موقف جاكسون .. .. استمرار مسلسل التحويل !

في تعقبgakson حالات التحويل المتكررة لمواقف المواصلات العامة بالخرطوم والتي بدأت منذ العام 2007، من وسط الخرطوم إلى مناطق عديدة متفرقة، لم تتوقف عمليات التغيير التي بلغت 3 مرات، حيث خلفت وراءها بلبلة عارمة، وحيرة لدى المواطنين الذين صاروا كالتائهين في عاصمتهم، وكان آخرها في منتصف شهر مايو من العام الماضي، ولم يفق المواطنون من إرجاع المواقف حتى فاجأ معتمد محلية الخرطوم اللواء عمر نمر قبل أيام الجميع بإعلانه تحويل موقف جاكسون وإزالة الأكشاك والكافتيريات لانسداد مجاري الصرف الصحي ولأخطاء هندسية صاحبت التشييد مما يفتح الباب مشرعاً أمام العديد من التساؤلات، أبرزها ما هي الأسباب الداعية لتحويل المواقف؟.. وهل تمت محاسبة الجهات التي تسببت في هذه الأخطاء.. ومن يتحمل هذه التكاليف وإلى متى يستمر تحويل المواقف؟

في تصريح سابق شكا والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر من العقبة التي يشكلها وجود السوق العربي ومواقف المواصلات بوسط الخرطوم أمام أي خطة تستهدف تطوير المركز رغم المجهودات التي تبذلها المحلية في تنظيم الأسواق وتنفيذ خططها وبرامجها، «آخر لحظة» سلطت الضوء على قضية تحويل موقف جاكسون، فإلى ما جاء بالإفادات التالية:

٭ تخبط إداري

الأزمة في عدم توفر المواصلات وتحويل الموقف سيفاقمها، بهذه العبارة بدأ الموظف عمر عبد الحي، وانتقد عدم الرقابة على سائقي الحافلات لاستغلالهم المواطنين بزيادة التعرفة دون المراعاة لأحوال الآخرين، وقال إن موقف جاكسون قريب من مواقع العمل والجامعات وبالتالي يسهل عملية التنقل ما بين المصالح والجهات المختلفة، وإذا تم تحويله سيفقد المواطن هذه الميزة مما يجعله يزحف لساعات بين المواقف بغية الحصول على مركبة تقله لموقع عمله أو منزله، ووصف ما يحدث من تحويل المواقف بالتخبط الإداري، وطالب الجهات المعنية باتخاذ رؤية مستقبلية صحيحة لمثل هذه المواقف، وقبل أن يكمل حديثة تركني وركض خلف إحدى الحافلات ولوح بيده معتذراً عما بدر منه مردداً «مجبور أخليك عشان مافي مواصلات».

٭ أعتدنا عليه

لم يتعجب الطالب عبد العزيز محمد عند سؤالي له عن تحويل موقف جاكسون وابتسم ثم قال «دا المتوقع ونحنا اتعودنا على كدة»، وبالطبع نقله سيؤثر علينا باعتبار أن الجامعات على مقربة من هذا الموقع وإذا تم تحويله لمكان آخر سيرهقنا مادياً ومعنوياً ويؤثر على تحصيلنا الأكاديمي بسبب انتهاء بعض المحاضرات قبل وصولنا للجامعة مثل ما حدث عن التحويل الأول، ودعا للاهتمام بهكذا أمور وقال إنها صغيرة على المسؤولين ولكن تأثيرها علينا كبير.

٭ يحتاج لدراسة

نوه السائق بخط جبرة سيف الإسلام إلى تأثير نقل الموقف على المواطنين والسائقين خاصة وأن المواطنين لديهم ارتباطات داخل السوق والمواصلات على مقربة من مصالحهم المختلفة، وحذر من مغبة تحويله دون إجراء أي دراسات، وبالطبع ستنتقل المعاناة إلينا في حالة نقل بعض المركبات وترك أخريات.

أشار منظم موقف «ليبيا – العربي» عمر مادبو إلى وجود إشكالية بالموقف منذ افتتاحه فهو عبارة عن بركة لا يوجد بها تصريف، والموقف هو المركزي الذي يربط كل العاصمة وبالتالي تسهل عملية التنقل والبحث عن موقف المركبات، وحذر من نقله في هذا التوقيت خاصة وأن هناك مواطنين لم يستوعبوا تحويل المواقف وإرجاعها حتى الآن، وطالب بالانتظار حتى انقضاء شهر رمضان، لعدم وجود مواصلات لربط المواقف.

٭ عجز وفشل

وصف منظم الموقف ما تقوم به الجهات المعنية بالعجز والفشل في إدارة ما أوكل إليها، وانتقد عدم رقابة المحلية للحافلات خاصة فيما يتعلق بالتعرفة والشحن من خارج الموقف، وطالب مشاورة المواطنين والجهات الفنية كالسائقين والمنظمين والكمسنجية قبل اتخاذ أي إجراء.

٭ حلول بسيطة

استنكر الضابط التنفيذي بالهيئة الفرعية للحافلات عبد السلام جابر تحويل الموقف بسبب توصية من قسم الصحة بالمحلية، وقال إن المعالجة يجب أن تكون بعيدة عن التحويل حيث تزال الكافتيريات وتوضع في أماكن أخرى من الموقف ومن ثم تتم صيانة الصرف الصحي بالموقف، وبجانب عدم التصريف يمكن زيادة الردميات بالموقف لتصب في منهولات الصرف الصحي، ومثل هذه الأمور لا تحتاج لطرح عطاء، وأردف ما يحدث يضع المواطن في تساؤل دائم عن وجود مصداقية واتباع للمواصفات في تنفيذ المشاريع، وأبان أن الرؤية غير واضحة ولا توجد تفاصيل تتعلق بالنقل ولا البدائل.

٭ فشل شروني

قطع الضابط الإداري على فشل محطة ربط شروني وتساءل إذا كانت الحجة أن الموقع غير صحيح فهو من تصميم وتنفيذ المحلية والمسؤولين، وطالب بمحاسبة الشركة المنفذة لموقف جاكسون لتسببها في خطأ وصفه بالشنيع ويتحمله المواطن المغلوب على أمره، مردداً بالطبع هذا سيكلف أموالاً طائلة، ودعا الجهات المعنية لإزالة قضبان السكة الحديد الموجودة خلف موقف جاكسون والاستفادة منها كبديل.

٭ مبررات مرفوضة

شن ممثل أصحاب الأكشاك بموقف كركر إبرهيم موسى العجب هجوماً عنيفاً على قرار المعتمد الخاص بإزالة الأكشاك الموجودة بالموقف وقال نحن «10» آلاف متضرر من أصحاب كافتيريات ومطاعم وبيننا «8» آلاف من خريجي الجامعات ورفض المبرارت التي ساقها المعتمد بأن الموقف غير صالح ومرت على إنشائه «5» سنوات وتساءل لماذا تسلمت الدولة الموقف وهو غير صالح، وأشار إلى أن عمليات إعادة التأهيل للمواقع تتم بعد 25 عاماً في مختلف دول العالم، وأكد أن حل مشكلة الصرف الصحي يمكن أن تتم بصورة سريعة وبشكل جذري، وتابع محلاتنا مبنية بمواد ثابتة وأعلن رفضهم لتعويضهم أو نقلهم إلى منطقة سباق الخيل، وتابع نحن استلمنا الموقف دون صرف صحي والمسؤولون أبلغونا أن الحل بسيط للغاية وشكا من شبح الإزالة الذي أضحى يؤرق مضاجعهم ووجه سؤالاً مباشراً للمعتمد في منتدى صحيفة الجريدة نصف الشهري عندما قمت بتعويض صاحب الامتياز لموقف كركر بـ «17» مليار جنيه، لماذا لم تأتِ للتفاوض معنا باعتبار أننا مالكين لعقودات ودفعنا «200» مليون جنيه لكركر مقابل أمتار بسيطة؟

وفي رده على ممثل أصحاب الأكشاك أقر بوقوع الحكومة في خطأ بمنحها موقف كركر لمستثمر وقال هذه من الأخطاء التي عملنا على تصحيحها، وأوضح أن الموقف تم تنفيذه بواسطة نظام البوت لذلك قام المستثمر بتوزيع الأكشاك في منطقة المصرف السطحي، وتابع المحطة آلت بكاملها للمحلية ولن نعطي مشاريع لها علاقة بخدمات المواطنين بنظام البوت مرة أخرى، وتعهد بدفع تكاليف الموقف البديل وأضاف ليس لدينا تحت الطاولة، وأعلن إلتزامي بالتكاليف وسيدفع الباعة تكاليف النقل بذات الإيجارات القديمة، وكشف عن إنشاء المحلية لـ (10) مخارج للموقف تفتح جميعها على السوق.

٭ مشاكل صحية

دافع نمر في المنتدى عن إزالة موقف كركر لوجود مشاكل صحية وبيئية به ووصفها بالمزرية، وقال إن الأكشاك مبنية على مجاري الصرف الصحي والهدف من إزالة الموقف بجانب الإصلاح، الحفاظ على صحة المواطن حتى لا يصاب بالكبد الوبائي، لأن العصائر ملوثة، وتعهد نمر بدفع تكاليف موقف السكة الحديد الجديد الذي سيتم ترحيل المتضررين وعددهم «149» بائعاً بينهم «85» لديهم عقودات مع الشركة المالكة أو المستأجرة و«90» منهم عشوائيين وآخرون لم يتم تسليمهم عقودات، وقطع بالتزامه بحل المشكلة.

٭ حل جذري

يواصل المعتمد: التصميم الجديد لمشروع محطة السكة الحديد سيحل جميع المشاكل حلاً جذرياً بتحديد المداخل والمخارج ومسار المواطنين ومراعاة الاشتراطات الصحية، وفي رده على سؤال إمهال المحلية لـ «450» من الباعة «52» يوماً لتوفيق أوضاعهم قبل إزالة الموقف على الرغم من سريان عقوداتهم حتى 2020م، أجاب هذه ليست مسؤوليتي لأنني عقدت أكثر من «10» اجتماعات ولم يقوموا بتوفيق أوضاعهم، واستدرك قائلاً أنا ملتزم بتوفير البديل وأبرمت اتفاقاً مع السكة الحديد لتوفير بديل للمتضررين باعتبار أنها مسؤولية دينية وأخلاقية واجتماعية وهنالك من وافق وامتنع القليلون ولا يمكن أن نجامل «400» من الفريشة بجانب الـ «190» على حساب مليوني شخص بسبب الكبد الوبائي، وشدد على تمسكه بتحقيق المصلحة العامة.

اخر لحظة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.