طفرات فيروس كورونا.. إجابات دقيقة عن “الأسئلة الخمسة”

منذ اللحظة التي بدأ فيها مسؤولو الصحة العامة حول العالم في تتبع المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا المستجد، أصبح من الواضح أن هذه الطفرات ستجعل التعامل مع الوباء أكثر صعوبة.

ويتبادر إلى أذهان كثيرين أسئلة عديدة تتعلق بطفرات كوفيد-19، وآليات عملها، والأضرار التي قد تنجم عنها، والدور الذي تلعبه في مسار القضاء على الوباء.
ما هي الطفرات؟

يتم الاحتفاظ بالشفرة الجينية للفيروس التاجي في حوالي 30000 جزء من الحمض النووي الريبوزي.

وعندما يصيب الفيروس الخلايا البشرية، يتم نسخ الشيفرة الجينية لصنع جزيئات فيروس جديدة، حسبما ذكرت صحيفة “ذا غارديان” في تقرير علمي تناول طفرات الفيروس التاجي.

وخلال عملية النسخ، تحدث أخطاء تتحول لطفرات في الفيروس الجديد، علما أن معظمها له تأثير ضئيل، بينما يضعف بعضها الفيروس ويموت.

وفي بعض الأحيان، تفيد الطفرة الفيروس بجعله مثلا قابلا للالتصاق بالخلايا البشرية على نحو أكثر فعالية، أو تمكينه من تجنب بعض الآليات الدفاعية التي يبنيها الجسد بعد الإصابة أو التطعيم.
متى بدأ فيروس كورونا في التحور؟

يتحور فيروس كورونا منذ البداية، وفي المتوسط، يراكم فيروس “سارس- كوف-2” طفرتين شهريا، بينما يتحور فيروس الإنفلونزا بضعف هذا المعدل تقريبا.

وساعدت العديد من الطفرات التي حدثت في وقت مبكر الفيروس التاجي على التكيف مع البشر.

ومن بين إحدى الطفرات الأولى “D614G”، والتي تعمل على استقرار البروتينات الشائكة التي تمكّن الفيروس من الالتصاق بالخلايا البشرية وإصابتها.
ما هي الطفرات الأخرى الموجودة؟

تظهر طفرات جديدة طوال الوقت، لكن العلماء يركزون على تلك التي لديها القدرة على جعل الفيروس أكثر خطورة.

واحدة من أكثر الطفرات شيوعا هي “N501Y”، والتي تؤثر على الحمض الأميني رقم 501 في الفيروس، ويتم استبدال “الأسباراجين” بحمض أميني آخر يسمى “التيروزين”.

ويغيّر هذا شكل “بروتين سبايك” بطريقة تساعد الفيروس على الارتباط بشكل أكثر إحكاما بالخلايا البشرية.

وتظهر الطفرات المثيرة للقلق في ثلاثة متغيرات، هي B117 سريعة الانتشار و501YV1 والتي رصدت لأول مرة في كنت ببريطانيا، وعثر على B1351 و501YV2 لأول مرة في جنوب إفريقيا، واكتشفت P1 و501YV3 لأول مرة في البرازيل.

وتعد E484K واحدة من أكثر الطفرات إثارة للقلق، لتغييرها شكل “بروتين سبايك” بطريقة تجعل من الصعوبة بمكان على بعض الأجسام المضادة التي تم تكوينها عن طريق التطعيم أو العدوى السابقة، أن تلتصق بالفيروس.

ما الذي يقود لتطور الفيروس؟

يُعتقد أن بعض الطفرات تساعد الفيروس على التكيف مع مضيفه البشري الجديد.

وقد تكون التغييرات الجينية الأخرى، خاصة تلك التي ظهرت مؤخرا، قد نشأت للتهرب من المناعة لدى الأفراد.

كيف سيتطور الفيروس في المستقبل؟
لا أحد يستطيع أن يتنبأ بكيفية تطور الفيروس مع انتشار عمليات التطعيم، وهو ما يوضحه بروفيسور الأمراض المعدية في جامعة أكسفورد، أوليفر بيبوس، الذي يقول: “مع عمليات التطعيم باتت تحركات الفيروس للتكيف مع الضغط الذي يتعرض له محدودة، وهو ما يجعله يظهر طفرات مكررة”.

ويضيف بيبوس، أن تطوّر اللقاحات سيجعلها قادرة على مواجهة المتغيرات التي قد تكون وصلت إلى ذروتها مع تراجع معدلات العدوى بالوباء حول العالم، لينخفض خطر الطفرات الجديدة أيضا.

المصدر : سكاي نيوز


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.