واستقرار السودان وليس خصماً على احد وبالطبع هناك ثمة  تقديرات ورؤى نحترمها ، وندعوهما للإسراع في الحوار ولايوجدما يستدعي الحرب، نحن نقدر مواقفهما لكنهما اضافة حقيقية لأي اتفاق سلام.

] ما الجديد في مسار التفاوض مع الحلو وعبدالواحد ؟
يوجد جمود في تحريك التفاوض مع عبدالعزيز الحلو لكنه موقع على اعلان جوبا ولكني لا ادرى ما الجديد في لقائه مع البرهان لكن عموماً يوجد وعود من جميع الأطراف ان تستمر لكسر جمود التفاوض.

] يثار الحديث عن وجود اتجاه لتمديد الفترة الانتقالية لاستيعاب الحلو وعبدالواحد نور بعد تصريحات حمدوك في القاهرة ؟
– على المستوى الرسمي لا يوجد مثل هذا الحديث، وتمديد الفترة الانتقالية يجب أن تتوافق عليه مكونات الفترة الانتقالية وهذا ليس قرار أفراد بل  قرار مؤسسات دولة، هناك اتفاق على تمديد الفترة الانتقالية (٣٩) شهراً من تاريخ توقيع اتفاق السلام ، ومن اجل ان يتفق الجميع على التمديد يحتاجون لمشاركة اطراف الثورة ومكوناتها واجهزة المجلس الأعلى للسلام.. الخ ، ولا اعتقد أن التصريح صادر بطريقة رسمية لكن اذا اتفق الناس على شيء فيه مصلحة السودان لا نرى مشكلة، لكن تمديد الفترة الانتقالية يمنع تكوين الآليات الشرعية بالانتخاب المباشر من الشعب السوداني بالتحول والانتقال الديمقراطي وتفويض الشعب لحكامه ، لكن تمديد الفترة الانتقالية ليس هو القضية الأساسية في المفاوضات لان المواقف التفاوضية حول قضايا الدين والدولة ومنهجية التفاوض وغيرها هي الأهم في هذه المرحلة، وليس تمديد الفترة الانتقالية من عدمه ورغم أنني لا ارى مانع اذا كان الامر في مصلحة السودان، لكن سيقع ظلم وإجحاف على الشعب السوداني فحينها لن  يشاركوا في اختيار حكامهم ولن يتم الانتقال وبالتالي لن تكتمل أهداف الثورة .

] لماذا تمانع الحكومة في تسليم مطلوبي الجنائية إلى لاهاي هل صحيح أنكم تدعمون هذا الموقف ولا تضغطون بما فيه الكفاية لتسليمهم؟
– قضية تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية هو من ضمن استحقاقات اتفاق السلام، صحيح اننا اتفقنا مع الطرف القائم باعمال الفترة الانتقالية سواء الحكومة التنفيذية او المجلس السيادي ولكن لا نرى اننا اطراف متعددة لان الهدف في النهاية الوصول لاهداف وغايات الثورة ، وكون اننا لاندعم تنفيذ بنود اتفاق السلام حديث غير دقيق بل نحن ندعم كل ما اتفقنا عليه في اتفاق السلام، دعماً كاملاً، ونبذل قصارى جهدنا لتنفيذ كل بنود اتفاق السلام سواء أكان المطلوبين للمحكمة الجنائية أو غيره، وندعم اتفاق السلام بكل بنوده وملفاته ومساراته بشكل شامل،وندعم مسألة تحقيق العدالة والعدالة الانتقالية بشكل خاص، حتى يتم الانتقال بشكل جيد.

] إذن بماذا تفسر تباطؤ الحكومة في تسليم المطلوبين للجنائية ؟
– في اتفاق السلام كما ذكرت يوجد تقديم وتأخير، وكان هناك حركة جيدة باعتبار أن مسألة المحكمة الجنائية الدولية تحتاج الى ترتيبات ولقاءات، وقد تابعت زيارة مدعية المحكمة الجنائية للبلاد وجاءت بعد ذلك وفودوهي كذلك وقعت مذكرة تعاون مع الحكومة السودانية بشكل رسمي، على أساس ان يقوموا بترتيبات ، لكن لايوجد طريق غير ان ننفذ مسألة بنود اتفاق السلام بما فيها تسليم المطلوبين وتحقيق العدالة والقانون السوداني لايعرف هذه الجرائم لأنها  جرائم كبيرة  ودخيلة التي ارتكبها الخمسة الذين صدرت في حقهم مذكرة الاعتقال.

] متى تكتمل عملية تكوين المجلس التشريعي والمفوضيات واختيار الولاة.. يتردد أنكم وراء التأخير لخلافات وسط صفوفكم؟
– هذا الحديث غير صحيح اطلاقاً، فالمشاركة في المجلس التشريعي والولايات والمشاركة على المستوى القومي والإقليمي لدينا نصوص واضحة ونسب واضحة وجاهزون اليوم قبل الغد، لدينا (٢٥٪) فيها تقسيم داخلي للمسارات، وهذا اتفاق داخلي نمضي فيه وليس لدينا خلاف كاطراف السلام في تقديم المرشحين، والموضوع ليس المرشحين وانما الموضوع في اللائحة الداخلية للمجلس التشريعي وكيفية اتخاذ القرارات ومن الذي يرأس المجلس وكم عدد اللجان هناك نقاش كبير في هذه المسألة.

نحن نرى ان المجلس التشريعي القادم متوافق عليه ومواجه بقضايا كبيرة، ومسائل محتاجة لتفويض من الشعب مثل تعديل مصادر التشريع في البلاد، وهل اتخاذ القرار يكون بالتصويت أم بالتوافق وهل يستطيع ان يحسم القضايا الكبيرة في البلاد مثل مسائل المؤتمر الدستوري والدستور الدائم، وتعديل القوانين، تثير حفيظة السودانيين في ان لديهم الحق في ان يشاركوا في هذه المسألة عبر الاستفتاء او عبر التفويض المباشر لممثليهم، نحن نريد ان يقوم المجلس التشريعي بسرعة، من اجل أن يراقبنا نحن ويراقب ويحاسب الجهاز التنفيذي، وهذا حق اصيل لكل المجالس سواء أكان متوافق عليها او منتخبة، وبالنسبة للولاة اعتقد يوجد نقاش حول كيفية الطريقة الأمثل لان تجربة الـ(١٦) شهراً أعطت الناس انطباعاً بان المحاصصات أصبحت تضر بالفترة الانتقالية، كما ان هناك ولايات تشهد اشكاليات مثل ولايات كسلا وبورتسودان والقضارف ومنطقة الجنينة أيضاً، ومشاركتنا بالنسبة لحكام الولايات في اتفاق السلام واضحة، ولايوجد اشكالية تأخير لكن التأخير بشكل عام موجود هنا وهناك ولا اتهم جهة ولكن الظروف العامة في السودان جعلت تنفيذ الجداول الزمنية يتأخر، الآن يوجد اتجاه جيد للمضي في المعالجة، والتأخير عموماً يضر بملامسة القضايا الأساسية للمواطن .

] تتحدثون عن ولايات تعاني الإشكاليات الأمنية ما المطلوب بالضبط بالنسبة لها ؟
– نحن نحتاج لأن نناقش هذه القضايا على أساس ان يكون التكليف فيها يتطلب شخصيات لديها معرفة وخبرات سياسية كبيرة لان مسألة التماس تحتاج ان يكون فيها حوارات وأشخاص لديهم خبرة في إدارة الأزمات في ظل هذه الظروف واقصد بحديثي ان لا يتم الموضوع بشكل المحاصصة القديمة لان هذا في النهاية يضر بالأمن القومي.

] لكن بالنسبة للمجلس التشريعي ما سر كل هذا التمسك برئاسته؟
– تمسك اطراف العملية السلمية برئاسة المجلس التشريعي استحقاق باعتبار ان المكون العسكري لديه رئاسة السيادي والحرية والتغيير رئاسة مجلس الوزراء لايوجد ما يمنع ان يكون اطراف العملية السلمية في رئاسة المجلس التشريعي وهذا حق طبيعي لهذه المكونات لايوجد فيه حساسية ومن اجل التوازنات السياسية في البلاد ومن مصلحة الشعب ان لايكون كل الناس من اتجاه واحد هناك آراء مختلفة في مكونات الفترة الانتقالية وهذا مطلب لا يوجد قصد فيه لكنه مطلب أساسي كان في التفاوض وليس مفروض ان يخرج خارج أوراق التفاوض ولكن هناك أناس أخرجوه خارج ورق التفاوض وكنا نريد ان نحسمه في التفاوض وكان محل نقاش في مفاوضات جوبا.

] ماتقديركم للدور الذي سيلعبه موسى هلال بعد إطلاق سراحه على مستوى دارفور وعلى المستوى القومي وأين موقعه في الساحة السياسية خاصة أنه لم يشارك في اتفاق جوبا  ؟
– في اتفاق جوبا استغرق التحاور فى  القضايا السودانية عاماً كاملاً بطريقة شاملة للأطراف والقضايا.

وبالتالي نحتاج جميعاً لكل الاشخاص والآراء السالبة والموجبة حول السودان باعتبار أن الجميع شركاء في الثورة السودانية المسلحة والمدنية وثورة ديسمبر المجيدة التي كانت ثورات تراكمية هدفها التغيير الشامل في البلاد وبالتالي توجد حاجة لكل الآراء. كما توجد حاجة ماسة لان يحقق سلام جوبا ترتيبات أمنية تجعل للسودان جيشاً واحداً بعقيدة موجهة للوطن وان يحقق الاتفاق سلاماً اجتماعياً ومصالحات اجتماعية حقيقية والتي لن تتحقق الا في جو معافى وبالتالي نحتاج لأي شخص في دارفور وكل أنحاء السودان ولكل الآراء،ومسألة الحوار والتواصل مع  ابناء الوطن الواحد مطلب أساسي كما ان موسى زعيم قبلي لديه تنظيم واراء، صحيح كان يقف مع الحكومة وكان لدينا آراء تجاهه ولكنه في النهاية اتخذ موقفاً مع الثورة ووقف ضد النظام ومسألة الحوار فيها إضافة حقيقية لمسارات السلام.

] موسى هلال يمثل رقماً مهماً في معادلة السلام في السودان كيف ستتعامل الدولة معه؟
– حالياً لا اعرف تفاصيل خروجه من السجن لكن عموماً مطلوب الجميع أن يتحاوروا معه، باي شكل كان ويتحاور هو أيضاً مع الدولة فلديه جيوش وترتيبات لو تم الاتفاق على هذه الترتيبات كان بها وان لن يتم تبقى في النهاية المصالحة الوطنية لكل السودانيين.

المصدر: الانتباهة أون لاين


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.