السعودية.. المواطن أولاً
المتابع للمشهد الاقتصادي السعودي اليوم، يجد أن الاهتمام بالمواطن السعودي كأحد اهم الأولويات، من جانبين أساسيين.. الأول: تطلعات المستقبل حيث رسمت رؤية المملكة 2030 منهجية واعدة تلامس حياة المواطنين بنظرة استشرافية لتوفير كافة أساليب جودة الحياة من برامج ومبادرات تتسم بالحوكمة، والإجراءات التي تحتوي على العدالة الاجتماعية والرفاهية والثقة مثل: برامج الإسكان وتنمية القدرات البشرية وتخفيض معدلات البطالة وغيرها الكثير وصولاً إلى التأمين الطبي.
أما الثاني: فهو معالجة المتغيرات الطارئة، فعندما ضربت جائحة كورونا العالم كانت السعودية أنموذجا في التعامل مع هذه الجائحة صحيا واقتصاديا فكانت المملكة من أوائل الدول التي وفرت اللقاحات ودعمت بسخاء منظومة الصحة مما أوصلها كثاني افضل دول العالم في نجاحها للتعامل مع الجائحة.
ومع المتغيرات التي ألقت بظلالها على أزمة الغذاء وارتفاع السلع الأساسية عالميا وانطلاقا من حرص واهتمام القيادة الحكيمة أصدر مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله – وبناء على ما رفعه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية – حفظه الله – أمراً ملكياً بالموافقة على تخصيص دعم مالي بمبلغ 20 مليار ريال لمواجهة تداعيات ارتفاع الأسعار عالميا، منها 10.4 مليارات ريال كتحويلات نقدية مباشرة لدعم مستفيدي الضمان الاجتماعي، وبرنامج حساب المواطن، وبرنامج دعم صغار مربي الماشية، على أن يخصص بقية المبلغ لزيادة المخزونات الاستراتيجية للمواد الأساسية والتأكد من توافرها.
وتضمن الأمر الكريم تخصيص ملياري ريال لصرف معاش إضافي لمرة واحدة لمستحقي الضمان الاجتماعي للعام المالي الحالي 2022.
وكذلك إعادة فتح التسجيل ببرنامج حساب المواطن وفق الضوابط المعلنة مسبقا، وتخصيص ثمانية مليارات ريال دعما ماليا إضافيا للمستفيدين من برنامج حساب المواطن لنهاية العام المالي الحالي وفق الضوابط المعلنة مسبقا، وتخصيص 408 ملايين ريال دعما ماليا لمستفيدي برنامج صغار مربي الماشية وهو ما يحقق مرونة كبيرة في الأسواق لمواجهة أي تداعيات مستقبلية وتعزيز الفرص التي تفضي إلى وفرة المعروض من المنتجات.
تأتي هذه الأوامر استكمالاً لاستشعار القيادة الحكيمة نحو تعزيز أهمية المواطنين والمواطنات في سبيل حماية الأسر المستحقة من تداعيات الآثار المترتبة على ارتفاعات الأسعار العالمية والتي تستهدف شريحة مستفيدي الضمان الاجتماعي وحساب المواطن ناهيك عن دعم صغار مربي الماشية الذي يرتبط موسمه هذه الأيام المباركة بأضاحي عيد الأضحى المبارك مما سيعالج ارتفاع أسعار الأضاحي المتوقع.
لطالما انتهجت المملكة أساليب اقتصادية سريعة لمواجهة أي تحديات ومستجدات تلامس الحياة الاقتصادية للمواطنين والمقيمين وقدمت نماذج عالمية في المعالجات السريعة أشادت بها الكثير من الدول المتقدمة والمنظمات الدولية ومنها هذه الأوامر وكذلك التعامل الإيجابي مع تداعيات فيروس كورونا من خلال القرارات السليمة التي حققت نتائج مثمرة كما دعمت عودة وتيرة أداء الاقتصاد الوطني وتسارعه وغيرها من الإجراءات المتوالية مما أسهم في تخفيف الآثار السلبية لسلاسل الإمداد العالمية وكلنا اليوم فخورين بما تحقق من إنجازات فعلية حافظت فيه بلادنا الغالية على الكثير من مكتسبات الاقتصاد الكلي والمضي قدما في مسيرة التنمية والنمو في كافة المجالات.
في المقابل جهود متميزة وحراك متواصل تقوم به وزارة التجارة مشكورة لمراقبة أي تجاوزات في الأسعار والتعرف عن كثب على مستويات الأسعار، وحماية المنافسة العادلة وتشجيعها، ومكافحة ومنع الممارسات الاحتكارية التي تؤثر في المنافسة المشروعة ، أو تضر بمصلحة المستهلك، وهذا من شأنه حماية الدخول الحقيقية للمواطنين وعدم تسرب الدعم للأسعار.
وأخيراً .. يشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين وإلى الشعب السعودي النبيل بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك سائلا العالي القدير أن يحفظ لنا قادتنا وبلادنا وأن يمن على حجاج بيت الله الحرام بتمام نُسكهم ويتقبل منهم حجهم ،، وكل عام وأنتم بخير.
السعودية.. المواطن أولاً
*نقلا عن صحيفة “مال”