ناهد قرناص : الرجل السوداني يمر بما يسمى أزمة منتصف العمر متأخراً .. ببساطة لأنه يبدأ حياته الزوجية ..!
الرجل السوداني يمر بما يسمى أزمة منتصف العمر متأخراً بعض الشيء عن رُصفائه في بقية أنحاء العالم، ببساطة لأنه يبدأ حياته الزوجية متأخراً (إلا من رحم ربي طبعا).. إذ لابد للشاب السوداني أن يرد الدَّيْن كاملاً، (يبلِّط) الحوش ويعمل السيراميك ويعرِّس لأخَواته،… آخر علامات أزمة منتصف العمر الرجالية هي (اتخاذ قرارات عشوائية، ينتج عنها ما لا تحمد عقباه) ربنا يقدرني على فعل الخير..
______
صباحكم خير – د ناهد قرناص
بعيداً عن التشكيل الوزاري: أزمة منتصف العمر
بادئ ذي بدء؛ نقول لك عزيزتي حواء: إن الرجل السوداني يمر بما يسمى أزمة منتصف العمر متأخراً بعض الشيء عن رُصفائه في بقية أنحاء العالم، ببساطة لأنه يبدأ حياته الزوجية متأخراً (إلا من رحم ربي طبعا).. إذ لابد للشاب السوداني أن يرد الدَّيْن كاملاً، (يبلِّط) الحوش ويعمل السيراميك ويعرِّس لأخَواته، بعد ذلك يبدأ أهله في قول: “يا ولد إنت ما عايز تكمِّل نُص دينك ولا شنو” (لاحظوا أنه يكون قد غادر محطة الثلاثين متجهاً إلى عمر النُّبوة) ثم إنه يعيش حياته بما يرضي الله وفي أمان الله، يجي آخر اليوم جايب السلطة (بفتح السين واللام والطاء) والعيش معاهو، وتطمئني أنتِ وتنامي في العسل، وتغلبيهو بالعيال، لكن ما أقدر نضمن غلبة المال (المهم فجأتن) أبو العيال؛ ذلك الهَدِي الرضي تظهر عليه علامات قد تستغربينها إذا كنت جاهلةً بها، لذا وجب التنويه والتنبه، بداية الأمر، يبدأ في التذمر من الحياة الروتينية،. ويُكثِر من الشكوى والملل و(دي عيشة شنو ياخ) هنا يا صديقتي لا بد من وقفة، هذه أول علامات الأزمة، ولو لحقتيها بتكون حمى خفيفة، أعتقد أن (الحوار) يمكن أن يحدث اختراقاً في الأجواء، وتستطيعين تدارك الأمر قبل أن يحمل السلاح و(يخش الغابة) إن لم تستطيعي ملاحظة التذمر، أو تجاهلته عن عمد، تأكدي أنه سيتطوَّر إلى المرحلة التالية ألا وهي مرحلة الاهتمام الزائد بالمظهر، ومحاولة إحداث تغييرات جذرية، مثل اجتهاده في (إزالة الكرش) التي تعبت في تنميتها، وقوفه فترات طويلة أمام المرايا، ومن ثم تعليقات متناثرة هنا وهناك عن صديقه الذي صبغ شعره، وجاره الذي التحق بـ(الجيم) ونقص تلاتة كيلو في أسبوع، أها يا بت أمي؛ هنا بالذات لو ما اتخذت إجراء، ما تجي تقولي ياريت (اللي جرى ما كان) تبدي طوالي إنت في الانتباه لي نفسك ومحاولة تغيير المظهر (بيني وبينك الريجيم حااااار.. لكن الصبغة بتاعة الشعر مفعولها ممتاز) وأهم شيء التغيير السلوكي.. يعني تحاولي تخففي النقة شوية.. أو على الأقل تغيِّري مواعيدها.. أعصري على قلبك ليمونة واسكتي.. ستجدين أنه استجاب لنداء (القُعاد في البيت) خاصةً إذا كانت الونسة ظريفة وعلقتِ إيجابياً على الوقار الذي يضفيه الشيب على مظهره.. يعني خليهو هو يشيب بس أنت لا.. وألف لا.. نمشي لأخطر العلامات ومن ظهرت عليه فهو في مرحلة تستدعي قوات التدخل السريع، ألا وهي مرحلة الحنين إلى الماضي.. والاستماع الى أغاني (الحزن القديم ) و(السنين العشت فيها معاك هنايا) دي طوالي تطْلقي صفارات الإنذار، وتحاولي بقدر الإمكان الحصول على معلومات حول تحركاته وهل فعلاً بمشي (شلة الكوتشينة ؟) وهو لابس وآخر أناقة كدا ؟؟ ما ظنيت.. أعتقد وبعض الاعتقاد ممكن يلحقنا أنا وأنت أُمات طه، أنه الدرب بعمل ليهو (كليوات )!!!. في هذه الحالة يجب عليك ألا تكتفي بإبداء القلق فقط ،ليه؟؟ لأن آخر علامات أزمة منتصف العمر الرجالية هي (اتخاذ قرارات عشوائية، ينتج عنها ما لا تحمد عقباه) ربنا يقدرني على فعل الخير.. ودا كلو عشان ما تجي يوم تغني مع مسجل عم آدم (ما كنت عارف..يا ريت..يا ريتني كنت عارف).
الجريدة