طباعة العملة.. خطأ (التصوير) !!

طباعة العملة.. خطأ (التصوير) !!

بقلم : بخاري بشير
# بالأمس تم تداول (فيديو) بشكل واسع، يوضح جولة ميدانية قام بها رئيس الوزراء معتز موسى ومحافظ بنك السودان المركزي محمد خير الزبير لمطبعة السودان للعملة، ورافقهم في الزيارة داخل (خطوط إنتاج) العملة مدير المطبعة المهندس صلاح أحمد علي.. طبعاً الزيارة بحسب التوضيح المرفق مع الفيديو جاءت بهدف الوقوف على آخر مراحل انتاج وطباعة الفئات النقدية الجديدة، التي سبق لمحافظ البنك المركزي ولرئيس الوزراء شخصياِ (التبشير) بها لحل ضائقة السيولة التي كادت تعصف بالبنوك، ويبدو أيضاً أن الزيارة جاءت لأجل (وفاء) رئيس الوزراء بوعده بأن (ضائقة السيولة) ستحل في نهاية هذا الشهر ومطلع شهر فبراير القادم.

# (جيد جداً) أن يقوم رئيس الوزراء بهذه الزيارة، فهي جاءت في وقتها تماماً، ووضعته مع طاقم بنك السودان في عمق الصورة، وهي القدرة الكاملة على (إغراق) البنوك بالنقد والفئات الجديدة، لقطع دابر الأزمة من شأفته.. خاصة أن كثيرا من عباقرة الاقتصاد أكدوا أنه من (الاستحالة) على أية دولة إدارة اقتصاد بحجم اقتصاد السودان بعملة أكبر فئاتها تعادل قيمة أقلّ من الـ (دولار الواحد)، وتلك معجزة، وكان لابد من قرار طباعة الفئات الكبيرة.. ومعلوم أن ما حدث للجنيه هو التدهور المتسارع للاقتصاد الكلي وعوامل الإنتاج فيه.

# لكن ما ليس جيداً، في زيارة رئيس الوزراء الميدانية لمطبعة العملة أو (الخطأ) بعينه هو (الفيديو) الذي صور مراحل الزيارة وتفاصيلها ونشر على الناس، أولاً (طباعة العملة) من العمليات الاستراتيجية لأية دولة، ولابد أن تحاط بجدار من (السرية) والتأمين الكبير، ومهما كانت الأسباب ينبغي أن تكون كافة مراحل خطوط الإنتاج (طي الكتمان)، لكن ما حدث في زيارة الأمس هو عكس ذلك تماماً، وضعت كل خطوات ومراحل طباعة العملة أمام الملأ بدون أي محاذير، وهذا (خطأ) كبير .. خاصة عندما نعلم أن السودان أدخل تقانة طباعة العملة منذ سنين طويلة، وكان دخول الكاميرات لحقل الإنتاج من (المحرّمات).. ولا يعرف كائن من كان طريقة الطباعة أو خطوط إنتاجها.

# لماذا هذا التساهل في عمل استراتيجي كطباعة العملة؟ والسؤال نوجهه للمهندس صلاح أحمد علي صاحب الخبرة في العمل الإعلامي؟ ما الذي جدّ على عمل مطبعة العملة لتسمح بدخول الكاميرات؟ وأكثر من ذلك أن تسمح بتصوير كافة مراحل الطباعة؟ هل كنّا بحاجة الى تأكيد مقولة الفاتح عزالدين الطباعة (رب رب رب)؟ أم كنّا محتاجين أن نمنح (العدو والصديق) جانباً من جوانب مواقع الدولة الاستراتيجية وكيفية أدائها في هذه الأماكن الذي ينبغي أن تحاط بسرية كاملة؟
# نتوقع أن تواجه العملة الجديدة تحديات (التزوير).. لم تخرج عملة الى النور وإلّا سبقتها محاولات يائسة من (منظمات إجرامية) لتزويرها، نقول هذا الكلام ونلعم أن السودان محاط بأعداء، وهم لن يعجبهم الاستقرار فيه، ويسعون دوماً لضرب هذا الاستقرار بكل السبل، ومن بين تلك السبل (محاولات التزوير).. وهي محاولات مستمرة ومتوقعة تبدأ بـ (الشائعات) لتصل لمرحلة طباعة النقود، ولدينا (سوابق) أنّ دولاً قامت بهذه المخططات من قبل لضرب استقرار البلاد.
# أخيراً نتمنى أن تفلح جهود معتز مع محافظ البنك المركزي في استقرار النقد والبنكنوت في البنوك، وأتمنى أكثر أن ينجحا بالذات في إعادة الثقة لقطاع المصارف.. فالمواطن لن يحتمل المزيد في الحرمان من ماله.

 

الانتباهة




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.