غازي صلاح الدين: الإحتجاجات التي تشهدها البلاد حدث جوهري ستكون لها تبعات مستدامة
وصف رئيس حركة (الاصلاح الآن) غازي صلاح الدين العتباني، الاحتجاجات التي تشهدها البلاد بأنها حدث جوهري له تبعات مستدامة وليس حدث عارض بتبعات محدودة، واعتبر انها أحداث سياسية فلكية.
وقال العتباني في مداخلته في ورشة عمل نظمتها جمعية العلوم السياسية أمس، (إن الاحتجاجات لها صفات مهمة لأنها تزداد ولا تنقص)، واعتبر ان ما حدث فيها مفارق للأنماط المعهودة سابقاً، وأردف (المجتمع إحتضنها بصورة ملحوظة، وسجل نوعاً من الاعتراف بها).
وأضاف (الحظوظ التي لا يحظى بها الناس عادة مشاهدة أحداث سياسية فلكية، فالناس الذين عايشوا تجربة إنهيار الإتحاد السوفيتي يدركون هذا الأمر جيداً، فقد شاهدوا على شاشات التلفزة كيف انهار هذا البناء الذي قام على نظرية محكمة فيها كثير من التفكير والجدل والحوار، وعلى هذا النسق أنا أقرأ ما يحدث الآن).
وجدد العتباني انتقاداته للانقلابات العسكرية، واوضح أن السماح به مرة واحدة يعني ضياع القفل المحكم، وعدم امكانية منعها مرة أخرى، وقال انه وعبر التاريخ إن الحكومات مدنية بطبعها، وان القضية المهمة هي الأمر بالإذن بالتحرك، وتساءل عن من يمتلك هذا الأمر، وتابع: (رأس الدولة هو من يمتلك هذا الأمر، وبقية الأجهزة السياسية التي تنوب عنه)، ولفت الى انه حال وجد اتفاق سياسي على تلك القضية فيمكن للمؤسسة العسكرية أن تكون ضامناً للدستور.
ولفت العتباني الى وجود أزمة ثقة بين الحكومة والشعب، وعدم ثقة من الكل ضد الكل، وأضاف (إذا سئلت عن الخصائص التي يمكن أن تعيد الناس إلى الحوار، سأقول هي الثقة)، وحذر من أن اي تدابير لا تؤدي إلى حدوث الثقة ستكون تدابير فاشلة.
وأكد العتباني وجود فرصة تاريخية الآن متمثلة في إنحسار الايدولوجية والاستقطاب الآيدولوجي وسط الأجيال الجديدة، واعتبر انها فرصة تاريخية لتأسيس مشروع وطني جديد، فيما اشترط لتحقيق ذلك وضع تدابير فورية تتمثل في تحقيقات عادلة وفورية حول القتل الميداني الذي حدث بجانب إتخاذ تدابير لمعالجة الأزمة الاقتصادية ومكافحة الفساد، كذلك شدد على ضرورة توحيد المبادرات حتى تحقق الأهداف المنشودة.
صحيفة الجريدة.
