طه النعمان:الاحتجاجات السودانية والجزائرية..قراءة مقارنة

*لا ندري (لزوم) السرية التي تتعامل بها بعض الفضائيات وهي تقوم بتسجيل البرامج الغنائية الخاصة بشهر، رمضان في هذه الأيام، على غير ما جرت عليه العادة في مواسم سابقة، حيث كانت الفضائيات تقوم بالترويج لتلك البرامج منذ وقت مبكر، وتمتلئ الصحف بأخبار تلك البرامج، وتضج صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بتفاصيلها، هل لأن هذه الفضائيات تخاف الهجوم عليها من بعض الذين يريدون لعجلة الحياة أن تتوقف في السودان، وهم يطلقون الأحكام وتوزيع تهم الخيانة لكل من يمارس عمله، أم من باب المفاجآت للسادة المشاهدين؟
الأرجح والأقرب للصواب أن هذه السرية مردها استنكار البعض على هذه الفضائيات، أن تنشغل بالبرامج الغنائية في ظل ما تعيشه البلاد من الظروف.
*وإن صح ذلك نقول هذا الاستنكار هو كلمات حق أريد بها غير الحق، لأن المفترض أن يستنكر المستنكرون على اعتبار أن تلك البرامج لا تشبه الشهر الكريم، ولا تليق بحرمته وخصوصيته، لا أن يكون بسبب ظروف معينة، فرمضان أولى بالدفاع وأولى بالغيرة، فالظروف التي يتمشدق بها البعض لم تمنعهم هم من ممارسة أعمالهم، ولا ممارسة حياتهم الطبيعية، ومن الطبيعي أن تمارس الفضائيات عملها بصورة عادية، وأن يمارس المطربون والمطربات مهنتهم التي يعتمدون عليها في الحياة، وهي (الغناء) عدا في رمضان، الذي تتوقف فيه بعض المهن، وذلك شيء أكثر من طبيعي.
*غير الطبيعي أن يتحول شهر رمضان بكل عظمته وحرمته وجلالة قدره، إلى شهر رقص وطرب في الكثير من الشاشات التي تحولت إلى بيوت (مغنى) طوال أيام الشهر الكريم ، وخاصة عقب الإفطار، ومن بعد ذلك طوال الليل، وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، دون أن يقول ممن يتحدثون الآن عن الظروف أن هذا لا يليق، ويجب أن ترتفع الفضائيات في مستوى المسؤولية الواجبة عليها في هذا الشهر، من خلال تقديم برامج وأعمال درامية تجعل الناس على الدوام يعيشون الشهر بكل روحانياته وبركاته.
الغريب أن الكثير من الشركات الكبرى تساهم في هذا الأمر من خلال إعلانات مليارية تدفع بها لتلك البرامج، إعلاناً لسلعة، مع أن العقل التجاري يقول إن هذه الشركات إن هي قامت بتوزيع سلعتها بما يوازي قيمة تلك الإعلانات بأسعار رمزية على المواطنين، لحققت من الإعلان والإنتشار الكثير ولجنت من الخير الوفير.
*المهم توضيحه أننا لا نحارب الغناء ولا المطربين في أرزاقهم، فالكثير من المهن تتوقف في الشهر المبارك، ولكننا نشير لإدارات الفضائيات ونذكرهم بأن رمضان وما يقدمونه من شاكلة تلك البرامج، لن يعود عليهم ولا على مشاهديهم بخير.
خلاصة:
وبس.
اخر لحظه



