محمد جمال (الوطني).. تفاصيل انـعقـاد بـدون البشـير

يلتئم مساء اليوم المجلس القيادي للمؤتمر الوطني توطئة لانعقاد مجلس الشورى غداً السبت، وذلك وسط ترقب من قبل عضوية الحزب التي تنتظر ما ستسفر عنه الشورى، والذي من المتوقع ان تناقش فيه الرؤية المفاهمية للوطني التي ترتكز على اجراء تغييرات جذرية في هيكل الوطني وشكله وخطابه، ولن تكون دورة الانعقاد المرتقبة غداً دورة عادية، اذ انها الاولى التي تنعقد بدون الرئيس البشير منذ سنوات تأسيس الحزب، وذلك بعد ان فوض صلاحياته الحزبية لنائبه احمد هارون.
(1)
عندما تمضي عقارب الساعة الى الثامنة من مساء اليوم وبينما ينازل المريخ السوداني نظيره التونسي النجم الساحلي في استاده، ستكون هنالك موقعة اخرى وان كانت سياسية فلن تقل اهمية عن الحدث الرياضي المنتظر للسودانيين، حيث يطمحون بمختلف الوانهم الرياضية الى تأهل المريخ لنهائي الكأس العربية للشيخ زايد، وايضاً (الوطني) ينتظر ان يتأهل برؤى مختلفة من مجلسه القيادي المنعقد مساء اليوم الى تفاصيل نهائي آخر.
وفي سبيل التجهيزات لشورى الحزب عقد المكتب القيادي اجتماعيين يومي الاثنين والاربعاء الماضي ناقش من خلالهما تفاصيل ما سيعرض على عضوية الشورى، حيث قال رئيس حزب المؤتمر الوطني المفوض مولانا احمد هارون عقب نهاية اجتماع المكتب القيادي مساء (الاثنين) الماضي، ان المكتب القيادي اجاز مقترح جدول الاعمال المقدم للمجلس القيادي تمهيداً لعرضه على مجلس الشورى الذي تم الاتفاق على انعقاده يوم 30 مارس، واشار الى ان المجلس القيادي الذي سينعقد مساء الجمعة سيكون مخصصاً لاعتماد الموضوعات المطروحة للشورى المنعقد يوم السبت، والتي تدور حول موضوع واحد رئيسي ظل قيد النظر امام المكتب هي الورقة المفاهيمية لرؤية الحزب للمرحلة المقبلة.
(2)
وكان هارون قد باشر مهامه في الثاني من مارس الجاري خلفاً لفيصل حسن ابراهيم وبتفويض بصلاحيات رئيس الحزب، وخلال الفترة القليلة الماضية عقد الرجل (8) اجتماعات مكتب قيادي وبحضور كبير من قيادات الحزب، مع العلم بأن القيادي كان يعقد في السابق كل اسبوعين واحياناً مرة في الشهر للتفاكر واستعراض القضايا الكبرى، وخلال اجتماعات (القيادي) الاخيرة والمتكررة تم التفاكر حول الرؤية المفاهمية، تلك الورقة المقدمة لاحداث تغييرات كبيرة بالحزب، ثم وتحديداً في الحادي عشر من مارس الماضي اعتمد المكتب القيادي في اجتماعه الإطار المفاهيمي لرؤية الحزب للتعاطي مع مبادرة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير التي أطلقها للقوى السياسية، وقال هارون حينها ان المؤتمر الوطني سيجري نقاشات معمقة بكل مؤسساته على مختلف المستويات، ويتشارك مع الآخرين هذه الرؤية مستنداً الى مبدئي التقييم والإصلاح، مشيراً الى ان (القيادي) وبعد نقاش عميق جداً حول ورقة الاطار المفاهيمي للحزب قرر تكوين عدد من اللجان في المحاور المختلفة للورقة، ولا تقتصر على قضية اصلاح الحزب وقضية الاقتصاد ومعاش الناس والسياسات الحزبية المقبلة ورؤية الحزب للمرحلة المقبلة.
(3)
دورة الانعقاد المرتقبة للشورى غداً ستكون مختلفة بكل المقاييس، حيث سيكون الرئيس البشير ابرز الغائبين عنها، وستكون الاولى لهارون الرئيس المفوض للوطني، كما ان الاجندة التي ستطرح فيها ستكون معقدة نوعاً ما، خاصة ان ورقة الرؤية المفاهيمية مازالت مجهولة التفاصيل لغالبية عضوية الوطني عوضاً عن اللغة المتداولة وفيها غموض، فهي بحسب القليل من المعلومات التي رشحت ورقة لاحداث تغيير جذري في الحزب وخطابه ومؤسساته، وهو ما اشار اليه هارون في اكثر من سانحة بأنه سيشكل حزباً جديداً بافكار ورؤى جديدة تواكب الراهن السياسي، فيما عاد الجدل مجدداً بالتزامن مع مناقشة الورقة المفاهيمية ودمج الحركة في الحزب.
رئيس قطاع الاعلام بالوطني د. ابراهيم الصديق قال لــ (الإنتباهة) ان جلسة مؤتمر الشورى التي ستنعقد غداً ستتمحور في مناقشة الورقة المفاهيمية، وستكون جلسة واحدة فقط تبدأ بكلمة من رئيس الشورى ثم رئيس الحزب المفوض ثم مداخلات من رؤساء اللجان المتخصصة لتنزيل الرؤية المفاهيمية، ومنهم لجان والاصلاح الحزبي والقضايا الاقتصادية والاعلام والانفتاح السياسي.
(4)
الأمين السياسي عمر باسان بدوره قال لــ (الإنتباهة) ان انعقاد الشورى القومي للوطني واحدة من اهم المحطات التي يقف عندها الحزب عقب الاحتجاجات الاخيرة بعدد من مدن البلاد، وفي ظل خطاب رئيس الجمهورية الذي ذكر فيه انه سيكون على مسافة واحدة من كافة الاحزاب السياسية، واتبعها بأنه فوض صلاحياته لمولانا احمد هارون وصار رئيساً مكلفاً ومفوضاً للحزب، واضاف باسان ان مجلس الشورى سينظر في الورقة المفاهيمية التي تضع الملامح العامة لمستقبل الحزب، من حيث الافكار والاطروحات في السياسات والهياكل التي سترسم للوطني مواجهة التحديات التي تواجه الساحة السياسية، مشيراً الى ان حزبه سيخرج اكثر قوةً وتماسكاً بعد هذه الازمة، واعتبر باسان ان الشورى ستجيز الورقة المفاهيمية وستتضح كثير من معالم توجهات الحزب في المستقبل، ونوه باسان بأن قضية دمج الحركة والحزب غير مطروحة بالشورى، لأن الرؤية المفاهيمية قضية اكبر تتعلق بمستقبل الحزب السياسي، وكيفية تقديم نفسه للشارع السياسي، وشكل علاقته مع القوى السياسية، وتغيير اسمه وامكانية انشاء تحالفات سياسية مع الاحزاب ذات الافكار المشابهة في التوجهات الوطنية والاسلامية، وكذلك شكل العلاقة مع الجهاز التنفيذي باعتباره واحدة من القضايا المهمة.
وكان من المفترض ان تنعقد الشورى في فبراير الماضي، الا ان التغييرات التي صاحبت المشهد السياسي بالبلاد والتي بدأت بوتيرة الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف ديسمبر الماضي، القت بظلالها على الحزب، كما اجلت كذلك المؤتمر العام للوطني الذي كان من المقرر ان ينعقد في ابريل المقبل الى وقت يحدد لاحقاً، ليكون في الثاني والعشرين من فبراير.

 

صحيفة الانباهة

Exit mobile version