توالت الشكاوى من المواطنين بإضافة مادة الفورمالين المسرطنة من قبل بعض منتجي الألبان، وذلك لإطالة عمر اللبن، فاضافتة بتركيز«%1» يمنع تخثر اللبن لمدة عشر أيام، كما أن استنشاقه بصفة مستمرة يسبب تليُّف الرئة. ومصدر الضرر يعود إلى تلك المادة المحظورة عالمياً، وهي مخالفة لمعايير السلامة، وتظهر أخطارها على المدى القصير في حال استخدامها بتركيز عال، هكذا تحدث أصحاب الاختصاص، حيث استمعت الصحيفة لتفاصيل وكيفية إضافة هذة المادة للبن بعد سكبه في غسالات الملابس وإضافة مادة الفورمالين المسرطنة له .. وقال عدد من الأطباء تستخدم هذة المادة لحفظ الجثامين داخل المشرحة، بجانب استخدامها في المعامل الطبية، وتعد من أخطر المواد الحافظة التي تضاف إلى اللبن، ولها تأثيرات سيئة على الكبد والكلى والعين، كما أنها تسبب الحساسيات باستنشاقها، حيث شكّلت نسبة إضافتة في آخر عينات ضبطت في العام الحالي (1,5)% ولتتعرف على طبيعة وخصائص المادة والآثارالناتجة عن استخدامها قامت الصحيفة بإجراء تحقيق مطول وكانت الحصيلة التالية:
٭ بدائل أخرى
قالت المواطنة فاطمة أحمد إتجهنا إلى استعمال لبن البدرة وذلك بعد ما أشيع مؤخراً عن إضافة مواد ملوثة تؤدي للعديد من الأمراض المستعصية، كما قال المختصون.
وأضافت تهاني عبد الله بعد وضع الحليب في النار يتغير لونه إلى الأصفر وتخرج منة رائحة نفاذة، الشيء الذي دفعنا لتركه نهائيا حفاظاً علي صحة أطفالنا وأنفسنا
وقال الزبير إبراهيم رئيس غرفة الألبان: مثل هذه الممارسات تحدث نتيجة للجهل وعدم التثقيف الصحي وأن إضافة مادة الفورمالين تكون في الألبان التي تاتي من مناطق بعيدة خارج ولاية الخرطوم، وهذه الممارسات نسبتها ضئيلة مقارنة بحجم المنتج الذي يبلغ (600) طن يومياً، ومعظم الألبان المستهلكة حالياً هي من داخل الولاية التي يوجد بها حوالي (400) ألف رأس من الأبقار، داعياً المنتجين والمتداولين للبن بضرورة التعامل معه بارداً حتى لا يحدث له تلف أو يضطر المنتج لإضافة مواد تضر بصحة المستهلك، مبيناً أن اللبن يفقد خصائصه بفقدان الإنزيمات الطبيعية الحافظة له خلال أربع ساعات من إنتاجة، وأوضح الزبير سعيهم الجاد مع أجهزة الدولة لرفع المستوى التثقيفي للمنتج، بجانب جلب معدات وحلابات صناعية، وذلك للحد من ظاهرة التلاعب في الألبان المتمثلة في إضافة مواد قد تكون ضارة بصحة المستهلك.
٭ بيع السموم
وأكد الدكتور خالد أحمد اختصاصي الباطنية أن مادة الفورمالين التي ظهر استخدامها مؤخراً في الألبان من أجل إطالة عمر المنتج من بعض ضعاف النفوس بغرض مضاعفة الأرباح، وهي تتسبب في إصابة المواطنين بالتهاب الكبد الوبائى والسرطانات والفشل الكلوي، لأن الفورملين مادة كيمائية تستخدم لحفظ الجثث والعينات داخل المعامل وأن استنشاق «الفورمالين» بصفة مستمرة يسبب تليف الرئة. ومصدر الضرر يعود إلى المادة المحظورة عالمياً وهي مخالفة لمعايير السلامة إذا استخدمت في جسم الانسان، وتظهر أخطارها على المدى القصير في حال استخدامها بتركيز عال، بجانب تأثيرها علي العين. مردفا أن الكثيرين من العاملين بالمشارح لايلتزمون بإرتداء الكمامات والنظارات الواقية من التعرض للرائحة داخل المشرحة، وذلك لأن السوداني معروف بعدم المبالاة، داعياً منتجي الألبان لمخافة الله، لأنهم بذلك يبيعون سموماً للمستهلك.
٭ حفظ عينات
ويشير تقني المختبرات الطبية الدكتور أحمد محمد زين إلى أن الفورمالين يستخدم بصورة ضرورية في حفظ عينات الأنسجة بعد استئصالها من المرضي بعد تخفيفه لنسبة (10)% أي أن نسبة الغاز المذاب في الماء تصبح (4)% كما يستخدم لتحنيط وحفظ الجثث في المشارح بجانب أنه يستخدم في تعقيم غرف العمليات والعنابر بالإضافة لاستعماله بصورة واضحة في صناعة المرايات وبعض الصناعات البلاستيكية
وذكر: حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية فأن الفورمالين يعد من المواد المسرطنة المسؤولة عن سرطان تجاويف الأنف والبلعوم، كما أن استنشاقه يؤدي إلى تدمير الأغشية المخاطية المبطنه للجهاز التنفسي العلوي، مما يؤدي إلي فقدان حاسة الشم ويؤثر علي شبكة العين، أما في حالة تناولة عبر الفم فإن الضرر ينتقل الى أغشية الجهاز الهضمي بصورة كبيرة، مشيراً إلى أن مادة الفورمالين عبارة عن محلول كيميائي عضوي يتم تحضيره بإذابة غاز الفورمالدهيد في الماء بنسبة 4%
٭ ألبان ملوثة
أقرت جمعية حماية المستهلك بوجود مثل هذه الممارسات التي تحدث في الأسواق والمزارع من قبل منتجي الألبان، وطالب نصر الدين شلقامي رئيس الجمعية في حديثة لـ «آخر لحظة» بضرورة الرقابة من قبل جهات الاختصاص، كاشفاً عن ضبط السلطات ألبانا ملوثة مخالفة لشروط الصحة من قبل منتجي الألبان، معرباً عن أسفه لمثل هذ الممارسات التي تعرض صحة المستهلك للخطر.
٭ الرقابة بسلطان القوانين
وفي ذات السياق اعترف البروفيسر هاشم محمد الهادي رئيس مجلس إدارة هيئة المواصفات والمقاييس بأن أغلب المزارع في السودان غير مطابقة للمواصفات والاشتراطات الصحية المتمثلة في حجم المزرعة بالنسبة لعدد الحيوانات، بجانب موقع المزرعة ونظافة المياه والأعشاب وترقيم الحيوانات، بحيث يكون لكل حيوان كرت صحي حتي يتم التعرف علي الحيوان المريض من غيره، بالإضافة للإشراف البيطري بواسطة مشرف رسمي أو خاص، وذلك لإنتاج لبن صحي، وأشارالبروف إلى أن الفورمالين مادة خطرة، وهي مادة كيميائية تتكون من «37%» من محلول الفورمالديهايد المائي وهو غاز حاد في الرائحة، وهو مادة كيميائية تستخدم كمطهّر ولحفظ الجثث بغرض الدراسة.
كما تؤدي المادة إلى تدمير الخلايا وإصابتها بالسرطان، لأنها سموم تستخدم في حفظ المواد البايلوجية، وتستخدم لتحنيط الجثث البشرية وفي ذات الوقت تستخدم في التشريح في المشارح بالمستشفيات وكليات الطب، ولها رائحة قوية ونفاذة، حيث توضع الجثة في أحواض بها فورمالين، ومن المفترض عند دخولك إلى المشرحة أن ترتدي كمامات حتي لا تؤثر رائحة الفورمالين على صحتك، مضيفاً بأنها تستعمل بصورة كبيرة في الطب الحيواني، حيث يتم حقن الحيوان في الشرياني، ويوضع في أحواض مليئة بالفورمالين تقوم بقتل البكتريا وتحتفظ الجثة بخصائصها لمدة ثلاثة أشهر، مبيناً أن المكروبات التي يريد المنتج قتلها تأتي للبن من الحيوان المريض والمعدات الملوثة للألبان التي تدخل الاسواق فهي تحلب صباحاً وتوزع عصراً بعد إضافة المادة القاتلة التي يعتقد التاجر أنها تقتل الميكروب، ولكن في حقيقة الأمر تقوم بقتل الإنسان.
ويمكن التعرف على اللبن المخلوط بالفورملين من خلال رائحته النفاذة، مناشداً تجار ومنتجي الألبان الالتزام بارتداء الكمامات والتأكد من نظافة معدات وأواني الحليب، وتعقيم اللبن وذلك بعد تبريده ثم يدفأ، وقال إن مشكلة الألبان تكمن في عدم الإلمام بطرق التخزين، مطالباً بتفعيل رقابة سلطان القوانين خاصة للذين يتعاملون مع مزارع الألبان.
المصدر: صحيفة اخر لحظة