مستشار قانوني : لا يحق لأحد احتكار المواقف أمام منزله.. الشارع ملك عام و هذا هو “الاستثناء”

سودافاكس ـ أكد المستشار القانوني و عضو الهيئة السعودية للمحامين، الدكتور عمر الجهني، أن احتكار المواقف أمام المنازل يُعد تجاوزًا قانونيًا و أخلاقيًا، مشيرًا إلى أن الشارع المقابل للمنزل هو من الأملاك العامة و لا يحق لأحد تخصيصه لنفسه.
و أوضح الجهني أن امتلاك فيلا أو عمارة لا يعطي صاحبها أي أحقية حصرية في المواقف أمامها، حتى و إن امتدت واجهة منزله لعشرات الأمتار، و قال :
“الشارع ملك عام، و الأولوية فيه لمن سبق، و لا يجوز احتكاره أو التصرف فيه و كأنه ملك خاص”.
و أضاف موضحًا :“هذا لا يشمل الوقوف المباشر أمام باب المنزل أو الكراج الخاص، فذلك يُعد تجاوزًا على حرمة دخول وخروج المالك، و هو الوحيد الذي يمكن الاستثناء فيه”.
و انتقد الجهني بشدة سلوكيات بعض الأشخاص الذين يلجؤون إلى تفريغ إطارات السيارات أو كسر زجاجها، أو الاعتداء اللفظي والجسدي على جيرانهم أو ضيوفهم بسبب الوقوف أمام منازلهم، مؤكدًا أن هذه الأفعال تُعد جرائم يُعاقب عليها القانون، و تُحال إلى القضاء عند التبليغ عنها.
و تابع مستشهدًا بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن حق الجار : “أوصاني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”، مبينًا أن الشرع و النظام و القانون متفقان على أن الشارع ارتداد عام مخصص للمصلحة العامة، و ليس ملكًا خاصًا بالأفراد، مشددًا على أن احترام الجار والضيوف من شيم النبلاء و أخلاق المجتمع المسلم.
كما أوضح أن الدولة، ممثلة في الجهات البلدية، هي المسؤولة عن الشوارع وصيانتها وتنظيمها، وليس للمواطنين صلاحية التدخل فيها أو فرض سلطتهم عليها، مستنكرًا الاعتقاد السائد لدى البعض بأن شراء منزل على شارعين يعطيهم “امتيازًا خاصًا” في استخدام المواقف.
و اختتم الدكتور الجهني تصريحه قائلاً : “اكسب طيب جارك، ولا تخالف الشرع ولا القانون ولا المرجلة، فالقضية لا تتعلق فقط بالنظام، بل تتعلق بأخلاق التعايش، و احترام حقوق الآخرين”.
سبق