“ممنوع الاتصال بالمدير!”.. كاتب سعودي يرصد الظاهر العجيبة

يؤكد الكاتب الصحفي فالح الصغير أن منع المواطنين وأحياناً الموظفين من مقابلة المدير المسؤول، من الظواهر العجيبة، وأن الأبواب المغلقة سيئة جداً، معدداً أسباب تلك الظاهرة، من؛ الهروب من مواجهة الجمهور أو الزبائن وتركها للموظف، وفي بعض الأحيان يكون تصرفاً شخصياً من الموظفين لحجب الاتصال بالمسؤول؛ خوفاً من أن تكون شكوى أو أمراً آخر.

ممنوع

وفي مقاله “ممنوع الاتصال بالمدير!” بصحيفة “البلاد”، يرسم “الصغير” مشهداً لمدير مكتب المسؤول أو السكرتير وهو يمنع شخصاً من مقابلة المسؤول، تحت شعار “ممنوع”، يقول “الصغير”: “أمامه كمية من الأوراق وجهاز الكمبيوتر داخل مكتب على شارع عام بلافتة كبيرة، الشكل الخارجي يوحي بخلاف ما بداخله، دخل في حوار مع ذلك الموظف الذي لم يتحرك من مكانه، مدّ يده للسلام جالساً، يدل على مزاجه المتقلب الرافض لكل قادم، كأنه يعمل بالقوة ولا يريد أحداً، رغم أن له علاقة مباشرة بالناس، الحوار الذي دار بينهما سيطر عليه الرفض، كلمة ممنوع حاضرة بقوة، حاول جاهداً إقناع الموظف بأنه جاء للتعاون بين المكتبين، أي للفائدة، ويأمل بلقاء المدير أو الاتصال به، جاء الرد صادماً مرة أخرى:

– التعليمات تمنع ذلك.

– يعني لا اتصال ولا لقاء؟

– نعم.

– العمل سيكون مشتركاً للفائدة بين الطرفين، ولا بد من التواصل مع المدير أو المسؤول.

– ممنوع.

– وين مكتبه؟

– ممنوع.

– ممكن أتعرف عليك.

– ممنوع.

خسارة.. لا عمل ولا هدف

ويمضي “الصغير” مع المشهد وهو يقول: “خرج من المكتب أمامه حيرة وشفقة على أمثال المدير والموظف المغلوب على أمره، وأن نهايته الخسارة وإغلاق المكتب، إذا لم يتم تصحيح الوضع والتعامل بطريقة أفضل، تنتج عملاً مفيداً بدلاً من الأسلوب الذي لا يجلب إلا فقدان الهدف وضياع الأموال من إيجار ومكاتب، وموظف التعليمات أمامه ممنوع لكل من يريد مصلحة ولا منطق وتبرير لذلك.. الوضع حله لا يبدو مستحيلاً، واضح أن العلاقة بين المدير والموظف قائمة على “ممنوع”، قد يصل إلى أن اللقاء معه أو حتى الاتصال به، هو المستحيل”.

ظاهرة سيئة

وينهي “الصغير” قائلاً: “هذه العادة تعد من الظواهر العجيبة، أسبابها الهروب من مواجهة الجمهور أو الزبائن وتركها للموظف الغلبان. في بعض الأحيان يكون تصرفاً شخصياً من الموظفين لحجب الاتصال بالمسؤول؛ خوفا من أن تكون شكوى أو أمراً آخر. مفهوم الإدارة والعلاقات مبني على الثقة والتواصل. الأبواب المغلقة سيئة جداً”.

سبق




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.