من بحري إلى الخرطوم.. انهيار الخدمات يفاقم محنة السودانيين
تزداد الأزمة السودانية اشتعالا، وتتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، إثر استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ووفق شهود عيان لـ”العين الإخبارية”، اليوم السبت، فإن اشتباكات عنيفة اندلعت بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، جنوبي العاصمة الخرطوم.
وحسب الشهود، فإن المنطقة شهدت قتالا عنيفا وقصفا مدفعيا، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان من مواقع مختلفة بالمنطقة.
وتقول المواطنة آمال الزين إن “أحياء جنوبي الخرطوم تشهد اشتباكات مستمرة، ما أدى لخروج المواطنين من منازلهم”.
وفي حديثها لـ”العين الإخبارية”، أشارت الزين إلى أن الحياة أصبحت قاسية مع شح الغذاء والدواء.
وأضافت: “نأمل أن تنطفئ نيران الحرب وتعود الحياة إلى طبيعتها”.
كما أبلغ شهود عيان آخرون “العين الإخبارية” أن مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم شهدت أيضا اشتباكات عنيفة، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة للمناطق الطرفية.
وبالنسبة إلى المواطن محمد مدني فإن مدينة أم درمان تعيش أوضاعا بالغة التعقيد، جراء القتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تدهور الأوضاع على الأرض.
وأوضح مدني، في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن المنطقة تعاني من انقطاع الكهرباء والمياه وتردي خدمات الإنترنت.
ووفقا للشهود، فإن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا تحليقا للطيران العسكري، وسماع دوي المدافع الثقيلة.
وقال المواطن عثمان الفاتح إن مدينة بحري تعاني من القصف العشوائي المستمر، ما أدى لتدمير منازل المواطنين، وتوقف حركة المواطنين الذين يذهبون إلى شراء احتياجاتهم اليومية.
ونوه الفاتح، في حديثه لـ”العين الإخبارية”، إلى أن القصف العشوائي للطيران الحربي تسبب في تدمير المساكن والمرافق الصحية.
وأضاف: “أحياء مدينة بحري أصبحت طاردة بسبب انقطاع الكهرباء والمياه”.
وضع صحي متدهور
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة السودانية، اليوم السبت، وجود 30 مستشفى فقط من أصل 130 تعمل بولاية الخرطوم وسط ظروف معقدة وصعوبات كبيرة.
وذكرت الوزارة، في بيان اطلعت عليه “العين الإخبارية”، أن “نحو 30 مستشفى فقط من أصل 130 لا تزال تعمل في ولاية الخرطوم وسط ظروف معقدة وصعوبات كبيرة، حيث تأثرت المؤسسات الصحية بالاعتداء المباشر من قوات الدعم السريع”.
وتابعت أن العديد من المرافق الصحية في هذه المناطق عرضة للاستهداف، حيث “ظلت قوات الدعم السريع دائما تسعى إلى توقف الخدمات الصحية بالمستشفيات والمرافق الصحية”.
وأضاف: “كما تدين الوزارة استهداف قوات الدعم السريع المواطنين في أم درمان ومقتل وجرح 17 مواطنا”.
ومساء الجمعة، أعلن الجيش السوداني مقتل وإصابة 17 مدنيا، في قصف لقوات “الدعم السريع” على أحياء في منطقة الثورة بأم درمان، غربي العاصمة الخرطوم.
ولم يصدر تعليق من قوات “الدعم السريع” حول اتهام الجيش السوداني ووزارة الصحية بشأن قصف المستشفيات، واستهداف المواطنين.
وشهدت الأيام الماضية اشتباكات مكثفة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” بمدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم، إذ تسعى قوات الدعم السريع إلى محاصرة معسكرات الجيش بمحلية كرري، بما في ذلك قاعدة وادي سيدنا العسكرية التي تنطلق منها معظم الطائرات الحربية التي تستهدف قوات الدعم السريع في مدن الخرطوم الثلاث.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” حربا خلَّفت أكثر من 5 آلاف قتيل، وما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
العين الاخبارية