بعضهم قضى نحبه وبعضهم صار مثل الضب

لكنها تظل مثل القنابل الموقوتة أو(الخلايا النائمة) يمكن أن تنفجر أو تصحو يوما ما، لسبب ما، وتفعل فعلتها، كما حدث في كوارث سابقة، …. …. التغير في المناخ صار معلومة يعرفها حتى شفع الروضة، ونفس الشيء ينطبق على غلوتية المصارف والمجاري التي لم يتم إزاءها فعل شيئ يذكر..و.. حمى الله البلاد والعباد..

تواجه البلاد كارثة مع خريف هذا العام الذي ما تزال أمطاره تهطل وسيوله تهدر، حيث تضررت والخريف في بداياته عدد من مناطق البلاد أضراراً بالغة، فقدنا فيها العشرات من الأنفس العزيزة في مناطق متفرقة (نسأل الله لهم الرحمة)، منهم من انهار عليه المنزل ومنهم من سقط في حفرة أو جرفته السيول، كما نفقت أعداد من رؤوس الماشية، وانهارت الكثير من المنازل منها ما انهار جزئياً ومنها ما انهار كلياً، وتهدمت بعض المرافق. ورغم هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه البلاد الا أننا لم نلمس أي مجهود يذكر لا رسمي ولا شعبي نهض للتصدي له بالقدر المطلوب، (هو الانقلابيين فاضين من مبادرة الطيب الجد) كما قال أحد الساخطين..

أما في ولاية الخرطوم فقد امتلأت طرقات محلياتها السبع بالمياه والطين والخبوب والوحل وانتشرت بين الأحياء البرك بسبب مطرة اليومين الماضيين، وأعاد مشهد الناس وهم يحاولون تفادي الوحل والطين والمياه القذرة المختلطة بالقاذورات والنفايات، بالسير بمحاذاة الحوائط والتعلق بها تلافياً للطين والعطن، أعاد هذا المشهد الدراماتيكي للذاكرة تعليق ذكي وطريف سكه أحد الساخرين ذات خريف شهد ذات المشاهد، مؤداه أن الناس صاروا مثل (الضببة جمع ضب)، وللأسف ظل هذا المشهد يتكرر مع كل خريف حتى في مركز العاصمة وقلبها، دعك من مناطق الدرجة الثانية والثالثة، أما عن العشوائيات من مدن الصفيح والكرتون فحدث ولا حرج، يحدث هذا وما زال الخريف في بدايته وما يزال الخطر ماثلاً والله أعلم بالحال في مقبل الأيام، خاصة وأن الخريف هذه المرة يبشر بمعدلات هطول كبيرة بحسب توقعات أهل الارصاد، ومن خبرات الناس المؤلمة مع فصول الخريف يتوقع أن تقع بسببه هذا العام جملة كوارث، طالما أن حكومة الانقلاب ظلت محلك سر ولم تتقدم خطوة لمجابهة هذه الاخطار، وما يدعو أكثر للحيطة والحذر أن خريف العام ربما شهد غزارة في الأمطار المصحوبة بسيول وفيضانات قد تضرب أجزاء من العاصمة الخرطوم والمزيد من المناطق الاخرى، يخشى معها أن تروح بسببها المزيد من الأنفس العزيزة وفقد آلاف المآوي والممتلكات، مما قد يجعل المنكوبين في حاجة ماسة وعاجلة للغوث والمساعدة بتوفير الحماية والملاجئ الآمنة والعناية الطبية والاجتماعية واحتياجات الحياة الضرورية الأخرى من مأكل وملبس ومشرب، هذا الحال المائل يعيدنا للحديث عن مرحلة ما قبل وقوع الكارثة، وما تتطلبه هذه المرحلة المهمة جدا من احترازات وتدابير يستلزم القيام بها تحسبا لأية كارثة أو خطر محتمل، ومن البداهة هنا التنبيه لضرورة توقع أسوأ الفروض والاحتمالات وبناء خطة المجابهة عليها، لتأتي المعالجة كلية وشاملة لكل مظان الخطر ومكامنه حتى لو لم تشكل خطرا من قبل، ولكنها تظل مثل القنابل الموقوتة أو(الخلايا النائمة) يمكن أن تنفجر أو تصحو يوما ما، لسبب ما، وتفعل فعلتها، كما حدث في كوارث سابقة، حيث لم يتعظ القائمون على الأمر بما سبقها من كوارث، حين اهتموا فقط بالمناطق التي تأثرت تأثرا مباشراً واجتهدوا في إجراء معالجات جزئية افتقدت النظرة الكلية، فالمطلوب النظر إلى ما أبعد من تحت القدمين ليشمل كامل الخريطة الطبوغرافية والكنتورية لكل البلاد، وعلى ضوئها تحدد بدقة مسارات السيول حتى لو كانت خاملة لعشرات السنين، فتنشئ عليها ما يحميها مستقبلا، خاصة وأن التغير في المناخ صار معلومة يعرفها حتى شفع الروضة، ونفس الشيء ينطبق على غلوتية المصارف والمجاري التي لم يتم إزاءها فعل شيئ يذكر..و.. حمى الله البلاد والعباد..

بشفافية – حيدر المكاشفي

الجريدة


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.