احتلال .. جبل عامر “جبل الذهب” !
لا شك أن تجمع ( 3,000 ) ثلاثة آلاف من المقاتلين الأجانب في منطقة واحدة ومن جنسيات مختلفة لم يحدث بين ليلة وضحاها، ولا يمكن أن تتعايش هذه المجموعات المسلحة إلا بعد خلق نظام للإدارة أو التنسيق العسكري ونظام للاتصالات، وإن كان هذا هو الوضع على الأرض اتضح تماماً حجم المشكلة التي ستواجهها الحكومة، الحكومة واجهزتها كانت تغط في سبات عميق جراء استنشاق غبار الذهب،
______
ماوراء الخبر – محمد وداعة
احتلال .. جبل عامر !
السيد وزير الداخلية الفريق ركن عصمت عبد الرحمن، وبعد استدعائه للبرلمان بواسطة العضو الهادي آدم يعقوب، كشف عن وجود ( 3,000 ) ثلاثة آلاف من الأجانب مدججين بالسلاح وعربات الدفع الرباعي، يسيطرون على منطقة جبل عامر الغنية بالذهب، السيد الوزير طالب بتدخل القوات المسلحة لفرض هيبة الدولة، سيادته أعلن الأمر يتطلب دبابات وأسلحة ثقيلة وطائرات للقضاء على المجموعات المسلحة بالمنطقة، موضحاً أن قوات الشرطة وحدها لا تستطيع مقاتلة ما وصفه بالكم الهائل من الأجانب، وعناصر القبائل المتداخلة وأشار الى اخفاق قوات الشرطة في الدخول الى منطقة المنجم بسبب الآلة العسكرية الضخمة للمقاتلين الأجانب.
إن مطالبة السيد وزير الداخلية بتدخل الجيش تكشف ربما عن أن هذه الجماعات المسلحة منظمة ولها قيادات وشبكة اتصالات وربما استخبارات واستطلاع، وجاء وصف سيادته لهم بالمعدنين ليلقي بظلال من الشك حول حقيقة هذه العدد الهائل من المسلحين المعدنين، والقدرات العسكرية التي تتطلب تدخل الجيش، وأين كانت السلطات حتى بلغ عدد هؤلاء ( 3,000 ) مسلح ؟ واذا كانت السلطات الرسمية لم تستطيع دخول الجبل، فكيف تم تقدير أعداد المسلحين بحوالي ( 3,000 ) ألف ؟ وكيف يحصلون على احتياجاتهم اللوجستية ؟.
منطقة جبل عامر ظلت خارج سيطرة الحكومة منذ عام 2013م حيث دارت المعارك بين الأبالة وبني حسين، ولم تتدخل الحكومة للفصل في النزاع لأن القوات النظامية في هذه المنطقة تتكون من مكونات قبلية من ذات الجهات المتصارعة على الجبل، بعد ذلك توالت احداث سرف عمرة التي وصلت خسائرها الى حوالي ( 1000 ) قتيل و أكثر من مليار جنيه في الممتلكات والمواشي، الجبل الذي يبعد حوالي ( 100 ) كلم شمال مدينة الفاشر أصبح ساحة مفتوحة لمعارك بالوكالة بين المليشيات القبلية المتنازعة من جهة و الحكومة والحركات المسلحة من جهة أخرى، وكانت الأمم المتحدة قد قدرت نصيب احدى المليشيات بحوالي ( 50 ) مليون دولار في سنة واحدة، وانهمكت قوات موالية للحكومة في جمع الذهب بعد دخولها منطقة الجبل بدلاً من مكافحة القوات الأجنبية كما تعرفها الحكومة، كما قامت قوات موسى هلال بالسيطرة على جزء من المنطقة الغنية بالذهب.
لا شك أن تجمع ( 3,000 ) ثلاثة آلاف من المقاتلين الأجانب في منطقة واحدة ومن جنسيات مختلفة لم يحدث بين ليلة وضحاها، ولا يمكن أن تتعايش هذه المجموعات المسلحة إلا بعد خلق نظام للإدارة أو التنسيق العسكري ونظام للاتصالات، وإن كان هذا هو الوضع على الأرض اتضح تماماً حجم المشكلة التي ستواجهها الحكومة، الحكومة واجهزتها كانت تغط في سبات عميق جراء استنشاق غبار الذهب، وجود (3,000 ) مقاتل أجنبي فى جبل عامر، ربما يكون الجزء الطافي من جبل الجليد !
الجريدة