هنادي الصديق لمصلحة من؟

أورد موقع (باج نيوز) يوم أمس خبراً نقلاً عن خبر لصحيفة الانتباهة أمس الأول، أوردت فيه نفي لوزارة المالية والاقتصاد الوطني، نيتها بالاتجاه لشراء سيارات دستورية للوزاراء الجدد، جاء في الخبر (أكدت وزارة المالية أن هذا الخبر عار من الصحة تماماً وليس هناك أي اتجاه أو توجيه لوزارة المالية بإستيراد عدد (250) عربة لاندكروزر في هذا الوقت تحديداً فالبلاد تجابه العديد من المشاكل والابتلاءات التي أثرت بصورة ملحوظة على بعض مناطق السودان، وأن الشعب السوداني في هذه المرحلة ينتظر من الحكومة الجديدة أن تقدم له أفضل الخدمات وأن تراعي حقوق المواطن والوطن)، انتهي الخبر وبقى ما وراء الخبر، وهو ما ظلت تروج له صحيفة الانتباهة وبقية الصحف الموالية لاحد أطراف الصراع المحتدم بقوة هذه الأيام بين الشركاء في الحكومة الانتقالية، وأعني المجلس العسكري سابقاً والجناح العسكري من السيادي حالياً، وتحديدا عضو المجلس السيادي حميدتي والأقلام الداعمة لخطه في الصحيفة المملوكة له وغيرها كالانتباهة.

حملة الإشاعات والفبركات الباهتة التي ظلت تطلقها الانتباهة وغيرها تسعى بقوة لضرب الثورة وتشكيك الشارع السوداني في قياداتها مرة بنية شراء سيارات سيادية ومرة باستخدام أعضاء المجلس السيادي لسيارات انفينتي تابعة لرئاسة الجمهورية، ومرة بشراء منازل وفلل لاعضاء الحكومة الجديدة، توازيها من الناحية الاخرى حملات اسفيرية محمومة جدا من كتائب الأمن الإلكترونية والتي ظلت تبث شائعاتها على مدار الساعة وتشغل بها الرأي العام عن القضايا الأساسية والمصيرية التي تنتظره. مرة بنشر رسائل مفبركة لمحادثات بين قيادات الحرية والتغيير في تطبيق الوتساب، ومرة بنشر تسجيلات وهمية لقيادات أخرى تعكس تخلي القيادات عن مبادئ الثورة، ومرات اخرى بتخوينهم واتهامهم بالعمالة لصالح مدير جهاز الامن السابق صلاح قوش، ومرة ثالثة باتهامهم بالسرقة وعدم اهليتهم بقيادة الشارع، ومرة بتخابرهم مع جهات اجنبية لها مصالح داخل السودان، وغيرها من اتهامات موجهة بدقة لضرب الثورة وإيقاف الحراك وشل تكوين الحكومة الانتقالية وبقية المؤسسات بالدولة، يحدث ذلك وللأسف يستجيب لها ضعاف الإيمان بقيمة ما تحقق وفاقدي الثقة في قيادات الحرية والتغيير والمؤهلون بقوة لقيادة الثورة المضادة دون أن يدروا بأنهم يخدمون ذات الخط الذي خرجت لأجله الثورة، ويعملون لاعادة إنتاج ذات النظام السابق الفاسد، بمنح اذانهم لهذه الشائعات الضارة.

الحكومة القادمة مسلحة بثوابت حتى وان حادت عنها فالشارع هو العين التي ترى وتحرس الثورة وتحمي شعاراتها وستكون لها بالمرصاد بكل تأكيد.

تأخير إعلان الحكومة من شأنه ان يقود للمزيد من هذه الشائعات وسيفتح الباب للمزيد من المكائد، وسيكون بداية لشق الصف الوطني الذي توحد على مدى ٨ أشهر كاملة، لذا فوضع النقاط فوق الحروف هو المطلب الآني، وتشكيل مجلس الإعلام بأسرع فرصة من شأنه ان يضع كل الصحف الصفراء في مكانها الطبيعي وتحجيمها في لعب هذه الأدوار القذرة البعيدة عن الوطنية. وإعادة هيكلة أجهزة الدولة الإعلامية بما يخدم مصلحة الوطن.

وقبل ذلك الوعي الذي نتحدث عنه، ونطالب به الشارع يفرض على الجميع أن يكونوا في قمته برفض جميع أشكال التشكيك والتخوين لقيادات الثورة، ومنحهم الفرصة لإثبات صدقهم وحسن نواياهم، ومتى ما حادوا عن طريق الحق، عندها فقط يحق للشارع الخروج في مسيرات مليونية ومواكب مليارية.

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.