نيل الأوطار -إبراهيم محمد إبراهيم -شهادة إمراتين تعادل شهادة رجل واحد (1)

 

تصدرت أكثر صحف يوم الجمعة المنصرم مانشيت فتوى الشيخ إبراهيم السنوسي مساعد رئيس الجمهورية. خلال مخاطبته حفل افتتاح مركز الزيتونة الخيري الصحي بحي السلمة جنوب الخرطوم وأفتى بقوله: شهادة المرأة تعادل شهادة الرجل. وأوضح أن الآية التي أشارت أن شهادة إمراتين تعادل شهادة رجل واحد مرتبطة بقضية محددة وهي قضية المال. انتهى كلامه.

 

أقول في هذا الزمان، كثر الحديث حول حقوق المرأة وما أدراك ما حقوق المرأة. قبل فترة سمعت بأن قضية مساواة المرأة مع الرجل تصدرت إعلام دولة عربية وطالب برلمان تلك الدولة مساواة الرجل مع المرأة في الميراث، والله المستعان.

 

أقول، الشيخ إبراهيم السنوسي في منصبه كمساعد لرئيس الجمهورية يعتبر حاكماً والشريعة الإسلامية أمرتنا أن

نتأدب مع الحكام في المخاطبة، ولكن هذه الفتوى من أهم القضايا الشرعية لأنها تتعلق بحكم شرعي، ومن ناحية

أخرى الفتوى تصدرت أخبار صحف الجمعة واشتهرت في وسائل الإعلام الداخلي والخارجي، فلذلك لابد لنا أن نرد

عليها من الكتاب والسنة عملاً بقوله تعالى:(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) الآية،

وقوله صلى الله عليه وسلم: (من كتم علماً نافعاً ألجم يوم القيامة بلجام من نار) أو كما قال.

 

أقول، قضية شهادة إمراتين تعدل رجلاً واحداً وهي من المسلمات في ديننا، ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه

الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قال تعالى في آية الدين كأطول آية في القرآن ونسبة لضيق

المساحة نذكر الشاهد منها (وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ

الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى)، وليس في هذه الآية تخصيص، إنما الآية تشمل كل الأحكام

الشرعية، قال بن كثير معنى قوله أن تضل إحداهما يعني المرأتين، إذا نسيت الشهادة فتذكر إحداهما الأخرى..

 

وليس معنى هذا أن المرأة لا تفهم، أو لا تستطيع أن تحفظ ولكنها أضعف من الرجل في هذا الجانب غالباً. وقد أثبتت

الدراسات العملية والتخصصية أن عقول الرجال أكمل من عقول النساء، والواقع والحس والتجربة تشهد بذلك، وكتب

العلم خير شاهد على ذلك. فالعلم الذي نقله الرجال، والأحاديث التي حفظوها أكثر من تلك التي جاءت عن طريق

النساء، فالعبرة إذاً بالعام الأغلب ولا ينازع عاقل اليوم بأن أكثر المبدعين في علوم الدين، والتفسير، والعقيدة،

والعلوم الدنيوية، كالطب والفلك والهندسة والفيزياء وغيرها هم من الرجال فقط، بل بعض النساء أذكى من الرجال

وتفوقن على الرجال في كثير من العلوم، وليعلم كثير من الناس أن الله أعطى النساء وفضلهن على الرجال في

جوانب أخرى كالعناية بالأطفال، والصبر والحنان، والعطف عليهم، وتدبير المنزل، فالأم هي المدرسة الأولى التي

تخرج رجال المستقبل، وقواد العالم، وعلماء الأمة، فهل بعد هذا الفضل من فضل؟

 

وفي الحديث الذي رواه الإمام البخاري من حديث أبوسعيد الخدري، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في

صلاة أضحية أو فطر إلى المصلى فمرّ على النساء، فقال: يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتُكنّ أكثر أهل النار. فقلن

وبم يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن،

قلن ومانقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال (أليس شهادة المرأة نصف شهادة الرجل) قلن بلى، قال فذلك من

نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم فذلك من نقصان دينها. انتهى، رواه البخاري،

 

الشاهد من هذا الحديث، أن شهادة إمراتين تعدل رجلاً. لم يوجد تخصيص ولم يخصص النبي صلى الله عليه وسلم

أن الشهادة خاصة بالقضايا المالية، فإن كان للشيخ إبراهيم السنوسي أو أي أحد من القراء دليل تخصيص من

الكتاب والسنة فليأت به حتى تستفيد منه الأمة الإسلامية، كثير من المسلمين في هذا الزمان يظنون أن المرأة

مظلومة في حقوق كثيرة أو حقها مهضوم. نقول أأنتم أعلم أم الله. الإسلام لم يظلم المرأة بالعكس الإسلام حفظ

حق المرأة بعدما كانت تُعامَل في الجاهلية معاملة المتاع وتدفن حية ولا يقسم لها ميراث، فلذلك أقول، على

المسلم أن يكون وقّافاً في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا تأخذه العاطفة أن يتجرأ في تعديل

الأحكام الشرعية، قال تعالى: (فليحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذابٌ أليم).. الآية “النور”.

 

الصيحه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.