استغلوا موكب الثوار.. الفلول تخريب وقتل

يبدو أن معارك فلول النظام السابق تجاه الفترة الإنتقالية لن تنتهي إلا بإعتلائهم غيلة سدة الحكم مرة أخرى مستغلين سوء الأوضاع الإقتصادية والتنافر السياسي بين مكونات الثورة ، ويرى كثير من المراقبين أن ما أرتكبه الفلول من تفلتات أمنية في العاصمة والولايات لم تكن حوادث معزولة وتقوم بها عصابات من وحي أفكارها

فمن المرجح أن غرفة رموز النظام السابق أياً كانت الجهة التي كانوا ينتمون إليها تقوم بالتخطيط الممنهج لمثل تلك الأفعال بالإضافة إلى صناعة بث الدعاية المضادة المتمثلة في نسج الإشاعات  عبر وسائل التواصل الإجتماعي ضد الحكومة والحاضنة السياسية الحرية والتغيير فضلاً عن طريق عناصرهم في التجمعات الإجتماعية المختلفة بما فيها وسائل المواصلات وكلها تكتيكات تتسق مع تكتيكات جماعة الجبهة الاسلامية الميكفيلية والتي درجت  عليها تحت مسمى فقه الضرورة وهو فقه مطاط إبتلع كل المحاذير الدينية والأخلاقية باسم الحفاظ على الدولة الاسلامية وبسط الدين وتمكين الجماعة  في الحكم مهما كان الثمن المدفوع ، وهو فقه يبدو أنه الآن تريد جماعة الحزب المحلول المؤتمر الوطني تحقيقه بكل الوسائل بصرف النظر عن مشروعيته أو تأثيره السلبي على مستقبل الاستقرار السياسي والإجتماعي في السودان وخسارة العديد من الأرواح وتخريب الممتلكات وحرق المرافق المهمة في الدولة ، وهو ما أنعكس في التفلتات الأمنية الدامية التي إنتظمت  في أوقات سابقة  عدداً من المناطق في البلاد آخرها شرقاً وغرباً حيث شملت كسلا وولاية شمال كردفان بالإضافة إلى مناطق شمال وجنوب وشرق دارفور  وولاية سنار مما أضطر ولاة هذه الولايات من إعلان حالة الطواريء من أجل السيطرة على الأوضاع وفرضوا حظر التجوال .

وأتهمولاةالولاياتفلولالنظامالسابقباستغلالالتظاهراتالتيخرجتإحتجاجاًعلىغلاءالمعيشةفيتلكالمناطقبإعتبارأنهمحرضواوخططواللقيامبأعمالنهبوتخريبللمنشآت

  وفي وقت سابق أكد مصدر مطلع أن لجنة إزالة التمكين رصدت تحركات لعناصر إخوانية من الكوادر الوسيطة، تعقد إجتماعات مكثفة بعدد من أحياء العاصمة بهدف ضرب استقرار البلاد.

وفي فبراير الماضي هرع  والي الخرطوم إلى منطقة جنوب الخرطوم، لإيقاف محاولة تخريبية تستهدف حرق الميناء البري، عبر عناصر مولها النظام البائد تجمعت في الساعات الأولى من الصباح، قبالة شارع (الهواء) جنوبي الخرطوم.

وكشف مصدر مطلع بولاية الخرطوم عن قيام الوالي بمهاتفة قيادات شرطية بالولاية، وذهابه لرئاسة شرطة العمليات بنفسه، ليقود قوة لتمشيط منطقة الاسطبلات وكامل شارع الهواء مع نشر إرتكازات بالمنطقة لحسم أي مساع  تخريبية وإيقاف المتفلتين.

كما أصدر الوالي الخرطوم  قراراً تنفيذياً قضى بالقبض على عناصر بالمؤتمر الوطني المحلول ضالعة في مخططات تخريبية . وعلى إثر تلك الأحداث آنذاك بدأت لجان المقاومة في مدن الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري في تنظيم دوريات لتأمين وحماية الأسواق الرئيسية بحسب حديث أحد لجان المقاومة لـ (سودان تربيون) في حين دعا بعض الموطنين تشكيل محاكم طواريء لمحاكمة الفلول الضالعين في تلك الأحداث . كما شهدت إحتفالات رأس السنة الماضية أحداث تفلت في الشوارع الرئيسية ، مثل شارع المطار ومول عفراء وشارع الثورات بأم درمان وشارع النيل بالخرطوم  وأم درمان ، وقد تمثلت هذه المظاهر في تحطيم عربات المواطنين بالحجارة ، وحوادث سرقات كثيرة ،وعمليات (نشل) في الزحام ، بجانب جرائم إتلاف جنائي سجلتها مضابط الشرطة ، وإخلال بالأمن وسرقات متعددة ، وذلك بالرغم من أن الأعداد التي خرجت للإحتفال برأس السنة لم تكن كبيرة بسبب جائحة كورونا.

ظهور جديد للفلول

نظم عدد من لجان المقاومة وأسر الشهداء ومجموعات حزبية وأخرى مستقلة موكباً إحتجاجياً بمناسبة ذكرى مجزرة فض الإعتصام في الثالث من يونيو الجاري وإتسم الموكب بالنهج السلمي بيد أنه قبل نهايته إنضمت إليه مجموعة متفلتة قامت بأعمال شغب ومحاولة نهب للمتاجر كما هاجمت الشرطة بقنابل الملتوف بحسب بيان الشرطة  كما إنطلقت رصاصة غادرة أصابت في مقتل الشرطي وكيل عريف عثمان حسين الذي يعمل في شرطة حماية المرافق العامة ،  ويعتقد المراقبون أن تلك المجموعات الإجرامية من فلول النظام السابق تقف وراء أحداث التفلتات كما لا يستبعد أن يكون أحد عناصر الفلول قام بإطلاق النار مستغلاً  أعمال الفوضى المخطط لها مسبقاً .

أخيراً

يرى المراقبون أن قيام  جهاز الأمن الداخلي الذي مازال متعثراً من شأنه أن يحد من تلك التفلتات كما يمكنه أن يعمل على تفتكيكها بسهولة ، لكن حتى يتم ذلك نأمل أن تتمكن الشرطة على الأقل من تقليل تلك التفلتات وإلقاء القبض على العناصر الإجرامية الضالعة.

فهل يتم ذلك أم تكون للفلول كلمتها في النهاية ؟ وحينها ستعود عقارب الساعة إلى الوراء حيث العتمة والظلام الدامس .

المصدر: الانتباهة أون لاين


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.