نازك شمام: لماذا اعتذر حمدوك؟..منصب وزارة المالية في هذا الوقت الحساس وفي ظل هذه الأزمة الخانقة فهو أقرب للنقمة

وحده الذي توجهت إليه الانظار، منذ إعلان رئيس الجمهورية عن حل الحكومة والجميع ينتظرون بشغف من سيتولى حقيبة المالية، فكانت المفاجاة الأولى أن يأتي اسم خبير اقتصادي يعمل باللجنة الاقتصادية لقارة إفريقيا بالأمم المتحده كوزير لوزارة المالية وهو الدكتور عبدالله حمدوك ولكن المفأجاة الأكبر كانت في اعتذاره عن قبول المنصب فلماذا إعتذار حمدوك عن تولى وزارة المالية ؟ يبقى السؤال قائماً رغم الاجتهادات الكثيرة التي ظهرت على وسائل الاعلام إلا أن إعتذاره سيبقى سراً مالم يفصح هو عن هذه الاسباب إلا أننا من باب الإجتهاد سنحاول أن نعرف ماسر هذا الاعتذار لاسيما وأن منصب وزير المالية له مميزاته الاجتماعية والمادية غير الخافية للعيان.

وبالرغم عن هذه المميزات الايجابية إلا أن منصب وزارة المالية في هذا الوقت الحساس وفي ظل هذه الأزمة الخانقة فهو أقرب للنقمة منه إلى النعمه، فالمشاكل التي تخنق بتلابيب الاقتصاد السوداني لاحصر لها ولا عدد ، ولن يستطيع حمدوك بخبراته الواسعة والعريضة أن يحلها مابين يوم وليلة فآثر الابتعاد معتذراً عن قبول المنصب، الأمر الآخر الذي قد يكون سبباً في اعتذار حمدوك هو أن عمله بالأمم المتحده وضعه تحت نظام معين وسيستم لايعرف الواسطة أو المحسوبية ويحترم الوقت ويقدس العمل والسياسات الموضوعة كأشياء مقدسة لايمكن اختراقها فهل سيستطيع أن يعمل حمدوك في سستم مخالف لايعرف من العوامل أعلاه غير وضعها كشعارات غير قابلة للتطبيق.

يعلم حمدوك تماما أن منصب وزير المالية في شهر سبتمبر وهو الشهر الذي تستنفر فيه وزارة المالية أجهزتها ووحداتها لوضع موازنة العام المقبل هو فخ أنيق يزدان بالمنصب الحساس ولكن بداخله قنبلة موقوتة قابلة للانفجار ، فالموازنة التي تبقى على ختامها أشهر قليلة محفوفة بالمخاطر التي أدت إلى صعوبات معيشية بالغة جعلت المواطنين يصبون لعناتهم على السياسات الاقتصادية وواضعيها ومنفذيها فاختار أن ينأى بنفسه عن الدعوات الناقمة واختار أن يبقى في وظيفته التي يعرف، فقبول الجلوس على كرسي وزارة المالية يعني أن يقلب حياته رأسا على عقب وينتظر تقاطع السياسات المركزية مع السياسات الولائية وأن يكون تحت رحمة المضاربين في العملة لتحديد أسعار الصرف أو أن يتخذ سياسات تجفيفية لكبح جماع أسعار الدولار التي تتزايد على رأس كل ساعة وإذا نفد من كل ذلك فسيجد نواب البرلمان ينتظرون إجاباته عن أسباب الأزمات الإقتصادية وحلولها فهل يمكن أن يضحي حمدوك بوظيفة مرتبة وبمهام معينة ليرمي نفسة في خضم نيران من الصعب إطفائها.

باج نيوز

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.