(دواعش) جامعة مامون حميدة .. أسئلة حائرة وإجابات غائبة
> في شهر مارس الماضي أي قبل ثلاثة شهور من الآن؛ حملت الأنباء الرسمية والاسفيرية التحاق (11) طالباً وطالبة من جامعة العلوم الطبية لتنظيم داعش في منطقة سوريا؛ وذلك عندما خرج الملتحقون بالتنظيم من الخرطوم جواً الى تركيا؛ وتسللوا عبر الحدود للمناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
> وكان الذي سهل السفر جواً لهؤلاء الطلاب؛ أن أكثرهم من حملة الجوازات البريطانية؛ وجلهم تربوا في أسر مقيمة خارج السودان.. بعض المختصين قالوا حينها أن الطلبة بعيدين عن الثقافة السودانية المتشبعة بالدين الصوفي؛ وقريبين بحكم تربيتهم من المواقع الالكترونية والاعلام الاجتماعي حيث تتكاثف دعوات داعش.
> ما أثار شجون المجتمع السوداني وقتذاك؛ أن أسر سودانية؛ وامهات فجعن في التحاق (أبنائهن)؛ بأكثر التنظيمات دموية؛ وهو ما يعني بالسير في هذا الطريق (بلا عودة).. وتعاطف كثيرون مع مجهودات الأسر السودانية لإرجاع أبنائها لكنها لم تنجح.
> بعض المحللين وقتذاك ذهبوا الى أن الطلاب والطالبات تعرضوا لـ (غسيل دماغ) من وسائط التنظيم الالكترونية؛ واستبعدوا أن تكون هناك جهات داخل السودان وخلايا نائمة تنشط في استقطاب الطلاب وخاصة الذين نالوا قسطاً من التربية في الغرب.. لذلك السؤال لماذا جامعة العلوم الطبية؟؟.. لم يجد اجابة شافية في ذلك الوقت.
> لكن المفاجأة الجديدة والمثيرة؛ أن عميد شؤون الطلاب في جامعة العلوم الطبية د. أحمد بابكر كشف لصحيفة التيار أمس عن إختفاء نحو (12) طالباً من الجامعة رجح مغادرتهم للسودان للإنضمام لداعش في سوريا؛ وقال بابكر تلقيت اتصالات من أولياء أمور هؤلاء الطلاب تشير لاختفائهم منذ الجمعة.
> وأضاف؛ فور ذلك أجرينا اتصالات مكثفة مع أولياء الأمور بجانب السلطات المختصة ومسؤولي مطار الخرطوم وأفادت سلطات الجوازات بمغادرة (5) منهم الى تركيا فجر الجمعة .. وأكد بابكر أنه تم اخطار الجهات المعنية في تركيا وبريطانيا؛ وقال علمنا لاحقاً أن الجهات الأمنية في استانبول أوقفت الدفعة الأولى.
> ولا زالت تداعيات الخبر (الصاعق) تشق رؤوس الأسر؛ المنهكة منذ الجمعة في اتصالات دؤوبة مع تركيا وبريطانيا التي يحمل غالبية الطلاب لجوازها؛ لن نستبعد ان تعيش الأسر حالة من الانهيار التام نتيجة لتوالي هذه الأحداث؛ كما كانت أحدى أمهات طلاب (الدفعة الأولى) في حالة غيبوبة بغرفة الانعاش بأحد أكبر المستشفيات.
> السؤال الذي يفرض نفسه الآن؛ هو لماذا جامعة العلوم الطبية وحدها دون غيرها من الجامعات.. لا أعتقد أن إمتلاك معظم طلابها لجوازات غربية ونشأتهم خارج السودان سيكون سبباً مقنعاً بتزايد مثل هذه الأنشطة داخل الجامعة.
> خاصة بعد ظهور (الفوج الثاني) في فترة هي أقل من ثلاثة أشهر من ظهور المجموعة الأولى التي لا زالت أصداء فاجعتها تتردد بين الأنحاء؛ نقول ذلك ونعلم أنه لا زالت كثير من المعلومات غائبة؛ وظل ما يفعله الصحافيون يعتمد على القليل المتاح منها؛ أو ما يتصيدونه من المواقع الالكترونية.
> تكرار الواقعة يشي باحتمال تكرارها للمرة الثالثة؛ وربما الرابعة؛ الأمر الذي يستدعي ايجاد اجابات لأسئلة حائرة.. من شاكلة لماذا جامعة العلوم الطبية؟ وماهي تفاعلات الطلبة الاجتماعية مع بعضهم البعض داخل الجامعة؟ .. وغيرها وغيرها..
صحيفة الوان