الطاهر ساتي : هذه الأرض لنا..!!
:: ومن الحكم العربية، اختصمت امرأتان في مولود، إذ كل منهما تدّعي أنه (مولودها)، وذهبا لقاضي المدينة.. وبعد الاستماع إليهما، أمر القاضي حاجب المحكمة بقطع الطفل إلى نصفين، وتقسيمه للامرأتين.. وشرع الحاجب في تنفيذ الأمر، بحيث قبض الطفل، واستل السكين، وقبل القطع، صرخت امرأة: (لا، ما تقطعوه، المولود دا ما حقي).. ورغم الاعتراف الصريح، حكمت لها المحكمة بالمولود.. قلب الأم كان خير شاهد لصالح المرأة..!!
:: والأرض مثل المواليد، بحيث لا يقبل مالكها قطعها وتقسيمها لمن لا يملك ولا يستحق.. وكان عضو المجلس السيادي مالك عقار شجاعاً عندما جاهر برفض المبادرة الإماراتية حول الفشقة، بالنص الصريح: (الإمارات التي تقع خلف البحار تريد توزيع وتقسيم أرض السودان مناصفةً مع إثيوبيا).. شكراً لمالك عقار، ليس فقط على رفض المبادرة، بل على الشفافية والوضوح مع الشعب..!!
:: والمؤسف أن الحكومة أخفت عن الشعب هذه المبادرة، كما أخفت التفاهمات حول حلايب مع مصر.. وهذا الإخفاء لا يليق بحكومة مسماة بحكومة الثورة.. من مبادئ الثورة أن يحكم الشعبه نفسه وبلده، ولن يحكم ما لم يكن شريكاً في صناعة القرار بوسائل مختلفة، ولن يكون شريكاً في صناعة القرار ما لم يمتلك المعلومات حول كل قضايا بلاده.. من الخطأ أن يكون الشعب آخر من يعلم ما يحدث في قضايا أرضه..!!
:: وكما ذكر مصدر بمجلس شركاء الحكم – لدارفور 24 – فإن المبادرة الإماراتية نصت على انسحاب الجيش إلى وضع ما قبل نوفمبر، ثم تقسيم الفشقة بنسبة 40% للسودان، و40% للإمارات، و20% للمزارعين الإثيوبيين تحت مشروع استثماري إماراتي.. وبغض النظر عن صحة المعلومة وعدمها، فعلى الحكومة أن تكشف ما نصت عليه هذه المبادرة، ثم موقفها منها، حتى يطمئن الشعب على سلامة أراضيه..!!
:: وعلى كُلٍّ، بتاريخ 14 يناير الماضي، عندما تسرّبت معلومات عن مبادرة عربية، كتبت بالنص: (هناك دول تسعى لتكبيل جيشنا بحيث لا يفرض سيطرته على كامل حدودنا، وذلك بطرح مبادرات “مُريبة”.. على الحكومة أن تكون على قدر عالٍ من اليقظة والانتباهة، فالأرض السودانية – بالفشقة – ليست منطقة نزاعٍ، بحيث يكون هناك تفاوض حولها.. فلتحذر الحكومة فخ الوقوع في براثن المفاوضات حول ملكية الفشقة..!!
:: هي أرض سودانية، ويجب تحريرها بالكامل.. وعلى الدول الساعية إلى تكبيل جيشنا أن تعلم بأن هناك اتفاقاً على المرجعيات التي تثبت ملكية السودان للفشقة، ولم تزعم الأنظمة الإثيوبية – طوال العقود الفائتة – بتبعية هذه المنطقة، بما فيها حكومة آبي أحمد التي تتلكأ في وضع علامات الحدود وتُراوغ)، هكذا كان التحذير.. ولا يزال.. فالأرض بالفشقة سودانية، والذين يقاتلون حالياً ويستشهدون – في سبيل تحريرها وحمايتها – خير شهود على ذلك..!!
الصيحة