حواء رحمة: أصبح المواطن يراقب عن كثب كل هنات السادة (المكنكشون)

أصبح المواطن يراقب عن كثب كل هنات السادة (المكنكشون) ويعمل على نشرها في الفضاء الواسع بالرغم من التهديدات بقانون المعلوماتية ومحاولة حجب الآراء وتخويف المتصفحين وتهديدهم ووعيدهم بالمحاكمات في حال نشر ما يمس أي (قرن)

______
فيض وانحسار – حواء رحمة
مراشقات إسفيرية !!..

أشير إلى الشعب السوداني في كثير من خطابات مسؤولي الحكومة بأنه كان في وقت مضى (معلم الله) لا يملك حق الصابونة ولا يملك الفرد غير قميص واحد، وقد عرف الآيسكريم والهوت دوق والبيرقر في عهد الإنقاذ، كما أنه اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن امتلك ملايين الهواتف الذكية واصبح يمارس الحرب النفسية على الحكومة، وقد لفتت كثير من الأحداث التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المتصفحين المسؤولون وسببت لهم الهلوسة والخوف من تمدد الاحتجاجات الإسفيرية مما يضر بمناصبهم ويسبب لهم الحرج فأصبحوا يتابعوا المواقع ويشتركون في كثير من القروبات العامة حتى يدافعوا عن أنفسهم، فبعض الوزراء والمسؤولين تجدهم يراشقون المواطنين عبر القروبات ونشر التغريدات كنوع من التحدي.

إن الفضاء المفتوح الذي أصبح ما بين المسؤولين والمواطنين فتح جبهات للمواجهة العلنية وفضحت الأسافير ما يخفيه بعض الذين تخصصوا في سف المال العام وصرفه من غير حق وهذا الأمر ترك فجوة كبيرة من انعدام الثقة وأصبح المواطن يراقب عن كثب كل هنات السادة (المكنكشون) ويعمل على نشرها في الفضاء الواسع بالرغم من التهديدات بقانون المعلوماتية ومحاولة حجب الآراء وتخويف المتصفحين وتهديدهم ووعيدهم بالمحاكمات في حال نشر ما يمس أي (قرن) على حد قول الظرفاء فإن هؤلاء مصفحين ضد التشهير أو نشر فضائحهم التي يحاولون جاهدين إخفاءها .

كثر الحديث عبر أجهزة الإعلام عن النشر الإلكتروني فيما يخص القضايا المهمة مثل الفساد والتجاوزات والتقصير في الأداء والإخفاقات وقد لاحظت الحكومة التي جنّدت الكثير من الشباب التابعين لحزب المؤتمر الوطني لرصد كل ما ينشر عن الحكومة وما يقع من أحداث ورصد المتصفحين ومحاولة التصدي لهم وقد اطلقوا عليها الحرب الإلكترونية ما بين معارضي النظام ومنسوبي الحكومة حيث لا يخلوا موقع من المراشقات والهجوم والدفاع.. وقد شكا الكثير من المتصفحين من محاولات جرت لإغلاق حساباتهم الشخصية لأنهم قدموا نقداً للحكومة وتجاوزات بعض مسؤوليها فانتقلت الحرب إلى إسفيرية ما بين تهديد ووعيد.

الجانب المهم في الهوس الذي وصل إليه النظام الحاكم لدرجة أنه أصبح يخشى الحرب الإسفيرية ويحاول أن يتصدى لها بكل السبل، هذا يعني بأنه فقد البوصلة ما بينه والشعب وأصبح كلاً منهم في جزيرة معزولة وإن الجسر الوحيد الذي يربط بينهم مهدد بالانهيار وهذا الموقف يخيف ويرعب الحكومة لدرجة أنها أصبحت تشير مباشرة إلى ما ينشره المتصفحون من أخبار وأحداث ومدى خطورتها على مصلحتهم وبقائهم، وهذا الاحساس مزعج إلى درجة المطالبة بالتصدي له بكل الوسائل والسبل وما بين حالة عدم التركيز مع المهام الموكله لكل مسؤول تصبح وسائل التواصل الاجتماعي هاجساً يؤرق مضاجع الكثير منهم، فلا يطول المسؤول مهامه ويظل منشغلاً بما يقال في (الواتساب والفيسبوك) حتى تتم إقالته من منصبه ويصبح (خشمو ملح ملح)…
الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.