خاطرة -محمد حامد جمعة – الوزير بلال وأمثاله

حمّل وزير الداخلية السابق الدكتور أحمد بلال عثمان، الأمين العام المُكلّف للحزب الاتحادي الديمقراطي، حزب المؤتمر الوطني المسؤولية في الأزمة الاقتصادية الراهنة، وقال (بلال) إن الوطني لا يزال حاكماً بآلياته
ومُؤسّساته ومُنظّماته، ولا يزال يَتَغذّى من حَبلٍ سرِّي ولم يُفطم، مُبيِّناً أنّ رؤية الحزب الاتحادي تقوم على مُواصلة الحوار مع الجَميع، خَاصّةً الشباب الذين انسدّ الأفق أمامهم بسيناريو يُعالج الاحتقان والاستقطاب،
ويمنع الكراهية والإقصاء وجعل ملف السلام في المُقدِّمة، تحقيق التحول الديمقراطي الكامل، وذكر أنّه ضد تَسميتهم بـ “الترلات” و”الديكور”.
*السِّياسي المُوالي الذي قال حديثه في ندوةٍ تلفزيونيّةٍ؛ وهو صاحب الرقم القياسي في الاستوزار في فترة حكم الإنقاذ والذي ظلّ عال في مراقي التكاليف الدّستورية والتّنفيذية، حقّق اسمه (بلال) والذي في لغة التقراي والأمهرا والاسم من آثار مُستجلبات الأثر للصحابي الجليل بلال بن رباح وهو في الوسم والنطق
الصّحيح (بلاي) أيّ العال والواقف في مَكانٍ مُرتفعٍ؛ فكان (بلال) السودان عال بالحُضُور والظهور السياسي والوزاري، إذ لم يخرج من ظل السُّلطة منذ أن أتى مُوافقاً في عهدٍ باكرٍ من ترتيبات السّلم والمُصالحة مع الإنقاذ، وظلّ ينتقل من كرسي لآخر، ومن تَكليفٍ لغيرهِ، حتى إنّه جَمَعَ إدارة وزارات (مدنية) وأُخرى عسكريّة مثل الداخليّة، فتلقى التّحايا العسكريّة وضم سواعده على جنبيه أمام مفارز قرقول الشرف في الداخلية، حيث انتهى به التكليف في انتظار العودة!
*ومثله تَحدّث وزير الاستثمار الأسبق (نائب رئيس الوزراء) مبارك الفاضل الذي أسهم بدوره في تصريحات شتى؛ بإدانات للمُؤتمر الوطني؛ ولم تضل كذلك وزيرة العمل السّابقة أو الأسبق إشراقة سيد محمود! وهكذا الحَبل على الجَرّار؛ يتقاسمون الكيكة والسُّلطة والسُّلطات ثُمّ في مُنعرج اللوى ينزلون أثقالهم ويُحوِّلون
حليفهم الذي قُسِّم لهم إلى شيطانٍ يُرمى بالحجارة والتُّهم! وقتها لم يكن الحزب البغيض فاشلاً أو بليداً! بل كَانَ الحَليف الذي عَهدهم معه مُوثّقٌ وقَائمٌ؛ ولطَالَمَا كَانَ هذا الثلاثي أشدّ حماسةً وضَراوةً في إثبات أنّ الأمور حسنة وجيدة؛ ألم يُدافع مبارك الفاضل عن ميزانية (الركابي) وبشّر بها وهزّ وعَرَضَ وبَلَغَت به الحَمَاسَة،
الإعلان حينما تَبَيّنَ الجميع أنّها ميزانيةٌ كارثيةٌ أن لا تعديل يطالها ولو كان لتعديل شَوْلَة !
*إنّ تَحميل الوَطني وحده تبعات تعقيدات الوضع السِّياسي الراهن والأزمة الاقتصادية المُمتدة سُلوكٌ مُتحاملٌ؛ طالما أنّ الكل أقرّ بوجود مُشكلة وإخفاق، فالمسؤولية واحدة ومُتساوية؛ بل إنّ مثل هذا النوع من القيادات
والأحزاب وزرهم مُضاعفٌ وذنبهم أعظم؛ فغض النظر عن جرأتهم في الحديث والنقد والتبشيع، فالكُل يعلم أنّهم قيادات بلا قواعد، وأحزاب لا تملك حُضُوراً في الشارع، وظَلُّوا حتى في قليل الحُضُور بالمنابر يعتمدون على
جماهير الحزب الذي يشتمونه وربما على ما يمنحه لهم من ثقةٍ ومتاحات، وهُم في هُجُومهم هذا وتَطَاوُلهم إنّما يُمارسون انتهازية المواقف، لظنهم أنّ رئيس الجمهورية (خرط يده) ورمى إحرام حزبه وجماعته القديمة، فهبُّوا يطلبون حوافز الموقف الجديد.
*أولاً وقبل كل شيءٍ وغض النظر عن كون المُؤتمر الوطني مسخاً أو حزباً فاشلاً فليذهب هؤلاء ويصنعوا لهم أحزاباً حقيقية؛ وتنظيمات ديمقراطية؛ لها وُجُودٌ بَينَ الشّباب والطُّلاب الذين يَقولون إنّهم مُحبطون والأفق أمامهم مُنغلقٌ؛ كيف لا ينغلق وأحمد بلال وزير ولاعب أساسي في أيِّ تشكيل منذ أن كان الشباب المُحتج الآن في الشوارع عشقاً وأمنيات في أعين أمّهاتهم..!
الصيحه



