(حُوبة) الفريق طه

٭معركة ضارية خاضها الرئيس البشير، بشأن مدير مكاتبه الفريق طه عثمان الحسين .. اختار المشير ابن المؤسسة العسكرية وبخبرته كضابط مظلي بارع، الهبوط في مكان آمن .. رغم أن الألغام من فئة (الكيد)، غطت المكان حينذاك .. وكان طه على كل لسان هو ذلك الخائن الكبير .. لكن البشير وفر له طريقاً آمناً حتى حط رحاله في البلد المؤمنة.

٭ومثلما قال صلاح قوش وهو يخرج من محبسه مقولته الشهيرة (البشير أبونا) .. كان البشير أباً لطه وأولاده، وقد ظل الرئيس حاضراً في أفراح وأتراح طه وأسرتيه الصغيرة والكبيرة.. وكان وكيلاً لكريمة الفريق، في وقت كان طه غائباً .. قصدت أن أقول بأن لا مسافة تفصل طه عن البشير.. وقد جعل لمنصب مدير مكتب الرئيس ألقاً وحيوية تليق بالمقعد.. ليس مكتب بل مكاتب ما بين القصر ومجلس الوزراء والمؤتمر الوطني، (ياحليلو) .. لا أعني طه بل حال، بل الحزب الذي كان حاكماً.

٭منذ غادر طه، لا أقول أوصدت الأبواب .. لكن فقدت الحكومة خاصية اللغة المشتركة مع دول الخليج وبلدان أخرى في أعماق القارة السمراء .. خفت صوت الدبلوماسية الرئاسية .. ولم يفلح نسر القصر في التحليق بعيداً كما كان يحدث أيام طه .. حقبة مليئة بالبذل والعطاء والتفاني رغم كيد الأقربين.

٭ دون أدنى شك تفتقد الحكومة وبشكل جلي ذلك الحراك الكبير الذي كان يقوم به طه .. جيئة وذهاباً بين الدول الصديقة والشقيقة .. يتحرك هنا وهناك بكل حيوية .. لا تكبله قيود وهمية .. ولا يتلعثم لسانه حتى وأن التقى دونالد ترامب .. ولا يظهر بمظهر البؤس الذي نرى عليه كثير جداً من المسؤولين والوزراء الآن.. وقد برع ابن عثمان في ملء المساحات الشاغرة وما أكثرها الآن.

٭لو كانت هناك معركة خسرها الرئيس فهي معركة (الثقة) في من حوله .. لم يجتهد من اقتربوا منه أو تقربوا إليه – سيان – لينالوا ذات الثقة المطلقة والطائلة التي امتلأت بها خزائن طه .. ولم تمتلئ بالمال كم روج البعض بكل خبث وكذب .. ليس لشيء سوى أنه، (هميم) و(عليم) بكل صغيرة وكبيرة أنه (الحسد) الذي لا ينجى منه (أحد) .. ظل طه،

٭ظلت أخبار القصر في مأمن.. ولم يفجر طه يوماً (قنابل المعلومات) .. حيث لم يعلم شخص مسبقاً أنه اقترب من الوزارة .. ولم يتلقَ أحد تهنئة أو دعوات بالتوفيق قبل صدور قرار .. أودعه الرئيس أسرار الدولة فكان على قدر المهمة، بكل (جدارة) و(جسارة).

٭بل قبل ذلك استأمنه البشير على بيته فكان مستودع ثقة .. غادر طه بهدوء ولم يغضب ربما لإيمانه أن كلمة الحق ستظهر وإن غطت الأكاذيب المكان.. ليست مصادفة أن يكون طه برتبة فريق وبدرجة سفير .. ثم مدير مكاتب بدرجة وزير، ثم وزير .. ما هذا الرجل الذي اجتمع عنده كل شيء ؟.

٭ باختصار هو رجل مخلص ولا يزال مكانه شاغراً بالقصر وليس بالضرورة أقصد منصبه السابق.

اخر لحظه




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.