لمى بابكر.. نابغة سودانية تأتي من النفايات بغاز الميثان.. تفوق عالمي
لمي بابكر خليفة طفلة سودانية تقيم وتدرس بالعاصمة الليبية طرابلس، لها حكاية مع التميز تفوق عمرها الصغير بل تليق بعالم كبير في مجال العلوم البيئية والبيولوجية، الطفلة ذات الاثني عشر عاماً تفوقت على (430) مشاركاً ومشاركة من شتى بقاع العالم وحازت على الميدالية الفضية من خلال مشروعها الذي شاركت به في مسابقة (العلوم والإبداع) التي أقيمت بليبيا تحت إشراف علماء كبار.
استطاعت أن تبهر الجميع عندما أعادت تدوير النفايات العضوية وحولتها إلى غاز (الميثان)، وكان شعارها دوما (النفايات كنز وكارثة) وتمكنت بإصرارها من استخراج (الميثان) تاركة خلفها قصة نجاح قد تمثل مصدر إلهام للكثيرين. (اليوم التالي) كانت حضوراً بالمجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية ولاية الخرطوم وشهدت الندوة التي قدمتها الطفلة النابغة.
عائلة مثالية
تميز لمى لفت إليها الأنظار بشدة الأمر الذي حدا بوزارة البيئة والتنمية العمرانية أن تتبناها كـ(عالمة مستقبلية) علاوة على تكفلها برعاية مشروعها العلمي، وفي السياق أشاد الدكتور حسن عبد القادر هلال وزير البيئة الاتحادي بالنابغة لمى وعبر لـ(اليوم التالي) عن سعادته بإنجازها، وقال: نحن في المجلس الأعلى للبيئة نعلن تبني، مشروعها لأنه يستحق الرعاية والاهتمام مضيفا: أتنبأ لها بمستقبل واعد وأرى فيها (عالمة) السودان المستقبلية، كما أهنئ عائلتها على هذا الإنجاز المنقطع النظير فهم خير نموذج للعائلة المثالية.
فخر للسودان
من جهته أعرب اللواء عمر إبراهيم نمر وزير البيئة الولائي عن سعادته بإنجاز النابغة لمى، وقال إن مشروعها سيكون فخرا لكل الشعب السوداني، وأردف: فكرتها الصغيرة تصلح أن تكون دراسة جدوى لمشروع علمي كبير بإمكانه أن يساهم في تطوير ورفعة البلاد، وأنا سعيد بتجربتها هذه وأعدها بمنحة دراسية في دولة السويد حتى تكمل تعليمها بحسب نظام (أكسفورد) لرغبتها، فهي نموذج للابنة النابغة التي تستحق الرعاية والاهتمام من قبل الدولة، وأشاد نمر بحضور عائلة الطالبة النابغة وعد ذلك نموذجاً مشرفاً.
تعليم وفق نظام عالمي
والدة لمى الدكتورة نجلاء عبد الله بخيت طبيبة بشرية خصت (اليوم التالي) بالحديث عن ابنتها حيث قالت: لمى تعتبر من الأشخاص المحظوظين لأنها ولدت وسط عائلة متعلمة وتلقت رعاية خاصة من قبل جدتها السيدة علوية السيد معلمة اللغة الإنجليزية – ووالدها بابكر خليفة – مهندس مدني، كما تلقت تعليم تحت نظام (أكسفورد) العالمي في مدرسة (ISM) الليبية، وأن تمييزها لفت انتباه كل المعلمين بالمدرسة وكانت دائما تتلقى منهم الإشادة والدعم، وأول مشاريعها كان تحت إشراف مس (إيرم) الباكستانية في الصف الثاني ابتدائي عن صحة البيئة وتلوث وساعدتها بإجراء البحوث العلمية والتجارب وتدرجت في المشاريع ووضعت دراسة عن العقل البشري وأخرى عن المجموعة الشمسية ومن بعدها جاءت مس إيمان القصبي التونسية والأستاذ بدوي وأستاذ محمد المهدي الذين أولوها كامل الرعاية والاهتمام حتى أكملت مشروع (غاز الميثان) بنجاح.
الوجه الآخر
من جانب آخر تعشق لمى الموسيقى والعزف على (الكمنجة والبيانو وممارسة الرياضة) وتحب قراءة الكتب وهي شخصية مرحة واجتماعية جدا، وتضيف: أنصح كل الأمهات بالتفرغ تماماً لأطفالهن في الأعوام الثلاثة الأولى التي تسبق الروضة، فهي من أهم مراحل تكوين عقل الطفل وتساهم بشكل كبير في تكوين شخصيته.. وتشدد على الالتزام بالمواعيد في كل شيء وعدم ضغط الأطفال على الدراسة بل أن يكون ذلك في حدود المعقول وأهم المعينات الالتزام بمواعيد النوم باكرا والاهتمام برغبات الطفل ومعاملته على أنه شخص فاهم ومدرك لكل حاجاته، كما وجهت شكرها للاهتمام الذي وجدته لمى من قبل وزارة البيئة والإعلام السوداني.
عمل مفيد
من جهتها تقول لمى بابكر إن فكرة مشروع تدوير النفايات جاءت بالصدفة، في أحد الأيام وأنا في طريقي إلى المدرسة شد انتباهي كمية النفايات الموجودة بالشوارع وقررت أن أقوم بعمل يفيد البيئة كما تعلمت في المدرسة، وبعدها أجريت عدة بحوث عبر الإنترنت بمساعدة المعلمة وأفراد اسرتي، وبدأت في تنفيذ فكرة إعادة تدوير النفايات القابلة للتحلل واستخراج غاز الميثان، وشاركت بالمشروع في المسابقة وحصلت على المركز الثاني، وعن اهتماماتها الدراسية قالت: أتمنى أن أدرس علم الفلك وأن أصبح عالمة في المجال وأشكر كل من وقف إلى جانبي العائلة والجيران بدولة ليبيا والأساتذة بالمدرسة بجانب وزارة البيئة التي حققت لي حلمي في الدراسة بدولة السويد
اليوم التالي