إلى زبانية النظام واذنابه !! مناظير – زهير السراج

* لو ظن النظام الفاسد أن القتل والبطش والرصاص والبمبان وعبارات التهديد والخداع وتمثيلية الانتخابات المزورة، ستوقف الثورة الشعبية التى انطلقت لتدك عرش الطغاة الفاسدين، وتلقى بالقتلة واللصوص في مزبلة التاريخ بعد أن تحاسبهم على كل روح اُزهقت وكل نقطة دم سُفكت وكل تعريفة سُرقت فهو واهم، او غائب العقل لم يدرك بعد ان المارد قد استيقظ من غفوته الاختيارية، وقرر استعادة حريته وكرامته وكامل سلطته على نفسه وقراره وحياته وشؤون بلاده .. !!
* وعندما يستيقظ المارد ويتخذ القرار فلن يوقفه شئ .. لا قتل، ولا بطش ولا تهديد لا خداع، ولا ساحة خضراء او حمراء او كحلية، والتاريخ شاهد على ذلك، اسألوه إن اردتم، ستجدون لديه الكثير الذى يحدثكم به، وستدركون حينها أنكم ساقطون ساقطون، لن ينفعكم تهديد او وعيد او قطع رؤوس او مرتزقة روس، او إستجداء مفضوح أو متاجرة رخيصة بالدين الحنيف!!
* خرج المارد لا ليقول لكم كفى وحسب، ولكنه أعلنها لكم دواية واضحة وصريحة في كلمتين قصيرتين تزنا كل ما في قاموس الثورات من كلمات وعبارات وهتافات واقوال واشعار قيلت منذ فجر التاريخ وحتى اليوم .. (تسقط بس)، سرعان ما تحولتا الى ثورة عارمة لا تعرف الا النصر ولو كان الثمن ارواح كل الشعب .. وما أرخصه من ثمن فداءً للوطن وإستعادة الكرامة، وفتح ابواب الحرية بيد مضرجة بالدم الطاهر لشعب طاهر ظل صابرا على مفاسدكم وجرائمكم وعبثكم بمقدراته وقيمه وتدمير مكتسباته وإذاقته الهوان والذل والجوع والمعاناة الهائلة وقتل وتشريد خيرة أبنائه طيلة ثلاثين عاما كالحة السواد، أملا في مستقبل أفضل ظلت ألسنتكم الكاذبة تتحدث عنه ليل نهار، وأعطاكم الفرصة تلو الأخرى عسى ولعل، ولكنكم حسبتم صبره خنوعا وسكوته خوفا، والفرص الكثيرة التى منحها لكم اعلانا منه بالهزيمة، وتوقيعا على بياض بالاستسلام الكامل!!
* وبدلا من معاملته كـ(أسير حرب) أو (محتل) تفرض الأديان والأخلاق والقوانين على آسره ومستعمره أن يعامله بالرفق واللين وتوفير الحياة الكريمة له، إزددتم في غلوائكم عليه، وإهانتكم له، ومواجهته بأسوأ الشتائم ووصفه بالشحاتين مرة، والعراة مرة اخرى وشذاذ الآفاق مرة ثالثة، واستفزازه بلحس الكوع، والزارعنا غير الله يقلعنا.. بل وصلت بكم الجرأة والوقاحة أن تحرموه حتى من ماله المؤتمن لديكم ليقف في صفوف الذل يستجديه منكم ليحصل به على لقمة العيش لاطفاله، هذا عدا القتل المستمر وسفك الدماء وحرق القرى وهتك الاعراض والاغتصاب والمباهاة بذلك على رؤوس الاشهاد .. وتهديده بالنزول إليكم في الشوارع لتذيقوه نيران عذابكم، وهاهو يستجيب لكم، لا يملك غير إعتزازه بنفسه، وصبره على المكاره، وقوة شكيمته وشبابه ودمه الطاهر الذى لا يبخل به على وطنه وحريته وكرامته، وكلمتين فقط (تسقط بس) رفعهما شعارا وسلاحا لمنازلتكم غير خائف ولا هياب.. وخرج بهما لمواجهة بطشكم وغدركم ومدافعكم وكتائبكم الغادرة المذعورة (المنقبة) والمحصنة بدروع الخوف واليأس .. !!
* هاهو الشعب قد خرج لمنازلتكم، كما طلبتم، ولن يهدأ حتى يلقى بكم في مزبلة التاريخ التى لا ترحم .. ولا تأملوا حتى في العودة الى الحفر التى خرجتم منها قبل ثلاثين عاما حفاة عراة لتتطاولوا على شعب كريم ظننتم انكم استعبدتموه، وسلبتم ارادته، ولكن هيهات فها هو قد خرج ليريكم انه ولد حرا، وسيعيش حرا ، وسيذهب الى ربه حرا، شعاره حرية سلام وعدالة، وسلاحه دمه وكلمتان لا ثالث لهما .. (تسقط بس) !!
صحيفه الجريدة



