هنادي الصديق : الإصلاح القادم على ظهر دبابة!!

سودافاكس ـ مع حالة الهلع التي ضربت مفاصل المجلس العسكري الانقلابي وحاضنته السياسية الجديدة ، ورئيس وزرائهم المغضوب عليه من الشارع السوداني عقب المليونيات المتزايدة الرافضة لاتفاقهم المزعوم، ظنت حكومة حمدوك (على قلتها) انها قادرة على حسم تراجع المدَ الثوري ضدها لحين لملمة أوراقها وإعادة حساباتها مع الغضب الشعبي المتمدد يوماً بعد يوم، ظلت تصدر القرار تلو القرار ظنا منها انه سيكون عربون تصالح وإستعادة العلاقة بينها ومكونات الثورة الحية، وفي نفس الوقت ظلت تتعامى عن التجاوزات الامنية والإنحرافات التي تمارسها قواتها الامنية ضد الثوار السلميين في المواكب، ونجحت في قمع الحريات عن طريق (كوادر العنف خاصتها) مثلما حدث في ندوة قوى اعلان الحرية والتغيير (المجلس المركزي) يوم امس الاول والتي كانت إمتحاناً حقيقياً لنوايا رئيس الوزراء عبدالله حمدوك تجاه الثورة والشارع حيث واصل يممارسة هوايته التي يجيدها تماما وهي (السردبة) تجاه كافة القضايا المطلبية للشارع السوداني ضارباً عرض الحائط بكافة تصريحاته السابقة وتبريراته الفطيرة للتغطية على خطيئة موقفه المؤيد للمعسكر الانقلابي رغم قناعتي الراسخة أنه جزء لا يتجزأ من هذا الانقلاب المشؤوم.

 

حمدوك الذي ما فتئ يقدم الوعود تلو الوعود لم يع حتى الآن نفسية المواطن الذي شبع من تسويفات قيادة الدولة وكبار موظفيها وصغارها، وما عاد هو ذات المواطن الذي كان يتسامح كثيراً على أمل الاصلاح الذي (لن يأت على ظهر دبابة).

المواطن يريد فعلاً واحداً لا غير وهو رحيل هذا النظام الذي قهر وأوجع وأهدر كرامة الوطن والمواطن بفظاعة ما يقوم به من ممارسات قتل وسحل وتشريد، بخلاف التهاون في التجاوزات الهائلة التي أضرت بالاقتصاد الوطني من النظام البائد حتى شردَت من شردَت وأبقت على من بالداخل متسولاً.

المواطن لم ولن يغفر لعبدالله حمدوك خداعه وبيعه بثمن بخس لمن تلاعب بأموال وموارد الدولة بعد أن رهن نفسه والشعب لمن لا يخاف الله فيه، وترك ثروات البلاد في أيادٍ عابثة استحقت البتر، بعد أن حرر لهم شهادة بقاء بمناصب ووظائف سبق وان اقتلعهم منها الشعب بعد حكم 30عاما عجاف.
حمدوك احرق نفسه كايقونة للثورة بتهاونه وربما تعاونه مع فلول النظام البائد وبتغاضيه عن تعيينات (البرهان) التي لا تستند على أي مشرعية دستورية وانما استندت على دستور النسايب والقرايب والمحاسيب وأصحاب الولاء الذين سبق وان اجتهدوا في تدمير الاقتصاد الوطني وافقروا الشعب وعاشوا على سنامه ثلاثين عاما، لا يستثنى من ذلك الصرف البذخي على الأجهزة الامنية والمليشيات العسكرية التي خصصت لضرب وإذلال المواطن الأعزل والذي يناله من كرباج الجلاد ورصاصاته يومياً ما يجعله أكثر إصراراً وحماساً للخروج للشارع لايقاف البلطجة التي تُمارس على غالبية السودانيين، ومليونية اليوم 19 ديسمبر والمخصصة للإحتفال بالذكرى الثالثة لثورة ديسمبر المجيدة ستكون بداية النهاية الحقيقية والعتبة الاولى في سلم نهاية عهد المتنطعين من السياسيين العملاء والعسكر الذين يدفعون ثمن عمالتهم لسادتهم مخابرات الموساد ودول المحاور.

 

ودرس اليوم الذي حتما سيتعلمه النظام القمعي هو أنه لن يستطيع مهما أوتي من قوة الوقوف ضد إرادة الشعب، فهذا الشعب وإن تأخر فإنه لن يقهر.

 


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.