رويترز: حميدتي يتطلع للرئاسة في السودان بعد الإطاحة بالبشير

عندما أراد عمر البشير الحماية من خصومه خلال رئاسته الطويلة للسودان ولى وجهه نحو محمد حمدان دقلو، قائد قوة عربية مسلحة مرهوبة الجانب.

طموح بلا حدود
يقول دبلوماسيون غربيون وخصوم لـ”رويترز” إن الفريق أول دقلو، الذي يعرف بلقب حميدتي، قد يصبح عما قريب أقوى رجل في السودان في أعقاب الإطاحة بحليفه القديم في 11 أبريل نيسان.
حميدتي يهون من شان طموحاته السياسية. لكنه أصبح ثاني أقوى رجل في السودان لكونه نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي شكله الجيش لإدارة السودان لما يصل إلى عامين لحين إجراء الانتخابات.
يقول مبعوثون غربيون وشخصيات معارضة، تحدثوا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن حميدتي متعطش لمزيد من السلطة وإنه ساعد على الإطاحة بالبشير بعد 30 عاما في السلطة لأنه يضع الرئاسة نصب عينيه.
شخصية معارضة طلبت عدمالكشف عن اسمها خشية التعرض للانتقام :”حميدتي خطط ليصبح الرجل الأول في السودان لديه طموح بلا حدود”.

في ظل الضغوط التي تمارسها المعارضة والمحتجون على المجلس العسكري للتعجيل بتسليم السلطة للمدنيين، يواجه حميدتي وغيره من القادة العسكريين خطر التهميش سريعا.
يجتمع حميدتي بمقتضى مهام دوره الجديد مع السفراء الغربيين وهو بالفعل في موقع جيد يمكنه من التأثير على الأحداث من مكتبه في القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم.

قلق المحتجين
تنتشر قوات الدعم السريع التي يترأسها في أنحاء المدينة.

 

قوات الدعم السريع
يحظى الرجل بدعم من الدول الخليجية العربية التي تعهدت بمليارات الدولارات لدعم السودان منذ تنحية البشير.
صعود حميدتي مبعث قلق لكثير من المحتجين الذين ساعدوا في إسقاط البشير ويغلقون الآن وزارة الدفاع وبعض الطرق المحيطة بها في إطار الضغط لتلبية مطالبهم بانتقال سريع إلى حكم مدني.
تتهم جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان القوة المسلحة التي رأسها بارتكاب إبادة جماعية خلال الحرب التي بدأت في دارفور عام 2003، وهي مزاعم نفتها حكومة البشير.
حميدتي قال في كلمة أمام ضباط الجيش أمس الإثنين “أنا شخصيا والله ما داير نائب رئيس، وغير الدعم السريع ما داير شبر لقدام”.

حميدتي أضاف أن الأولوية هي الدفاع عن السودان والوصول إلى اتفاق مع شعب السودان بشأن كيفية إدارة البلاد. لكنه أضاف “لا نسمح بالفوضى”.
قال إنه يؤيد تشكيل “حكومة كفاءات.. تكنوقراط من كل الشعب السوداني وبحسب رأيي أنا ألا يكون لها علاقة بأي حزب”.
“النصر أو مصر”
عبر المحتجون عن مخاوفهم من أن يمضي السودان في نفس الطريق الذي سارت فيه مصر بعد ثورة يناير التي أطاحت بحسني مبارك في 2011. وكان من بين هتافاتهم “النصر أو مصر”.
أزاح الجيش في مصر مبارك عن السلطة فعليا بعدما اتضح أن قوات الأمن لم تستطع احتواء احتجاجات الشوارع ضد الزعيم المخضرم.

بعد عامين قاد وزير الدفاع في ذلك الوقت عبد الفتاح السيسي في انقلاب عسكري بدعم من الإمارات والسعودية الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مصري وصل إلى السلطة عبر انتخابات حرة. وفاز السيسي منذ ذلك الحين في اقتراعين رئاسيين في 2014 و2018، وبنسبة 97% في كليهما.
قال تحالف من المحتجين وجماعات المعارضة السودانية الأحد إن المجلس العسكري الانتقالي ليس جادا في تسليم السلطة للمدنيين.

رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان قال عبر التلفزيون الحكومي إن تشكيل مجلس عسكري مدني، وهو أحد مطالب النشطاء، “مطروح للنقاش”.

لكن المجلس حذر من إغلاق الطرق وقال إن “قيام بعض الشباب بممارسة دور الشرطة والأجهزة الأمنية في تخط واضح للقوانين واللوائح” غير مقبول.

دبلوماسي غربي كبير قال إنه من غير المرجح أن يسلم المجلس السلطة للمدنيين.
الدبلوماسي أضاف لرويترز “سيكون من الصعب للغاية إبعاد حميدتي من المسرح السياسي لأن لديه قوة تحت تصرفه”.
أفاد بعض المحللين السياسيين بأنه من بين ما يدرسه المجلس العسكري من خيارات السماح بتشكيل حكومة، شريطة أن يكون للقادة العسكريين القول الفصل في صنع القرار.
الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني المعارض خالد عمر يوسف، قال “إذا ظل المجلس (العسكري الانتقالي) في السلطة فلن يكون لحكومة مدنية سلطة”.

من مقاتل إلى قائد
ولد حميدتي عام 1975 ليكون بذلك أصغر كثيرا من أي ضابط آخر في المجلس العسكري وهو القائد الوحيد في المجلس الذي لم يتخرج من كلية عسكرية.
ينتمي حميدتي لفخذ المحاميد من قبيلة الرزيقات الهلالية ذات العمق الشعبي الكبير في دارفور وتشاد والعديد من دول أفريقيا، وفي مرحلة مبكرة من شبابه نشط في تجارة الإبل وحماية القوافل.

 

حميدتي كان في بادئ الأمر مقاتلا قبل أن يصبح قائدا لفصائل عربية مسلحة منبثقة عن مليشيا الجنجويد وأصبحت لاحقا قوات الدعم السريع واتهمتها جماعات حقوقية بإحراق قرى وبالاغتصاب وبإعدام مدنيين في دارفور.
لفت صعود حميدتي انتباه البشير الذي نفت حكومته مزاعم ارتكاب فظائع وقالت إنها لم تكن تستهدف سوى المتمردين. وقتل نحو 300 ألف شخص في دارفور فضلا عن تشريد مليونين.

 

حظى حميدتي بدعم الإمارات والسعودية بعدما أرسل قواته للقتال إلى جانبهما في حرب اليمن.
لم تطالب الرياض وأبوظبي علنا بانتقال سريع إلى الديمقراطية في السودان. ورفضت كلتا الدولتين التعليق على دورهما فيما يتعلق بالسودان.
قالت الدولتان يوم الأحد إنهما اتفقتا على إرسال ثلاثة مليارات دولار مساعدات للسودان، فيما يمثل طوق نجاة لزعمائه العسكريين الجدد.

على الرغم من أن قوات الدعم السريع تفتقر لانضباط جيش السودان النظامي، فإنه يُنظر على نطاق واسع لأفرادها على أنهم مقاتلون لا يعرفون الخوف اكتسبوا صلابة من الحرب في دارفور ضد المتمردين الذين رفعوا السلاح في وجه الحكومة. وهم مسلحون ببنادق كلاشنيكوف هجومية وقذائف صاروخية وبنادق آلية يجري نصبها على الشاحنات.
الدبلوماسي قال “التعاون قوي بين قوات حميدتي للرد السريع والجيش ولا سبيل لأن يوافقا على تسليم السلطة”.
شخصيات معارضة قالت إن حميدتي قد يمارس نفوذا كبيرا من خلف الكواليس إذا لم يظفر بالسلطة شخصيا.

خلفيات:
عزل قادة الجيش السوداني البشير من الرئاسة، بعد 3 عقود من حكمه ، على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ نهاية العام الماضي.
شكل الجيش مجلسا عسكريا انتقاليا، وحدد مدة حكمه بعامين، وسط محاولات للتوصل إلى تفاهم مع أحزاب وقوى المعارضة بشأن إدارة المرحلة المقبلة.

 

الجزيرة .


انضم لقناة الواتسب

انضم لقروب الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.