صباح محمد الحسن : زلزال ورصاص مناوي
تشبثوا بثورتكم، تمسكوا بسلميتكم (المرعبة)، ظلوا كما أنتم حتى تتحقق أهدافكم، انزعوا هذا الوطن الجميل من أنيابهم، أعيدوا لديسمبر مجدها ، زلزلوا عروشهم المشيدة على مقابر الشهداء، أخبروهم إن الشرفاء مازالوا أصحاب الكلمة والموقف والقرار، لا تلتفتوا لكل من باع او ترجل او خان، فكلهم سيتقازمون أمامكم اليوم .
أطياف – صباح محمد الحسن
زلزال ورصاص مناوي
لم تتردد قوات حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، في إطلاق النار والرصاص الحي لتفريق مواكب الثوار بمدينة أمدرمان، وبررت الحركة تصرفها الطائش والخطير أن المتظاهرين إعتدوا على مقرها بأم درمان، وبث محتجون فيديوهات من منطقة الموردة بأم درمان تكشف تعرضهم لإطلاق نار كثيف من قوات تابعة لحركة تحرير السودان، وقالت الحركة إن مجموعات حاولت الاعتداء على دار الحركة والحراسات تصدت لها بإطلاق النار.
فالمتظاهرون السلميون خرجوا الى الشوارع تزامناً مع اطلاق عدد من المدن عمل (بروفات) لمواكب اليوم، فما الذي يدفعهم للاعتداء على مقار الحركة ، فاطلاق النار من قبل قوات مناوي تجاه المواطنين الأبرياء العُزل هو خرق واضح لاتفاقية السلام الموقعة بين الحركة والحكومة بجوبا، والتي بموجبها تم وقف اطلاق النار بكافة أشكاله، وهو الأمر الذي يتطلب توقف الحركات عن اثارة الرعب والخوف داخل الأحياء ، كما انه يؤكد ان هذه القوات مازالت تمارس طيشها وكأنها في مناطق الحرب التي لا تفرق بينها وبين المدن السكنية، فالخطوة تؤكد خطورة عدم الدمج لهذه القوات في القوات المسلحة، والتي يمكن ان تشهر سلاحها في أي وقت، على وجه المواطن دون تردد، وهذه أول مواجهة لقوات مناوي مع المواطنين لم تحسن فيها قواته التصرف وأطلقت النار فوراً، فكيف لها ان تطلق النار إن لم يكن مسموحاً لها بذلك، أم ان هذه القوات تطلق النار متى ما أرادت وشاءت دون الرجوع لقائدها.
لهذا إن دمج هذه القوات يجب أن يكون واحداً من مطالب ثورة اليوم، لطالما ان مناوي وقع في دفتر حضور الثورة مباشرة بطلقة، مناوي الذي يتغزل في اعتصام القصر لم تستطع قواته ضبط نفسها لمجرد ان رأت (بروفة) لموكب ٢١ اكتوبر فماذا ستفعل ان امتلأت الشوارع بالمليونيات وهتف الثوار هتافاً أزعج قوات مناوي ، من الذي يضمن سلامتهم وحياتهم وعلى من تقع مسئولية الأمن وتأمين المواكب، على البرهان أم على مناوي، فكلاهما أفصح عن وجهه الحقيقي وكشر أنيابه للثورة، ومليونيات اليوم اعدادها ستكون مستفزة لكل أعداء الثورة والوطن ستزلزل كل العروش الوهمية والخيام التي نصبت سرادقها زيفاً ، لذلك ستكون ردات الفعل عنيفة للكثير منهم، ستشخص أبصارهم، وستزداد دقات قلوبهم خوفاً بالرغم من انهم يتأبطون أسلحتهم، هتاف واحد من ثورة ديسمبر قادر على أن يجعل الجميع يتحسس (البندقية)، إن لم يكن هذا شعورهم فما هو سبب اطلاق النار كهجوم اختارته القوات باعتباره خير وسيلة للدفاع.
والحكومة كان يجب أن تجري تحقيقاً مع قائد حركة تحرير السودان ، (الذي يطرح نفسه رئيساً الآن ) وتستفسره فوراً، عن سبب استخدام قواته الرصاص الحي ولكن من الذي يخضع مناوي للسؤال او الاستفسار فقائد الجيش ورئيس المجلس السيادي، يريدها فوضى أمنية عرابها مناوي، أي كانت نتائجها لا ضير، لطالما انها أقصر الطرق للسلطة.
لذلك هي دعوة للثائرين اليوم، الحالمين بوطن ديمقراطي كبير، الذين فقدوا رفاقهم شهداء ديسمبر الذين ضحوا بأرواحهم الغالية والثمينة لأجل هذا الوطن، عندما حصدتهم طلقات الغدر والخيانة، والتي مازال أصحابها يرددون (هل من مزيد).
البواسل الذين لم تخيفهم المجازر، والمدافع والدوشكات تشبثوا بثورتكم، تمسكوا بسلميتكم (المرعبة)، ظلوا كما أنتم حتى تتحقق أهدافكم، انزعوا هذا الوطن الجميل من أنيابهم، أعيدوا لديسمبر مجدها ، زلزلوا عروشهم المشيدة على مقابر الشهداء، أخبروهم إن الشرفاء مازالوا أصحاب الكلمة والموقف والقرار، لا تلتفتوا لكل من باع او ترجل او خان، فكلهم سيتقازمون أمامكم اليوم .
أطياف :
زلزال … ثورة مستمرة حتى النصر
الجريدة