من الواقع – جعفر باعو- الوزارة وسمك الأعرابي

*عقب خطاب رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري، وإعلان حالة الطوارئ، وحل حكومة الوفاق الوطني، رفع الجميع سقوف طموحاتهم لحكومة رشيقة تقود السودان في المرحلة المقبلة.
*وما إن فوّض رئيس المؤتمر الوطني، المشير عمر البشير، نائبه مولانا أحمد هارون، بدأ الجميع يطمئنون للمرحلة المقبلة وتأكيد حديث الرئيس بأنه سيكون على مسافة واحدة.
*وعقب تكليف محمد طاهر إيلا برئاسة الوزارة أيقن البعض أن الحكومة القادمة ستكون لأصحاب الكفاءة والقدرة على الإبداع والعمل.
*تفاءل الكثيرون عقب تكليف أشخاض من المؤسسات العسكرية لإدارة شؤون الولايات، وارتفعت الطموحات.
*كل هذه التوقعات ذهبت أدراج الرياح، ورئيس مجلس الوزراء يعلن حكومته التي لم تحمل جديداً يُذكر، ولا اطمئناناً لما هو قادم.
*لا أدري ما فائدة وزراء الدولة بمخصصاتهم وبدلاتهم في بلد تعاني اقتصادياً؟ ولا نعلم فائدة هؤلاء الوزراء في ظل وكلاء قادرين على أداء عمل الوزارات المختلفة دون صرف زائد على مناصب ما كان لها وجود في عهد ما قبل الإنقاذ.
*جاءت حكومة إيلا مُخيّبة للآمال ومُحبِطة جداً، ولم تشهد جديداً بل بدّلت المواقع للكثير من الأشخاص.
*ربما الجديد الوحيد في هذه الحكومة هو خلوها من القيادي بالحزب الاتحادي د. أحمد بلال، إلى جانب خروج المؤتمر الوطني من وزراء الإعلام “الوزير ووزير الدولة”.
*غير هذا لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد.
*وزاد الإحباط ظهر الخميس بتشكيل حكومة الخرطوم التي شهدت فقط تبديل بعض المواقع، فذهب أبوعبيدة العراقي من جبل أولياء لأمدرمان، وغادر اليسع الصديق المجلس الأعلى للشباب والرياضة لمحلية جبل أولياء، وبقي البعض في مواقعهم في حكومة الولاية.
*كنا نتوقع أن تُدار المحليات بالمديرين التنفيذيين والوزارات بالمديرين العامين تقليلاً للصرف، ولكن هذه التوقعات لم يكن لها حظها في حكومة الخرطوم وغيرها من الولايات.
*لم نر الكثير من الوجوه الجديدة والشباب الفاعلين في تشكيل الحكومات، إن كان على مستوى المركز أو الخرطوم.
*نفس الوجوه القديمة التي كانت على كرسي الوزارات، بقيت في مواقعها عدا القليل منهم الذي جاء للكرسي بعد خبرات متراكمة في عدد من المواقعن ولكن البعض سيظل عبئاً على خزينة حكومة السودان بمخصصات وبدلات دون أن يُقدّم ما يفيد البلاد في شيء.
*بالله عليكم، ماذا يفيد معتمد لا يُقدم خدمات ضرورية لمواطني محليته؟ ولماذا يبقى وزير وهو على كرسيه لأكثر من عامين ولم يُحدِث تطوراً في شؤون وزارته؟
*ما جدّ في التشكيل الوزاري الأخير على مستوى المركز والخرطوم، يُذكّرنا بطرفة الأعرابي والتي تقول إن أحدهم اشترى يوماً سمكاً.. وقال لأهله: اطبخوه ! ثم نام، فأكل عياله السمك ولطّخوا يده بزيته. فلما صحا من نومه.. قال: قدِّموا إليَّ السمك.
قالوا: قد أكلت. قال: لا. قالوا: شُمّ يدك! ففعل.. فقال: صدقتم.. ولكنني ما شبعت.
*أهل السودان الآن حالهم حال الأعرابي فهم ينتظرون “تشكيلاً وزارياً رشيقاً”، على أهوائهم فوجدوا “التشكيل الوزاري” ولكنه ليس بالرشيق وليس على أهوائهم.
الصحيه



