قصة أول سوداني يتخصص في تصميم وخياطة الأزياء بفرنسا .. حمدي باريس …مصمم أزياء وفد السودان المشارك بأولمبياد البرازيل
سجل التوب السوداني والجلابية والعمة حضورا أنيقا في حفل افتتاح اولمبياد ريودي جانيرو بالبرازيل الذي نقلته من استاد ماركانا كاميرات العالم وظهر عبره الوفد السوداني وهو يرتدي الزي الرسمي للبلاد الذي غني له الفنان محمد وردي «يابلدي يا حبوب أبو جلابية وتوب سروال ومركوب وجبة وصديري» وكان ما يميز الجلابية والتوب هذا الموسم أن تصميها جاء يحمل الوان علم السودان اضافة الي ظهور العلم في مكان مميز في التصميم الذي اختارت اللجنة الاولمبية السودانية هذا العام أن يكون تصميما مميزا واختارت من بين المصممين السودانيين مصمم الازياء حمدي باريس صاحب ماركة ارابيسك استايل بالخرطوم ليصمم ازياء البعثة التي ضمت رئيس البعثة عبد الرحمن السلاوي وعددا من الاداريين والمدربين واللاعبين هم ابطال العاب القوى أحمد ادم وعبد الله ترجان وآمنة دولار والسباحة حنين سامي وعبد العزيز الفاتح والجودو سلام منير من داخل وخارج السودان وان لم يحالف الحظ بعضهم في تحطيم ارقام قياسية الا ان وجودهم اسهم في رفع علم السودان في المهرجان الدولي الذي يشارك فيه 10,500 رياضي ورياضية يتنافسون في 28 رياضة مختلفة يشاهدهم المليارات حول العالم.
وأكد المصمم العالمي حمدي باريس في لقاء مع «الصحافة» سعادته بتصميم الزي السوداني الذي ادهش العالم بالبرازيل ، وقال ان تصاميمه الخاصة باعياد احتفالات استقلال السودان التي نشرها عبر صفحته علي الفيس بوك ووجدت انتشارا وسط الشباب اعجبت اعضاء اللجنة الاولمبية وكان ان اتفقوا معه قبل شهر رمضان الماضي لتصميم ازياء الاولمبياد، وقام بتصميم لبسات ضمت جلاليب وعمم وشالات رجالية ولبسات «على الله» وقمصان افرنجية وثياب نسائية بها الوان علم السودان الاربعة بطريقة غير مباشرة وتقليدية راعي فيها ظهور الالوان وعلم السودان وان يكون التصميم بسيطا وسهلا وغير معقد ومعبرا وقد زاره عدد من الاداريين واللاعبين بمعرضه بالرياض لاختيار المقاسات بينما قام اللاعبون بالخارج بارسال مقاسات عبر تطبيق الواتس اب وقد تم عرض الأزياء الموحدة في المؤتمر الصحفي الخاص باعلان مشاركة السودان ووجد اشادة من الحضور خاصة ان تصاميم ازياء الدول المشاركة يتم الاعلان عنها غالبا في مؤتمرات صحفية خاصة ويتنافس حولها المصممون والشركات الراعية وتكون بمواصفات معينة .
علاقة حمدي باريس مع عالم تصميم الأزياء بدأت منذ نعومة اظافره بخياطة الملابس واختيار وتنظيم الهدايا في الاعياد وكان يجد تشجيعا من والدته التي كانت بارعة في خياطة الازياء وكان يشاهد ويعجب بالتصاميم التي تعرضها مجلة حواء العربية وكان معجبا بازياء المصممة وهي اول مصممة سودانية للازياء وكانت تقيم عرضا للازياء في حفلات رأس السنة بالفنادق والاندية الاجنبية بالسودان وسبق ان دعت لها الممثلة المصرية الكبيرة رجاء الجداوي وبعد ذلك اراد حمدي باريس ان يقرأ في كلية الفنون الجميلة لصقل موهبته ولكنه وجد فرصة للسفر الي المغرب فدرس هناك بكلية القانون العام وتخصص بالعلوم السياسية وهناك صار من المهتمين بالفن التشكيلي والتصاميم ثم سافر لهولندا وبعدها كان اول سوداني يتخصص في التصميم في اوروبا حيث درس لمدة 3 سنوات في معهد باريس للازياء وعرف نوعية الملابس منذ ورقة التوت مرورا بالعصر الحجري الي الازياء الحديثة الخاصة بالافلام الخيالية وغيرها ونال كورسات في الخياطة والاوتوكيت وتنظيم الضيافة والدعوات لكبار الشخصيات وحفلات الزواج وعاد الي الخرطوم ليقوم بتطبيق ما درسه وما اكتسبه من خبرات نظرية وعملية .
وقال المصمم حمدي باريس إن الجلابية السودانية لازالت تجد قبولا وسط الشباب رغم غزو الازياء الافرنجية وتجد اقبالا وتعطي الذي يرتديها هيبة ووقارا، مشيرا الي انها تلائم لون البشرة السودانية وتقاوم درجات الحرارة العالية بلونها الابيض وان كان البعض يري انها غير ملائمة لاجواء العمل بسرعة اتساخها وتصميمها الفضفاض مع ان بعض الموظفين في الدول العربية يرتدونها خلال ساعات العمل الرسمي.
وقال انه يتمني ان يتم الزام المذيعين في الفضائيات السودانية بارتداء الجلابية والعمة والشال لانها تمثل رمزا للسودان لتكون بديلا للبدلة والكرفتة ولو في القناة الفضائية الرسمية .
شارك حمدي باريس من قبل في معرض الخرطوم الدولي ومعرض صنع في السودان وعرض ازياءه المتميزة والمختلفة التي تحمل تصاميم تلفت الانظار وتنال اعجاب البعض وقد وجد خلال مشاركته الاولي هجوما من بعض الشباب وقالوا انه بتصاميمه غير المعتادة خاصة في زي على الله يتسبب في تشويه الزي السوداني وكان دفاعه انه يهدف الي جذب انظار الشباب بتصميم على الله شبابية محافظة علي الشكل القديم ولكنها بالوان مختلفة وتصاميم غير عادية وذلك بعد ان وجد الشباب يرتدون لبسات هندية وباكستانية ومغربية وافغانية وقام باضافة التطريز والخرز والالوان والزرائر للازياء، وقال انه قصد ان يجذب ابناء المغتربين الذين يزورون السودان للملابس المحلية وذلك باضافة صور كبيرة الحجم للتصميم منها صور لبرج إيفل وساعة بيج بن وتمثال الحرية وبرج العرب وملامح من الاثار الفرعونية المصرية القديمة ووجدت اقبالا من الشباب السوداني الذي يعيش في الدول العربية والاجنبية وقاموا بشرائها واهدائها لزملائهم من جنسيات غير سودانية بالخارج. وقال انه قصد ان تكون لبسة على الله تحتوي علي الوان خضراء وصفراء وحمراء وزرقاء وغيرها لتعكس الجانب الافريقي في الثقافة السودانية الي جانب الجانب العربي.
وقال ان ارتداء على الله حمراء اللون لا مشكلة فيها مادام الشخص يوافق علي ارتداء قميص احمر اللون وقال انه قام بتصميم لبسة على الله نسائية للشابات وقال انه يفكر في المستقبل القريب لتنظيم عرض ازياء للاطفال، مشيرا الي انه يرتدي الملابس ذات الالوان والتصاميم التي يراها البعض غريبة ويسافر بها الي الخارج ويجد ترحيبا من الدول التي لا تعرف شيئا عن السودان وتنوعه الثقافي .
ودعا حمدي باريس الي ضرورة وجود مصمم للازياء متخصص في الفضائيات السودانية او علي الاقل وجود مخرج يعرف كيف يتعامل مع الازياء، وقال ان الازياء التي تظهر في المسلسلات السودانية تحتاج الي مراجعة وان بعض البرامج الغنائية الكبري مثل اغاني واغاني وغيرها يظهر فيها بعض الفنانين بملابس شتوية ويظهر البعض الاخر بملابس صيفية وبعضهم بملابس نهارية والبعض الاخر بملابس ليلية خاصة بالسهرات مما يجعل المشاهد المحلي والاجنبي يحتار ولا يعرف في أي المواسم والفصول يعيش هؤلاء الفنانين هذا اضافة الي مشاكل في المكياج واخري تتعلق بالديكور .
وقال حمدي باريس في ختام اللقاء انه يطمح في نقل الازياء السودانية الي العالمية .
صحيفة الصحافة