ألعبو غيره !- زهير السراج

* قال وزير الدولة للاعلام (مأمون حسن) في مؤتمر صحفى، ان لديهم معلومات بان المرحلة القادمة من التظاهرات ستشهد استهداف القوات النظامية والاطباء والنساء والاطفال، كما ذكر في المؤتمر نفسه انه تم تدوين بلاغات ضد 38 من الصحفيين والناشطين منهم 28 يقيمون خارج السودان بسبب تحريضهم على التظاهر، وإساءتهم لبعض الاشخاص والشخصيات الاعتبارية من خلال الميديا .. !!
* وأبدأ بالجزء الثانى من حديث وزير الدولة المخلوع الذى هرب من معظم أسئلة الصحفيين وعلى رأسها السؤال عن الملثمين الذين يجوبون المظاهرات ويمارسون أقصى درجات العنف على المتظاهرين، ويلاحقونهم داخل الأحياء ويقتحمون منازل الأسر وينتهكون حرمتها، ويروعون ساكنيها بلا وازع دينى أو أخلاقى أو قانونى بغرض مطاردة المتظاهرين السلميين واشباعهم ضرباً ولكماً وجرهم الى المعتقلات، بدون أن يفعلوا شيئا سوى المشاركة في تظاهرات سلمية يحميها الدستور الذى ينص على حق التجمع السلمى!!
* التظاهر السلمى هو تجمع سلمى مشروع دستورا، ولا يستطيع أى أحد أن ينكر ذلك أو يغالط فيه، وعلى كل حال فهو أمر تجاوزه المتظاهرون السلميون وتجاوزته الثورة الشعبية ولم يعد مطروحا للنقاش، والثوار وحدهم هم من يقرر متى تكون التظاهرة وأين .. ولتشبع الحكومة بدستورها التى ظلت منذ وضعه في عام 2005 هى المنتهك الأول له، ويكفى أنها تجيش نوابها الآن لإجراء تعديلات عليه تسمح بترشح البشير مرات أخرى، بعد إن استنفذ مرات ترشحه وزاد عليها بخمس مرات !!
* يقول الوزير ان الحكومة دونت بلاغات ضد الصحفيين والناشطين في الاسافير، ونتساءل بأى حق فعلت الحكومة ذلك، وهل التحريض على إسقاط الحكومة أو الدعوة لإسقاطها سلميا سواء بالتظاهر أو التجمع، أو أية وسيلة أخرى مخالف للقانون، وأى قانون هذا إلا إذا كان هنالك قانون مكتوب بالحبر السرى لا يعلمه أحد غير الحكومة، يمنع التحريض او الدعوة لإسقاط الحكومة بالوسائل السلمية ويعتبرهما جريمة، وحتى لو كان هنالك مثل هذا القانون فهو قانون باطل لأنه ببساطة يخالف الدستور الذى يبيح التجمع السلمى والتظاهر السلمى، ولا يستطيع كائن من كان أن يمنع شخصا من ممارسة هذا الحق بأى شكل من الأشكال !!
* تحدث الوزير عن فتح بلاغات ضد بعض الصحفيين والناشطين لإساءتهم لبعض الأشخاص والشخصيات الإعتبارية، وعندما سأله الصحفيون عن هذه الإساءات وأسماء المتهمين، هرب من الإجابة متحججا بعدم اكتمال الاجراءات القانونية .. بينما كان قد ذكر في نفس المؤتمر (قبل أن يسئل) أنه تم تدوين بلاغات ضد بعض الأشخاص، فكيف يتم تدوين البلاغات قبل إكتمال الإجراءات القانونية وتحديد أسماء المتهمين .. هل سمعتم بتخبط وإرتباك أكثر من هذا؟!
* يقول الوزير في الشق الأول من الحديث ان لديهم معلومات بأن المرحلة القادمة من التظاهرات ستشهد إعتداءات على القوات النظامية والأطباء والنساء والأطفال لتأجيج التظاهرات، وهو حديث ساذج ومضحك، كغيره من الاحاديث التى سبقته عن وجود مندسين يمارسون التخريب، ومقتل الشهيد الدكتور (بابكر عبدالحميد) بواسطة فتاة تخفى بندقية خرطوش في حقيبتها، وأن الشيوعيين هم من يقفون وراء التظاهرات وغيرها، بغرض تخويف المتظاهرين وتبرير العنف الذى تمارسه الحكومة على المتظاهرين السلميين وإيهام العالم الخارجى والدول العربية بأن انقلابا شيوعيا يتم التخطيط والتمهيد له بالتظاهرات للسيطرة على الحكم في السودان، وهى أحاديث ساذجة لا تدل إلا على سذاجة قائليها، وقلة عقلهم واستمرار محاولاتهم البائسة اليائسة في الاستغفال والخداع، وإعتزازهم بالإثم بدلا عن الإعتذار عنه والاعتراف بالفشل والرحيل عن السلطة، وتجنيب البلاد والعباد المزيد من المعاناة والعذاب !!
* كفاكم كذبا وخداعا وتغييباً لعقول الآخرين، وايهام أنفسكم بأنكم وحدكم الذين وضع الله فيكم الحكمة ووهبكم القوة لحكم السودان، فالسودان ذاخر بأبنائه وبناته القادرين على تحريره وإدارته ورفع هامته بين الامم، وما أنتم إلا صفحة سوداء في تاريخه حان الوقت لقفلها ورميها في مزبلة التاريخ !!
الجريدة



