وليد الشعلة.. هدّاف الهلال الخارج من الظل
بابتسامة عريضة يستقبل وليد بخيت “الشعلة”، مهاجم الهلال السوداني،
ممازحات وسخرية زملائه من سيارته المتواضعة الكورية الصنع ماركة “نوبيرا”، والتي ترفض أن تدوّر دون مساعدة عبر دفعها بواسطة اللاعبين عقب كل مران لفريق الهلال قبل ان يتخلى عنها ويقتني سيارة أخرى ماركة “برايد” تعرضت لحريق وتوقفت عن العمل.
لكّن وليد وخلافاً لتجاربه مع السيارات، ينطلق بسرعة الصاروخ في مرحلة النخبة من بطولة الدوري السوداني الممتاز حتى ترّبع على عرش هدافي البطولة برصيد “15” هدفاً خلال “12” مباراة فقط، متساوياً مع “محمد عبد الرحمن”، مهاجم فريق المريخ.
بَزغ نجم “وليد” مع فريق “الشعلة” أحد أندية الدرجات بمنطقة “بحري” شمال العاصمة الخرطوم، وأظهر اللاعب قدرات عالية جعلت المتابعين يتنبأون له بمستقبل كروي كبير، لينتقل اللاعب إلى نادي الأهلي الخرطوم الذي ينشط في الدوري الممتاز، حيث قدّم “بخيت” نفسه بشكل مُبهر خلال أشهر قليلة، وتم تشبيهه بنجم الهلال في فترة التسعينات، الراحل “والي الدين محمد عبدالله”.
مفاوضات ناجحة
في “13” مايو 2015، تمكّن نادي الهلال من ضم “الشعلة” رسمياً إلى كشوفاته بعد مفاوضات قصيرة تكللت بالنجاح، ليرتدي “وليد” القميص الأزرق بعقد مدته “4” سنوات.
لم يجد “وليد” الطريق مفروشاً بالورود في الهلال، حيث أنهى موسم 2015 مسجلاً هدفين فقط في الدوري الممتاز من خلال دقائق قليلة شارك فيها، وزادت معاناة “الشعلة” بشكل أكبر خلال الموسم اللاحق “2016” حيث ظلّ بعيداً عن حسابات الأجهزة الفنية التي تناوبت على الفريق بداية بالفرنسي “كافالي”، ثم المصري “طارق العشري”، إلى أن جاء الخبير الروماني “إيلي بلاتشي” وبدأ في منحه الفرصة تدريجياً، حيث بدا الروماني مقتنعاً بموهبة وليد، وتنبأ له بأنه سيكون المهاجم الأفضل في السودان خلال السنوات المقبلة.
رفض وإبعاد
استمر “وليد” بعيداً عن دائرة التألق في “2017”، مع التغييرات المستمرة في الأجهزة الفنية للهلال الذي بدأ يفكر في إعارة اللاعب لأحد أندية الممتاز أو إنهاء خدماته، ورفض “الشعلة” الإعارة ليقرر مجلس الإدارة الإبقاء عليه ومنحه فرصة أخيرة في موسم “2018”، لكنه المجلس ربما ارتكب الخطأ الأكبر بعدما أبعد اسم اللاعب من قائمة الفريق الإفريقية المشاركة في دوري أبطال إفريقيا “2018”.
مسيرة جديدة
علي إثر وداع الهلال لمنافسة دوري أبطال إفريقيا وتحوله لمسابقة الكونفيدرالية، أنهي النادي خدمات مدربه البرازيلي “سيرجيو فارياس”، ليتولي المهمة الوطني “محمد الطيب”، والذي بدوره تم الاستغناء عنه بعد مرور جولتين من دور المجموعات لكاس الكونفيدرالية، لتُسند مهمة تدريب الفريق مؤقتاً للتونسي “إراد الزعفوري”، ليبدأ فصل جديد سار في قصة “وليد الشعلة”.
وكان الهلال قد اتفق مع أحد الأندية المشاركة في الدوري التأهيلي على إعارة “وليد”، لكن “الزعفوري” دفع باللاعب في مباراة للهلال أمام فريق “كوبر”، وعندها قدّم “الشعلة” مستوى لافتاً أثار إعجاب كل المتابعين وتمكّن من تسجيل ثلاثة أهداف بقدرات تكشف عن هدّاف لا يشق له غبار، ليغلق المجلس الأزرق سريعاً ملف إعارة اللاعب ويقرر استمراره، واليوم يتجه وليد دائماً للإحتفال بأهدافه مع “الزعفوري” ويصفه بأنه “أخاه الأكبر”.
وسار السنغالي “لامين ندياي” الذي تم تنصيبه مدرباً للهلال، على درب مساعده التونسي “إراد”، إذ منح الفرصة كافية لـ”وليد” في مرحلة النخبة من الدوري السوداني الممتاز، ولم يخيب اللاعب ظن مدربه بعدما تمكن من هز شباك جميع الفرق التي واجهها الهلال رافعاً رصيده إلى “15” هدفاً متساوياً مع هدّاف المريخ وحامل اللقب “محمد عبدالرحمن”، مع ملاحظة أن الأخير ظل يشارك أساسيا باستمرار مع المريخ منذ المرحلة الأولى للدوري، والتي كان فيها “الشعلة” حبيساً لدكة البدلاء.
مواصفات نادرة
يتوافر “وليد” على مواصفات فنية عالية الجودة، حيث يتصف اللاعب بالسرعة والمهارة والقدرة على التخلص من المدافعين، وكذا التهديف بكلتا القدمين، مع إجادة للضربات الرأسية رقم قامته المتوسطة الطول، كما أنه لاعب يجيد التحرك بدون كرة ما يُسهل علي زملائه امداده بالتمريرات خلف دفاعات المنافسين.. ويُعرف عن “وليد” أنه لاعب هادئ وصبور يركز على لعب الكرة فقط داخل الملعب.
وجلس وليد صاحب الـ”24″ عاماً على دكة البدلاء في الهلال لسنوات وكان قريباً من الرحيل في عدة مناسبات، لكنه اليوم بات المهاجم الأول في الهلال وتمت دعوته لتمثيل منتخب السودان، ويفكر الهلال في تأمين اللاعب بعقد جديد خلال فترة تنقلات اللاعبين المقبلة، خاصة أن تعاقد “الشعلة” مع الهلال ينقضي منتصف “2019”.. عقد جديد ومُقدّر سيمكن “وليد” من إقتناء سيارة حديثة تواكب سرعة إيقاعه وأهدافه الحاسمة داخل المستطيل الأخضر.