زوجة بشار الأسد… ممثلة في فيلم سوري جديد
أطلت أسماء الأسد على “جماهيرها” من جديد، من خلال مشاركتها ببطولة فيلم “سورية.. وطنٌ يكنى بطاقات شعبه”، الذي عرض البارحة على قنوات النظام السوري الإعلامية. وهو فيلم يروّج فيه النظام لمنظمة “الأمانة السورية للتنمية” التي أنشأتها أسماء الأسد منذ ما يقارب 16 سنة، أي مع بداية عهد بشار الأسد، ولا تزال تشرف على إدارتها حتى اليوم.
وبالنسبة للتقارير الإعلامية التي تظهر فيها أسماء الأسد باعتبارها أفلاماً قصيرة، فهي تشترك في العديد من العناصر، فهي جميعاً تبدأ من لقطات عامة خارجية لتؤكد على “جمال سورية”، وتتداخل معها لقطات داخلية لمنازل الناس العاديين الذين يمارسون حياتهم اليوم، وتمرر بينها بعض اللقطات والمشاهد لجنود جيش النظام وعلم سورية، ويرافقها صوت الراوي “الرخيم” الذي يملي على المستمعين المواعظ الوطنية، وكأنه صوت الوطن، حتى يقطع هذه المشاهد دخول أسماء الأسد إلى إحدى القاعات الكبيرة الممتلئة بالجماهير، ويتحول الفيلم إلى محاضرة وخطاب.
وذلك هو الحال في الفيلم الجديد الذي يصوّر في البداية الحياة اليومية للمتطوعين بـ”الأمانة السورية للتنمية”. وينتقل الفيلم لتصوير ممارساتهم المهنية، ومنها دعم الأطفال ومساعدة العجزة وتأهيل النساء مهنياً وتصوير رجال الجيش السوري!
ويرافق هذه اللقطات صوت الراوي وهو يقول: “نحن نؤمن بالشراكة الاجتماعية مع المجتمع السوري، وبالعمل الدؤوب من أجل المصلحة العامة، لنكون جديرين بالثقة التي أسندت إلينا، مع حرصنا على رعاية الثقافة السورية، وحماية مجتمعاتها الآن وفي المستقبل، نحن نؤمن بقيمنا الاجتماعية والسلوك الإيجابي في كل ما نفعله، فنحن مرآة السوريين للسوريين، والنموذج المحتذى لدينا يشجع على روح المواطنة الفاعلة والعمل الجماعي”. ويرد على صوت الوطن الرخيم، صوت امرأة من العاملات بالمجتمع المدني، وتقول: “نحن نؤمن بأن لنا الفخر الكبير بأن نكون في خدمة الوطن وأبنائه، وهدفنا الأول هو أن نكون موضع ثقة المستفيدين والشركاء والممولين، وذلك بتحقيق أثر إيجابي على حياة السوريين”. لنستشف من هذا “الحوار الأفلاطوني” بين الوطن وأبنائه، بأن الأمانة السورية تبحث عن تمويل جديد لمشاريعها.
ولم يخرج الخطاب الذي ألقته الأسد في محاضرتها لموظفي ومتطوعي “الأمانة السورية للتنمية” عن هذا السياق. فالأسد حاولت خلال الكلمة التي ألقتها، أن تسلط الضوء على الأموال المهدورة التي أضاعتها المنظمات الإنسانية التي تدعي الحياد، وحاولت أن تؤكد أن المنظمات التابعة للنظام السوري وعائلة الأسد هي التي تستحق الدعم والتمويل، فهي الأنشط والأفضل على الأرض. إلا أن الأسد تفوهت ببعض العبارات التي من شأنها أن تثبت بأن منظمتها منحازة لجنود النظام والموالين له، حيث أقرت بأنها منحازة، رغم محاولتها التلاعب بالمصطلحات الخاصة بالمنظمات الإنسانية، فأكدت “على جمالية التعددية الطائفية وأهميتها في بنيان الشعب السوري”.
وجدير بالذكر أن القنوات الداعمة للنظام السوري أعادت صياغة الفيلم في اليوم نفسه ليتناسب أكثر مع سياساتها الإعلامية، فاستغنت عن اللقطات التي يظهر فيها المتطوعون يمارسون نشاطهم الميداني، وفي جلساتهم الخاصة بمنازلهم، واستعاضت عنها بلقطات عامة للطبيعة والشوارع السورية.
المصدر :العربي الجديد