صديق البادي:بين الرئيسين البشير وعبد الناصر

المرحوم الأستاذ محمد أحمد عبد الباقي البطحاني من سكان أبودليق التقى ذات يوم في بداية النصف الثاني من عام 1964م بوزارة التربية والتعليم بزميل دراسته في مدرسة الخرطوم الثانوية عمر حسن أحمد البشير وقبلها تزاملا لمدة عامين في مدرسة شندي الأهلية الوسطى التي أتاها محمد أحمد منقولاً من مدرسة أخرى ولم يلتقيا بعد ذلك إلا بعد أن اصبح البشير رئيساً للجمهورية في لقاء جماهيري حاشد بأبو دليق وتعانقا وتبادلا تحية حارة. والمهم أنهما التقيا على غير موعد بوزارة التربية والتعليم في عام 1964م وكان كل منهما يحمل طلباً للعمل مدرساً

 

بالمدارس الوسطى وكان ذلك أمراً سهلاً ميسوراً في ذلك الوقت لمن يحمل شهادة نجاح. وكان الأستاذ محمد أحمد في قائمة الاحتياطي للمقبولين بمعهد المعلمين العالي وقدم طلبه وعين معلماً بمدرسة الشهيناب الوسطى

 

واستمر في عمله حتى تقاعد بالمعاش وهو مشرف تربوي . أما عمر حسن أحمد البشير فقد كان متردداً في تقديم طلبه الذي كان يحمله وذكر لزميله أنه قرأ أو سمع بأن المجال مفتوح لحملة الشهادة السودانية لتقديم طلبات لقبول طلبة يدرسون الطيران الحربي بمصر ويريد أن يجرب حظه واعتلى دراجته وخرج من وزارة التربية والتعليم وقدم طلبه واجتاز المعاينات وقبل ولكن لملابسات وظروف خاصة حول الطلبة المقبولين لدراسة الطيران الحربي للكلية الحربية وأضحت تلك الدفعة من أكبر الدفع التي مرت على الكلية في ذلك الوقت. وأصبح عددها مضاعفاً (حوالي تسعين

 

طالباً حربياً) وتخرج الملازم ثاني عمر حسن في عام 1966م وكان ثالث الدفعة وإن إرادة الله سبحانه وتعالى في الأزل أرادت أن يتخرج عمر حسن ضابطاً من الكلية ليصبح رئيساً للسودان ولو انه عمل معلماً بالمدارس الوسطى أو التحق بالجامعة لما أصبح رئيساً للسودان منذ ثلاثين عاماً… وبعد تخرج الملازم ثاني عمر حسن من الكلية الحربية كان رئيسة وقائده المباشر في العمل هو الكاتب الصحفي المعروف عبد الرحمن حسن عبد الحفيظ ولعله كان في رتبة رائد ويذكر ان الملازم عمر كان منضبطاً في عمله مع تعامله بلطف مع من حوله ودارت الأيام دورتها وأصبح ذلك الضابط الشاب رئيساً للجمهورية منذ ثلاثين عاماً وأحيل الضابط عبد الرحمن عبد الحفيظ للتقاعد برتبة عميد قبل سنوات طويلة ويشغل موقع رئيس لجنة شعبية بأحد الأحياء.

 

ويماثل ما أوردته آنفاً أن الأستاذ محمد حسنين هيكل ذكر أن الرئيس جمال عبد الناصر قبل بكلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) وكانت رغبته ملحة في دراسة القانون والعمل بعد التخرج في مجال تخصصه ودراسته ولكن زوجة أبيه اعترضت على ذلك ورفضت أن يدفع زوجها مصاريف دراسة ابنه جمال خصماً من مرتبه لأن ذلك يكون على حساب أولادها وبناتها فأذعن جمال للأمر الواقع مكرهاً والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها ضابطاً وساهم في تغيير مجرى الأحداث وصناعة التاريخ وبنجوميته الساطعة أحدث دوياً هائلاً في حياته وبعد مماته ولو التحق بكلية الحقوق وتخرج فيها لاضحى قاضياً أو محامياً أو مستشاراً قانونياً ولكن دخوله للكلية الحربية غير مجرى حياته ومجرى الاحداث في وطنه وخارجه وتلك هي مشيئة الله سبحانه وتعالى في الأزل.

 

 

الانتباهه




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.