ناهد قرناص : دابة الأرض

سيدنا سليمان عليه السلام .. أوتي ملكاً لا ينبغي لاحد من بعده ..كانت حياته كلها دروس وعبر ..بدءاً من صغره وفي حياة والده نبي الله داوود ..عندما افتى في قضية عويصة وكان الله قد فتح عليه بحلها ..مروراً بقصة الهدهد واحضار عرش بلقيس ملكة سبأ ..وقوفاً عند قصته مع النمل وفهمه لمنطق الحيوان والطير وقصص كثيرة كل منها تعتبر حياة بأكملها ..

لكني شخصياً اعتقد ان أعظم العبر التي يمكن استخلاصها من سيرة سيدنا سليمان عليه السلام هي قصة وفاته ..عندما قبض الله روحه وهو متكئ على عصاته ..ولم يكتشف الجن موته ..وهم الذين يدعون معرفة الغيب وانهم يأتون بخبر السماء ..ظلوا عاكفين على عملهم ..حتى اتت دودة الأرض واكلت عصاته ..فعرفوا حينها انه ليس لهم من الأمر من شئ. أصغر المخلوقات هي عادة التي تكشف كذب الانسان وتلفيقه …تلك المخلوقات التي لا تخضع لقوانين عالمنا المزيف ..أولئك الذين اخفوا الجثامين في مشرحة مستشفى التميز ..والاكاديمي ..

لم يضعوا في حسابهم دابة الأرض ولا بكتريا التحلل ..جل همهم انصب في اخفاء الاثار عن بني ادم ..لكنهم نسوا رب العالمين ومخلوقاته التي يسلطها على من يشاء ومتى يشاء. فاحت رائحة الجثامين المتحللة ..ازكمت الانوف ..وتتبع الناس الرائحة وكانت الماسأة ..لا لم تكتمل المأسأة بعد ..المأساة الحقيقية كانت في صمت الجميع ..لم يفتح الله بكلمة على ولاة الامر ..

وكان من المتوقع في حالة كهذه لو حدثت في بلاد أخرى ..ان تتوالى الاستقالات واحدة تلو الأخرى ..او على الأقل نستمع الى شرح وتفسير ..ومن ثم تحدث تحركات سريعة من شاكلة اخذ عينات للتأكد من هوية الموتى ومقارنتها بالحمض النووي لاقارب المفقودين ..وبالمناسبة ..تقنية التعرف على الشخص من خلال الحمض النووي باستخدام (المايكروساتلايت) تقنية متوفرة في المباحث الجنائية ويقوم عليها اشخاص على قدر عال من التدريب والمهنية .. دابة الأرض فضحت الجميع ولم تنتظر قرار اللجان التي تتوالد بطريقة التبرعم ..

فتلد اللجنة أختها في زمن وجيز ونظل نحن في دوامة الانتظار ..دابة الارض كانت أسرع ..فهي لا تعرف الكذب ولا المداراة ولا تنتظر رفع الحصانات ..ولا تخشى لومة لائم ..لا تعرف المظاريف ولا تتوقع الحوافز والمكافات ..انها مأمورة من رب الكون ..ذلك الذي يمهل ولا يهمل ..الذي يضع سره في اضعف خلقه ليفضح عتاة المجرمين… ما الذي تنتظرونه أكثر من هذا ؟ بعد ان سالت الدماء وتحللت الجثامين وعم الخبر القرى والحضر ؟ ما الذي تنتظره اللجان ؟ لو كان الامر بيدي لأضفت شرطاً جزائياً لقرار تكوين اي لجنة .

.يتضمن غرامة مالية تخصم من اي فرد من افراد اللجنة اذا تجاوزت اللجنة المدة المقررة ولم تقدم تقريرها ..غرامة مالية والزام بارجاع جميع المنصرفات ..من حوافز و بدلات وتذاكر سفر ..وشاي وقهوة والذي منو ..لقد هرمنا في انتظار النتائج والتقارير ..ولم يأت الينا هدهد اللجان بنبأ يقين ..

ختاماً لم أجد افضل من احمد مطر ليعبر عن قصتنا مع اللجان: اقول نصف كلمة ولعنة الله على وسوسة الشيطان جاءت اليك لجنة و تبيض لجنتين تفقسان بعد جولتين عن ثمان وبالرفاء والبنين تكثر اللجان ويسحق الصبر على أعصابه ويرتدي قميصه عثمان

الجريدة


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.